غادة والي .. لعبة “مفقوسة” قوي لاسترداد الكرامة
عادت الاتهامات من جديد حول المصممة غادة والي، لتشعل مواقع التواصل الاجتماعي ويعود الحديث عنها هو ما يشغل الساحة الفنية، فقبل ساعات وجه الفنان التشكيلي الروسي غريغوري كوراسوف اتهامات إلى الفنانة المصرية بشأن سرقة رسوماته واستخدامها في إحدى إعلانات شركة بيبسي والتي نفذتها عام ٢٠١٨ لكنه لم يكتشفها إلا منذ شهر واحد.
تذكر هذا التاريخ عزيزي القاريء، لأن هناك سر خلفه سنكشفه في نهاية المقال
وكشف محامي الفنان التشكيلي، أن موكله سيتخذ كافة الإجراءات ضد المصممة غادة والي وشركة البيبسي ومطالبتهم بدفع تعويض مالي ضخم، بسبب استخدامها لوحاته دون الرجوع له، هذا بجانب تقديم اعتذار رسمي له.
ليست الأولى
وبالعودة للوراء نجد أن تلك الاتهامات لم تكن الأولى التي توجه للمصممة غادة والي، ففي يوم 5 مايو من العام 2022، وجه الفنان التشكيلي الروسي غريغوري كوراسوف، اتهامات لها بسرقة أربع رسومات له ووضعها على جدار محطة مترو كلية البنات بمحافظة القاهرة.
وكتب الفنان الروسي وقتها عبر صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»:«استخدمت لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى دون ذكر اسمي.. واستخدمت مجموعة من الصور وقصت الأشكال وغيرت اللون وقامت بتجميع تركيبة منها»
وأضاف الفنان الروسي: «لقد صدمت عندما رأيت هذا العمل في مترو الأنفاق. من ناحية، من الجميل أن تكون لوحاتي معروفة في مصر، وكذلك صور زوجتي (كل النساء في لوحاتي هن زينة). من ناحية أخرى، فإن الأمر مزعج»
عزيزي القاريء لم يكتب الفنان الروسي هذه المرة أي شيء على صفحته ولم يصرح لأي وسيلة اعلامية بأي شيء، فقط هو فيديو سجله المحامي وخبر منشور لموقع محلي مصر لا يتحدث محرروه الروسية
غضب واسع
لم تكن تلك الاتهامات ما آثارت حالة الغضب وقتها فقط، بل الرسومات التي أشارت إلى الأفروسنترك والذين يرون أن مصر محتلة إفريقيا، هى ما زادت حدة الغضب عليها من قبل المصريين.
لتتلقى وقتها المصممة غادة والي هجومًا كبيرة ما جعلها توقف التعليقات على منشورتها بعد تأكيد صحة سرقتها للمنشورات، ثم بعدها قامت بإغلاق الصفحة لمدة ولم تخرج للرد على تلك الاتهامات.
و أعلنت الشركة الفرنسية عن فسخ العقد مع المصممة غادة وذلك قبل 3 أشهر من اتهامها بسرقة الرسومات، لأسباب أخرى وفقًا لتقرير نشرته جريدة الشروق.
وعقب الفنان التشكيلي وجيه هبة وقتها على الواقعة وذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، وقال الأول إنه بالمقارنة بين الرسمتين نجد أنهم متطابقتين ما يعني صحة كلام الفنان الروسي. مُشيرًا إلى أن هذا ليس تواردا للخواطر أو الأفكار.
وأوضح وجيه وهبة أنه كان من الممكن أن تقول أن تلك الروسومات مستوحى من أعمال الفنان الروسي بدلًا من نسب العمل الفني لها. لافتًا إلى أن المصممة اكتفت وقتها على تغير لون البشرة للفتيات في الرسومات وتحويل ملابسهن للزي الفرعوني بخلاف الأعمال الأصلية.
كما أن مشروع بيبسي الذي تم منذ خمسة سنوات كان نتيجة إحدى مشروعات تخرج طلبة فنون جميلة
كارثة سابقة
قبل أيام من إفتتاح طريق الكباش أي قبل يوم 25 نوفمبر من العام 2021، أشارت الصحف والقنوات الفضائية إلى شعار حفل طريق الكباش والذي حظى وقتها على اهتمام كبير من المواطنين نظرًا لضخامة الحدث وقتها، فقد وصفته وزارة السياحة والآثار بأنه “أكبر متحف مفتوح في العالم”
ومع توسع الحديث عن الشعار، تصدر اسم المصممة غادة والي محرك البحث “جوجل” وقتها نظرًا إلى أنها من صممته وفقًا لما نشر وقتها، ولكن ظهرت وقتها مفاجأة غيرت مجرى الأحداث وذلك بعدما خرجت فتاة تدعى حبيبة عبدالله عبر صفحتها على “الفيس بوك” ونشرت صورة لشعار الكباش مع غادة والي وتؤكد في المنشور أنها هي وصديقاتها الـ 6 من قاموا بتصميم شعار الكباش.
ففي العام 2017 بدأ مشروع الهوية المصرية بمحافظات مصر وفقًا للتكليف الرئاسي للجامعة الألمانية في القاهرة من أجل تنفيذ الهوية البصرية بمحافظة الأقصر وتعميمها على باقي المحافظات.
وشاركت الـ 6 فتيات من بينهم حبيبة عبدالله في هذا المشروع وصنعوا شعار الكباش.
وقالت حبيبة عبدالله في منشورها: “يرجى الإبلاغ عن هذا المنشور لقد أرسلت لهم شرحًا وعرضًا لإرسال أوراق رسمية إذا لم يصدقوني لأنني لست مشهورة لكن تم تجاهلي، ينشر هذا المنشور معلومات خاطئة ويبدوا أنهم متحيزون لها بشكل خاص.. ساعدونا على مواصلة ما بدأناه وصحح هذا الخطأ!.. إنهم يقومون بتمكين سيدة واحدة على النحو الخاطئ على حساب العمل الشاق وجهود ست سيدات.. والعديد من الآخرين الذين انضموا إلينا ودعمونا لجعل هذا العمل ينبض بالحياة في ضوء يستحق كل المصريين رؤية بلادهم فيه.. ممتن وشاكر لكل الدعم أنكم جمال وتستحقون كل ذرة من الجهد الذي بذلناه من أجلكم”
خروج عن المألوف
خرجت المصصمة غادة والي عن صمتها وقررت الرد على الاتهامات الأخيرة الموجه لها بشأن سرقة رسومات الفنان الروسي ووضعها على إحدى إعلانات شركة بيبسي. وقالت في خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج “تفاعلكم” المذاع على قناة “العربية”: “أول مرة أطلع وأتكلم فيها طول حياتي، السنة اللي فاتت تعرضت لأزمة إعلامية كبيرة ووقتها كنت باولد وحصل لي مشاكل في الولادة وكنت في المستشفى ومعرفتش أرد بكل قوتي بس المرة دي أنا هرد، أنا زي أي حد تعرض لتنمر إلكتروني وتأثرت نفسيا ومهنيا لمدة السنة اللى فاتت كلها”
تابعت المصممة: “للمرة الثانية أتعرض للتنمر الإلكتروني وهذا بالنسبة لي كابوس مش قادرة أشوفه تاني بيحصل لي من غير ما أعرف أتكلم وأدافع عن نفسي، أنا من ساعة ما رجعت من إيطاليا بعد ما خلصت الماجستير كل هدفي في الحياة إزاي أخلي التصميم يحيى التراث المصري وده مش أول مشروع بعمله بيتكلم عن نفس الفكرة، ولا تاني ولا تالت ولا رابع ومش أي حد بيقول أي اتهام نصدقه من غير ما يكون فيه أي دلائل”
ولفتت: “حملة شركات المياه الغازية اتعملت في 2018 وانا رسمت الرسومات دي بإيديا ودي كانت أول مرة الشركة تقتبس من فنان مصري ومتاخدش تصميم من نيويورك أو مكان تاني عالمي، ومن كتر نجاح الحملة الشركة طلبت مني أعمل مسابقة في كلية فنون تطبيقية مع الطلاب بنفس الفكرة ازاي يحيوا تصميم مصري بيحبوه وده أحلى حاجة شوفتها في حياتي لإن هدفي كان بيتحقق لإنهم حسوا بانتماء لتاريخنا وتصاميمنا الملهمة الجميلة اللى مش محتاجين نقلد حد ولا نوصل لحاجة برة. وأنا بحترم كل الفنانين داخل وخارج مصر وبحترم القانون المصري والقضاء المصري لإنه كان قضاء عادل وهلجأ له لإن أنا تعبت جدا علي بناء شركتي خلال 15 سنة وأني أوصل لثقة العميل ومش هسيب حقي وبحترم شغلي اللى فات واللى جاي”.
الخلاصة
القصة عبثية تماما، الفنان الروسي ليس له صور أو لوحات منشورة تشبه تلك الموجودة في حملة بيبسي، كما أنه لم يوجه أي اتهاما للفنانة المصرية مثلما فعل في السابق، بل في الغالب هي وجهت الاتهام لنفسها لتنفيه وتخرج منتصرة هذه المرة في معركة وهمية صنعتها بنفسها لتسترد سمعتها المهدرة من خسارة معركة عام ٢٢، كيف يتهم أحدهم فنانا بسرقته دون أن يخرج للناس الرسومات الأصلية، كيف يتهمه وهو لم يتحدث في الأساس.. بالمصري “لعبة مفقوسة وبلدي قوي”.
غادة والي في سطور
ولدت غادة والي في العام 1990، والتحقت بالجامعة الألمانية بالقاهرة في العام 2006، وتخرجت من قسم تصميم الجرافك في العام 2011.
حصلت على الماجستير في تصميم الجرافيك من المعهد الأوروبي للتصميمات في إيطاليا، ثم عملت كمدرس مساعد للجرافيك فى الجامعة الأمريكية.
وهي أول مصممة مصرية تنضم لقائمة فوربس العالمية لأفضل ثلاثين فنان تحت سن الثلاثين في العام 2017.
فازت آخر أعمالها الفنية في مسابقة جرانشان بميونخ، صنفتها جمعية الفن المطبعي فى شيكاجو من أفضل مئة مصممي الجرافيك في العالم.
بالعكس حضرتك الصورة بتاعة البيبسي هو راسمها من 2015 وتقدري ترجعي لصفحته على الفيسبوك وهتلاقي الصورة الاصلية اللي متاخدة بالمللي في صورة البيبسي