همتك نعدل الكفة
397   مشاهدة  

رابطة محبي قاتل نيرة أشرف.. “مجتمع فقد إنسانيته”

قاتل نيرة
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



بعد تنفيذ حكم الإعدام في قاتل نيرة أشرف، فتاة المنصورة التي قتلت ذبحًا في وضح النهار على مرأى ومسمع من المارة أمام بوابة جامعتها، ربما يتحدث البعض عن إسدال الستار على الحادثة المأساوية؛ لكن إعدام محمد عادل لا يعني إلا نهاية فصل داخل رواية ضخمة. الحادثة لم تكشف عن جانب مرعب من مواقف حياتية متكررة تتعرض لها الفتيات في مجتمعنا فحسب، بل كشفت عن الوجه الآخر لآلاف من المتعاطفين مع القاتل المتجرد من إنسانيته، منهم جيران وأصدقاء وربما أقارب يعيشون بيننا. 

20 يونيو/ حزيران الماضي شهد حادثة قتل بشعة هزت مصر، حين أقدم محمد عادل، الطالب في كلية الآداب جامعة المنصورة، على قتل زميلته نيرة أشرف أمام بوابة الجامعة قبل دقائق من دخولها آخر امتحان في السنة الدراسية. نصف ساعة، هي المدة التي قضاها عادل في الميكروباص نفسه الذي تستقله نيرة من قريتها إلى الكلية. نصف ساعة كاملة وهو يخفي السكين الذي ذبحها به، ويتطلع إليها متخيلًا كيف سينفذ تهديداته ويشوه جسدها. 30 دقيقة كل دقيقة 60 ثانية كاملة لم تثني عادل عن رغبته في قتل نيرة؛ لمجرد أنها رفضته. 

لماذا يستميتون في الدفاع عن القاتل!

قاتل نيرة
من جروب كلنا محمد عادل

بغض النظر عن تسجيل الحادثة صوت وصورة ووجود 25 شاهد أدلوا بأقوالهم للنيابة، وحقيقية ظهور تهديدات سابقة من القاتل لضحيته، ما الذي يدفع إنسانًا واحدًا لمحاولة تبرئة القاتل؟

إذا كان عادل شاب في مقتبل العمر، نيرة عروسة زي القمر كما يقولون.

إذا كان عادل ضحية علاقة حب من طرف واحد استغلتها نيرة- رغم عدم وجود أدلة قاطعة-؛ فآلاف النساء حول العالم يستحقون الذبح، وملايين الرجال الذين يقومون بالمثل.

إذا كان عادل شاب متدين لم يتعاطى مخدرات في حياته أو يشرب كحول؛ فأسامة بن لادن كان يؤدي الفروض والنوافل يوميًا، لكن هذا لا يجعلنا نبرئه من جرائمه. 

إذا كانت نيرة غير محجبة وصورها التي انتشرت بعد وفاتها مبررًا لقتلها، أو اعتبارها منحلة تستحق ما حل بها؛ فعلينا أن نسحب السكاكين من مطابخنا ونخرج إلى الشوارع لذبح المتبرجات كما يسمونهم.

إذا كان عادل يتيم الأب، ضحت والدته لتربيته هو وأخواته في ظروف صعبة؛ فإن القانون الظالم يجب أن يتغير ويبرئ أي متهم يتيم وتتحول المحاكم إلى شئون اجتماعية.

إذا كان عمل نيرة وتغيبها عن المنزل لتساعد أهلها في المصاريف مبررًا لإزهاق روحها؛ فإن الذبح حلال في 12 مليون امرأة معيلة في مصر. 

إذا اعتبرنا عادل ضحية تنمر واستغلال وقهر؛ فلماذا لا نعتبر نيرة ضحية ترهيب وترويع وغدر. 

إذا اعتبرنا عادل ضحية من الأساس؛ فكيف نقارن جريمة استغلال بجريمة قتل وتمثيل بالمقتول مع سبق الإصرار والترصد. 

إذا كانت نيرة منحلة ومستغلة وعادل قاتل؛ فلماذا قبلتم توبة القاتل ولم تشفع للمقتول دمائه.

إقرأ أيضا
يوسف

مجتمع يفقد إنسانيته

قاتل نيرة
صدقة جارية على روح القاتل

في أي قضية تتحول لشأن يهم الرأي العام من الطبيعي أن نجد فريق من المؤيدين وآخر من المعارضين. لكن حين تكون الجريمة موثقة صوت وصورة، وبشهادات شهود عيان أكثر من أن تحصيهم أصابع اليد؛ يكون من الصعب تمامًا تقبل التشكيك في حكم الإعدام. 

القاتل معروف، والضحية معروفة، والاعتراف موثق، والنية مبيتة؛ من أين تأتي الثقة في براءة عادل، أو حتى تعليق الذنب في رقبة نيرة! لا يوجد مبرر منطقي واحد للتعاطف الواسع مع القاتل، لدرجة تكوين جروب بعنوان “كلنا محمد عادل”. لو كلكم محمد عادل؛ فكلكم تستحقون الإعدام بحكم القضاء وفتوى المفتي. 

الحادثة لم تكن مرعبة لبشاعتها التي لا يتحملها بشر فقط، أضف إلى ذلك كمية العقليات المختلة التي كشفت عنها، وخرجت لفضاء السوشيال ميديا تلتمس الرحمة لقاتل، وتهاجم فتاة قتلت غدرًا بعد تهديدها عشرات المرات لمجرد أن سمتها ليس على هواهم، أو لأي سبب كان. 

الكاتب

  • قاتل نيرة إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان