لحظات دفء.. ماذا لو كنت في مشتل الزهور مع العم رمضان؟
في العام 1993 حمل رمضان أحمد حسن متاعه عاقدًا العزم على النزول إلى القاهرة، للبحث عن مصدر رزق له وأسرته، ولطبيعة عمله في الزراعة نظرًا إلى أنه من محافظة الفيوم، فقرر أن يستغل معرفته بتلك المهنة ليعمل في مشتل للزهور.
كان عمر رمضان أحمد 17 عامًا عندما اتجه إلى القاهرة خاصة في مدينة نصر للعمل في إحدى المشاتل الخاصة بزراعة الزهور في صلاح سالم، فكما ذكرنا سابقًا كان عمله في الزراعة ساعده في مهنته الجديد التي بمرور السنوات أصبحت بينهم علاقة قوية لا يستطيع أن يستغني عنها:”أنا كنت فلاح فشغلة المشتل والاهتمام بالزرع أمر متعود عليه”.. يقول “للميزان”
وبعد زواج “أحمد” لم يختلف الأمر بل استمر على ما هو عليه، ليقضي 21 يومًا في عمله بين الزهور ويعود إلى أدارجه لقضاء بعض الأيام وسط زوجته وأولاده ثم العودة مرة أخرى إلى القاهرة.
علاقة حب
لم يفكر الرجل المقبل على الخمسين من عمره، أن يعمل في مهنة أخرى غير مشتل الزهور، فحبه الشديد لها منعنه من ذلك ليقضي كل يومه بينها، يراعيها:”مفركتش أني اشتغل في شغلانة تانية غير مشتل الزهور لأنها واخدة كل يومي ودي حاجة أنا بحبها أنا بفضل في المشتل 24 ساعة بين الزهور براعيها واخذ بالي منها”
يخرج “أحمد” في أوقات معنية من أجل تنظيم بعض الجناين لبعض الزبائن أو لزراعة الفلل بالأزهار:”بخرج بنظم جنانين وأزرع فلل لما يجي حد يطلب مني وبعرفه أزاي يرويه بعد كدا لأن كل نوع من الزهور بيختلف عن النوع الثاني في منه بيحتاج يتروي يوم ويوم وفي نوع بيحتاج يتروي كل يومين”
يساعد ابن محافظة الفيوم في عمله ابنه “محمد” والذي يعمل بجانب دراسته في الجامعة يظل مع والده لبعضًا أيام ثم يعاود السفر للدراسة:”ابني محمد بيساعدني في الشغل، يشتغل شوية ويسافر علشان دراسته”
ولكثرة حب “أحمد” في الزهور والمشتل قرر المكوث بجانبها، ليرتب غرفة له داخل المشتل، لتصبح موطنه بعيدًا عن أسرته.
إقرأ أيضًا.. قسمت حلمي.. طنطاوية اتخذت من مشقة العمل قانونًا صارمًا لها