المدرسة الانطباعية..كسرت القواعد كي تتبع القلب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الانطباعيون أحدثوا ثورة في عالم استخدام الألوان والإضاءة. استخدموا ألوان كثيرة بلوحة واحدة بأسلوب جديد بفرش اللون بالفرشاة بشكل سريع وكأنما يحاولون سرقات لحظات من الزمن كي يحاكوا الطبيعة التي يرصدونها.
هم بالفعل صنعوا تجديدا حقيقيا غير مسبوق في التعبير عن الطبيعة وخاصة بالصباح والتعبير عن ألوان الشمس المختلفة والإضاءة النهارية التي استخدموها في لوحاتهم بشكل ملحوظ.
فحررت فرشاة الانطباعيون الفن التشكيلي من الحركة الواقعية التي تعتمد على رسم الأشياء بواقعية ووضوح.
واستخدام حركة عفوية للفرشاة تنقل منظرا طبيعيا مهما كان وتنقل الإضاءة بشكل لافت وانعاسكات ضوء الشمس الذي تميز بها كلود مونيه على الأشياء الطبيعية من سطح البحر إلى العشب وملابس النساء والحيوانات.
تميل هذه المدرسة إلى نظرة تفاؤلية لليوم والغد وليس فقط رصد الطبيعة، حيث رصدت دائما أشكالا طبيعية تبعث التفاؤل والسرور والأمل في الغد.
تطورة رسومات الانطباعيين لرصد كل اللحظات السعيدة والمشاعر الإنسانية أيضا مثلما رسم إدغار ديغا وماري كاست فلم تقتصر هذه المدرسة على رصد اللحظات التي تكون وسط الشمس والأشجار وفقط.
والمدرسة التأثيرية أو المدرسة الانطباعية هي حركة فنية فرنسية تعود إلى القرن التاسع عشر والتي كانت بمثابة استراحة كبيرة من التقليد في الرسم الأوروبي، قام الانطباعيون بدمج بحث علمي جديد في فيزياء اللون لتحقيق تمثيل أكثر دقة للون.
وقد رفض الفنانون آنذاك هذا الاتجاه حتى حدث موقفا مفاجئا لتبني هذه المدرسة
أسس نابليون الثالث عام ١٨٦٣ صالونا جديدا لعرض اللوحات المرفوضة من الفنانين الذين رفضوا التيار التأثيري، وتم عرض فيها لوحة بعنوان مأدبة غذاء على الأعشاب.
في عام ١٨٦٧ وبعد رفض الكثير من لوحاته، قام مانيه بعرض خاص ل٥٠ لوحة من أعماله.
بعد ست سنوات، قام الفنون التأثيريون بإنشاء جمعية خاصة بهم، وأنشأوا معرضا للوحاتهم في برايس، يقام مرة كل عام أو كل عامين.
هذا القرار أعطى التأثيريون الحرية والتحرر من القيود التي وضعها الأكاديميون على أعمالهم.
مجموعة أخرى من الفنانين، كانوا غير سعداء بقرارات الصالون المحافظة ، فأقاموا جمعية للفنانين المستقلين.
كانت تقوم بعروض سنوي لأعمالها. من هذه الأعمال لوحة للفنان سوريا بعنوان يوم أجد على جزيرة لاجراند جانب.
والفن التأثيري بصفة عام. يعبر عن رؤية الفنان ممزوجو بشعوره وإحساسه، بمعنى آخر، الفنان التأثيري لا يصف العالم الخارجي فقط، أو إحساسه فقط، ولكن خليط ومزج بين الإثنين.
اقرأ أيضا…تعرف على بيت الشاعر اليوناني السكندري كفافيس الذي توفى بيوم ميلاده
دراسة علم الضوء وكيمياء خلطه الألوان، نبهت الفنانين في المدرسة الانطباعية إلى كثرة الألوان الموجودة في الطبيعة. الضوء ليس مجرد ضياء، ولكنه ضوء مكون من عدة ألوان، دافئ يميل للألوان الدافئة، مثل ضوء وشروق الشمس وغروب الشمس، ولون ضوء المصباح الكهربائي، أو ضوء بارد مثل ضوء القمر وضوء مصباح النيون.
عندما يسقط الضوء على جسم ما، يغير الضوء من لون الجسم، لكن العين غير المدرسة لا ترى هذا الفرق، فورقة الشجر الخضراء ، هي نفسها ورقة الشجر الخضراء وقت الظهيرو، أو عند الغروب، في الظل أو تحت أشعة الشمس.
كذلك الظلال، هي ليست مناطق رمادية وسوداء، كما كانت تظهر للرسامين الأوائل، ولكنها هي أيضا تتكون من ألوان مختلطة، تتشكل وفقا لانعكاسات وانكسارات الضوء المختلفة.
ولم يتميز التأثيرون فقط في أسلوب دمج الألوان ، ولكن تميزوا في استخدام الفرشاة في ضربات متقطعة.
ولكي تتأمل لوحة من لوحات التأثيرين بشكل صحيح، عليك الابتعاد مسافة عنها حتى تمتزج الألوان خلال العين في مخك.
وأشهر فناني المدرسة الانطباعية هم : إدوارد مانيه، يوجين بودين، فريدريك بازيل، ألفريد سيسلي، بيبر أوغست رينوار، ماري كاسات، .كاميل
دائما تعبر المدرسة الانطباعية عن الحياة بشكل حماسي، شكل يتبع القلب والشعور بشكل عميق، وأكبر دليل على ذلك ما قاله كلود مونيه لإحدى تلميذاته:
“عندما تخرجين الرسم، انسي الشيء الذي أمامك. شجرة، بيت، حقل، أو أي شيء آخر، لكن تأملي. هنا مربع صغير أزرق، وهناك مستطيل وردي، هذا شعاع أصفر، ثم قومي برسم ما يبدو لكي بكل أمانة، حتى ينتقل انطباعك إلى اللوحة التي أمامك”
المصادر
كتاب قصة الفن التشكيلي لمحمد زكريا توفيق
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال