بعد أن “صار النصيب”.. عقد قران الأمير الحسين بن عبد الله والآنسة رجوة

بوجه متهلل وعينان متلألئتان وقلب يخفق، ولي عهدٍ لم يستحي أن يعترف بحبه لخطبيته ولم تمنعه مكانته المرموقة من البوح بتفاصيل تعارفهما في حضرة جمعٍ غفير بل أمام العالم أجمع، قائلًا “أنا باعتبر حالي محظوظ لأن مش كل يوم الواحد ليتعرف على حد زي رجوة”، إنه الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني.

عرسٌ ملكي ترتقبه المملكة الهاشمية الأردنية في مطلع يونيو المقبل، قد أطلت نفحاته مذ أسبوع، بدايةً من حفل حناءٍ وعشاء أبهر العيون بفخامة لا مثيل لها، أقامته الملكة “رانيا” في قصر زهران بالعاصمة الأردنية عمان، والذي تصدر مؤشرات البحث على موقع “جوجل”، كما حصد هاشتاج “نفرح بالحسين” على موقع “تويتر” تفاعل كبير من الجماهير الأردنية والعربية.

النصيب يجمع بين الأمير الحسين والآنسة رجوة

ومع اقتراب حفل الزفاف انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير لحديث سابق لسمو الأمير “الحسين” مجيبًا أحد المشاركين في إحدى الفعاليات -منتدى “تواصل”-، متسائلًا عن سؤال لطالما وجه له كثيرًا حسب قول سموه، وهو بخصوص قصة تعارفه بالآنسة “رجوة آل سيف”، والذي وصفها ابتداءً بالبسيطة، وأصاب حين اختتمها بقوله “وصار النصيب”.

نعم إنه النصيب، الذي لا يعرف المنطق ولا يقيده مكان وزمان، فقد كانت صديقة طفولة مشتركة بين الأمير ‘الحسين” والآنسة “رجوة” سببًا في غرس بذرة حبٌ عابر لحدود الدول، حيث ساهمت في الجمع بين ولي العهد الأردني والآنسة “رجوة خالد آل سيف” سعودية الجنسية والمقيمة بالرياض، وبعد التعارف واللقاء انقطع اتصالهما لفترة لكن تشاء الأقدار أن يتذكرها فيقرر الاطمئنان عليها، وهنا تستيقن مما أشار إليه الأمير.

فرحة وطن.. غناء ورقص وزغاريد

وتستمر أجواء الفرح بالمملكة الهاشمية الأردنية، حيث تعُمُها الاحتفالات التي تعلوها الزغاريد ونثر أوراق الورود، ويرتدي الرجال والنساء والأطفال أزياءٌ تحمل في تفاصيلها عبق الأصالة والعراقة، يرقصون الرقصة الشعبية “الدبكة” حاملين السيوف التي تمثل إرثًا عظيمًا يتوارثها الأجيال، مرددين أغاني الفلكلور الأردني، وتحت شعار “فرحة وطن” أخذ التلفزيون الأردني على عاتقه نقل كل هذه الأجواء وتوثيقها.

الثقافة العربية والأصالة يزينان عرس ولي العهد الأردني

وقد ذكّرني شعار التلفزيون الأردني بالشعار الرسمي لمناسبة عقد القران الذي نشره الديوان الملكي الهاشمي على موقع “تويتر”، والذي تكوّن من كلمة “نفرح” المكتوبة بخط الثلث العربي، والتي تتضمن حروف أسماء العروسين، الحاء معبرًا عن “الحسين”، والراء معبرًا عن “رجوة”، متداخلين كأنما يحتضن كلًا منهما الآخر، بالإضافة إلى رمز التاج الملكي الهاشمي، هذا ضمن دلائل كثيرة لتمسك المملكة بالتقاليد والثقافة العربية التي أصرت على إظهارها في الزفاف الأضخم بالمملكة منذ ما يزيد عن ثلاثين عامًا، وكذلك لمسات الخط العربي كتلك الموجودة ببطاقة الدعوة لعقد القران، والمزخرفة أيضًا لبعض الفساتين والإطلالات المميزة بهذه المناسبة كفستان العروس “رجوة” في حفل الحناء والذي استُوحي من الثوب النجدي أو السحابي -ثوب تراثي بالمملكة-، وجمع بين هوية الأردنية والسعودية من خلال النجمة الموجودة بالعلم الأردني والنخلة الموجودة بالعلم السعودي، ومخطوط عليها بيت شعر للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي ألا وهو “أراك فتحلو لدي الحياة”.

وانهى ولي العهد كلامه معبرًا عن سعادته، “العرس قرب والحمد لله مرتاحين ومتحمسين”، وليس عجبًا أن نتوقع حفلًا يزينه الرقي والأصالة والعصرية في آن واحد، كما تميز حفل زفاف الأميرة إيمان بنت عبدالله الثاني منذ شهرين ونصف تقريبًا.

إقرأ أيضا

فخ التنمية البشرية من محمد صلاح إلى برايان تريسي!

بعد أيام.. “رجوة آل سيف” زوجة الأمير الحسين.. من هي؟!

ولِتميز الآنسة “رجوة” بالوجه الملائكي البشوش، والإبتسامة الأخاذة، والإطلالات الراقية، وهدوء الطباع الذي يوافق طبيعة الأمير “الحسين”، أحبت الجماهير التعرف أكثر عليها، إنها الآنسة “رجوة خالد آل سيف”، التي يرجع نسبها إلى قبيلة سبيع، والمولودة بالرياض في ٢٨ أبريل عام ١٩٩٤م، لأبٍ رجل أعمال ومالك لشركة سيف للمقاولات الهندسية المحدودة، والتي تعمل كمهندسة من بعد أن تخرّجت من جامعة سيراكيوز في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد درست بها الهندسة المعمارية بعد تلقت تعليمها الثانوي بالسعودية.

كان الديوان الملكي الهاشمي قد أعلن خِطبَة الحسين الابن البكر لعبد الله الثاني على الآنسة رجوة في أغسطس ٢٠٢٢م، وأُقيم الحفل في والد العروس بالرياض بحضور الملك والملكة رانيا والأمراء (علي بن الحسين، هاشم بن الحسين، راشد بن الحسين)، وفور إتمام عقد الزواج وحصول “رجوة” على لقب “زوجة ولي العهد الأردني”، ستحضر كل أنشطة البيت الملكي.