أربعة “أشقاء معجزة” ينجون 40 يومًا في غابة الأمازون بعد حادثة طائرة
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في الأول من مايو 2023، عانت طائرة صغيرة من طراز سيسنا 206 في طريقها إلى سان خوسيه ديل جوافياري من عطل في المحرك. تحطمت الطائرة في عمق واحدة من أكثر المناطق النائية والخطرة في كولومبيا. وتوفي ثلاثة بالغين بينهم الطيار في الحادث لكن الأطفال الأربعة الذين كانوا على متنها نجوا بأعجوبة.
كان بحوزة الأطفال القليل من الإمدادات في غابة مليئة بالثعابين والعناكب والبعوض الخطرة. كذلك كان لا يزال أعضاء القوات المسلحة الثورية الكولومبية السابقة نشطين في المنطقة. لمدة 40 يومًا، بحث آلاف المتطوعين عن الأشقاء، وأدى الأمل في العثور عليهم أحياء إلى إبقاء ملايين الكولومبيين متابعين للأخبار. في الأسبوع الماضي، تحققت المعجزة التي كان الجميع ينتظرها. تم العثور على الأطفال أحياء وبصحة جيدة في منطقة الغابة.
عندما عثر فريق البحث على الطائرة المحطمة في 16 مايو في بقعة سميكة من الغابات المطيرة مع الجثث الثلاث، بما في ذلك أم الأشقاء، كان هناك أمل في إيجاد الأطفال. لكن مع مرور كل يوم، تتضاءلت فرص العثور عليها وانقاذهم. يواجه البالغون صعوبة في البقاء على قيد الحياة في مثل هذه البيئة المعادية، لكن هؤلاء كانوا أطفالًا، أصغرهم كان عمره شهور فقط عندما تحطمت الطائرة. مع ذلك، انضم مئات المتطوعين إلى البحث عنهم. حيث جابوا الغابة وأطلقوا مجموعات الإمدادات في مساحة 323 كيلومترًا مربعًا.
شارك الجيش بشكل خاص في جهود الإنقاذ، باستخدام طائرات هليكوبتر لمسح الغابة ومئات الجنود على الأرض. قاموا بتوزيع أكثر من 10000 نشرة إعلانية ومئات من مجموعات الطعام، حتى في المناطق التي لم يتمكن الأشقاء الأربعة من الوصول إليها سيرًا على الأقدام. في النهاية، بعد 40 يومًا من تحطم الطائرة، سمع فريق بحث صرخات الطفل الأصغر الذي أتم واحدة خلال هذه المحنة. وجد الفريق الأشقاء الأربعة في منطقة تبعد حوالي 3 أميال عن موقع تحطم الطائرة.
على الرغم من أن الأطفال الأربعة أصيبوا بالصدمة بوضوح ولم يتحدثوا كثيرًا عن تجربتهم في الغابة، إلا أن السلطات مقتنعة بأن معرفة الشجاعة الأخت الكبرى، ليزلي موكوتوي البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا، هي التي أبقتهم على قيد الحياة. بعد أن تعلمت الكثير عن النباتات ومخاطر الغابة من جدتها، تمكنت من التعرف على الفواكه الصالحة للأكل والعثور على مصادر المياه. كذلك كانت قادرة على تجنب الحيوانات الخطرة خلال محنتها التي استمرت 40 يومًا.
قال وزير الدفاع إيفان فيلاسكيز للصحفيين “علينا أن نعترف ليس فقط بشجاعتها ولكن أيضا بقيادتها. يمكننا أن نقول أنه بسببها أمكن لإخوتها الثلاثة الصغار البقاء إلى جانبها، بفضل رعايتها ومعرفتها بالغابة.”
بعد العلاج في مستشفى في بوجوتا، سيتم لم شمل الأشقاء الأربعة مع أقاربهم، بما في ذلك أجدادهم. من المرجح أن تصبح حكاية بقائهم على قيد الحياة موضوع فيلم هوليوود في المستقبل القريب.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال