قسمت حلمي.. طنطاوية اتخذت من مشقة العمل قانونًا صارمًا لها
في شارع صادومة متفرع من سينجر بمحافظة طنطا، تخرج قسمت حلمي من منزلها في الصباح الباكر تستقل الاسكوتر الخاص بها وتبدأ في عملها، ساعات تقضيها في النهار ولا تباهي لدرجات الحرارة المرتفعة كل ما يشغل بالها هو توصيل الطلبات إلى أصحابها دون أن يحدث لها خدشًا بسيط.
قبل 5 سنوات اتجهت قسمت حلمي إلى فتح مشروع خاص بها يختص بتوصيل الطلبات إلى المواطنين في محافظات مصر، بعد أن كانت تعمل عند أحد الأشخاص لتفضل العمل بمفردها حتى لو جنيت أموالاً أقل:”أنا في شغلي ملكة نفسي جربت قبل كده اشتغل مع حد بس محبتش حبيت اشتغل مع نفسي حتى لو القبض أقل”
في البداية تعرض عمل “حلمي” للرفض من قبل أولادها الأربعة خشيًا عليها من مشقة العمل ولكن إصراراها جعلهم يوافقون في النهاية.
كانت البداية لعمل السيدة الخمسينة على” عجلة” ولكن مع مرور الوقت وتحديدًا بعد عام آخر تمكنت من إحضار اسكوتر يعمل بالكهرباء ثم اسكوتر يعمل بالغاز.
من اسكندرية للقاهرة والشرقية وغيرها توصل “حلمي” الطلبات تحاول الاستمتاع برحلتها أثناء توصيل “الاوردارات” فهناك علاقة حب تربطها بعملها:”بحب شغلي جدا بعمل الحاجة اللي بحبها وبحب اشوف الضحكة على وش الناس بعد ما بوصل الطلب ليهم”
“لما بشوف ضحكة العميل بعد توصيل طلبه بنسى التعب اللي شفته وأنا جياله في الطريق”.. تتبع “حلمي” في عملها أسلوبًا خاصة بها حتى بتذكرها العميل إلى أن تربطهم علاقة صداقة بالنهاية.
كأي عمل واجهت السيدة الخمسينة العديد من الانتقادات من قبل بعض الأشخاص الذين تراهم أثناء تأدية عملها نظرًا لكونها سيدة تقود سكوتر ولكن لم تأبى لكلامهم وكانت ترد عليهم بابتسامة حتى تحول الأمر إلى تشجيع.
يساعد “حلمي” في عملها ابنها عمر صاحب الـ 16 عامًا، إذا قرر أن يساعد والدته في عملها لتخفيف الحمل عليها:”عمر ابني بدا يساعدني في الشغل بيخاف عليا أوي وبيبقى عاوز يخف الشغل عني شوية”
“أقول لنفسي أوعى تقعي ومتعرفيش تقومي يوم ما تقعي قومي تاني مفيش مشكلة .. مش بتقومي سليمة قومي وابقي احسن من الأول” تقول “حلمي”