همتك نعدل الكفة
139   مشاهدة  

غالية.. سيناء الطيبة التي لا يعرفها الكثيرون

غالية
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



نحن نعيش الروايات الجيدة بتفاصيلها إلى الحد الذي يجعلنا نشتاق لشخصياتها وعوالمها.

ومن الروايات التي جعلتني أتعلق بعالمها المدهش رواية “غالية” للكاتب الصحفي أحمد سليم.

وقد أبحر بنا أحمد سليم لعالم دافئ ربما يملأه الشجن والحيرة ولكن لن يتركك إلا وقد تعلقت به.

ولا يعيشنا كاتب في عالمه كقطعة من هذه الحياة إلا ونجح في تحريك مشاعرنا، فلا مفر من أن تهرب من عينك دمعة أثناء القراءة، وتمتزج مع نصف ابتسامة على موقف إنساني ما.

اقرأ أيضا…أفضل كتب للأطفال

والرواية تدور أحداثها بين سيناء والبحيرة في زمنين مختلفين؛ وقت العدوان الثلاثي على مصر وسنوات قبله وبعده، وعصرنا الحالي بعد ظهور الجماعات الإرهابية في سيناء.

ونرى الحياة في سيناء بالتحديد من وجهة نظر غالية وحفيدها يحيى ، ويغوص بنا أحمد سليم في معرفة سيناء البديعة بعادات وتقاليد بدوها.

فتكاد تستشعر أجواء بحرها وصحرائها والحياة الهادئة بعيدا عن صخب المدينة، فيما تحكي الجدة غالية تفاصيل حياتها بالتوازي مع الحدث الرئيسي الذي يربطنا بالعصر الحالي ويثير نقطة التشويق حتى يتعلق القارىء للنهاية بالرواية.

وقد كتب أحمد سليم في روايته عن اقتران سيناء بالصفاء النفسي:

مر الوقت ببطء في ديرتنا، كأن آلة الزمن تتغير بتغير الأماكن، لاشيء هنا سوى الحياة في صورتها الأولى، لم تصل لها يد التحضر التي تنزع الروح من جسد المكان، وتستبدل به بأضواء تخطف أبصارنا، وتأخذنا في سراديب الحياة بحثا عن السعادة خلف نوافذها وبهارجها الخداعة.لم أتخيل أن الحياة الحقيقية لا تحتاج سوى لحظة خلوة في مكان لم تلوثه يد الإنسان، كتلك البقعة من أرض سيناء.

فيما كتب بأكثر من موضع آخر عن الربط بين الإنسان والطبيعة وتأثره بها، مثل مقولة بالرواية “النار فيها الداء والدواء

فحتى النار كان لها دور على لسان أبطاله.

لن تقرأ الرواية إلا وخطفتك غالية بحكاياتها وحنينها إلى الماضي الذي نمر به جميعا نحن بني البشر وكأن هناك بالماضي شيئًا  يجذبنا رغم ما نمر به من أوجاع خلاله.

ربما لأننا لا نتذكر من الماضي سوى  البركة التي حدثنا عنها الأجداد، ولا نتذكر منه سوى لحظات المتعة والأمل والحلم.

تتأرجح مشاعرك بين حياة غالية في شبابها وبين ما يدور حولها بالعصر الحديث، وتسير الأحداث بسلاسة بين التعبيرات الجمالية التي ستسوقفك، وبين السرد الرائع حتى نهاية الرواية التي لا يشوبها ملل.

إقرأ أيضا
الفقد

رمز الروائي الصحفي  أحمد سليم لمصر بغالية السيدة القوية التي على الرغم من فواجع الأقدار التي مرت بها لا تستسلم أبدًا.

ومن حسنات هذه الرواية أنها عرفتنا على معاناة أهل سيناء بالماضي والحاضر مع المشكلة التي تواجهها في محاربة الإرهاب الآن.  وتسليط الضوء على هذه المعاناة أمر نادر في الأدب وبالغ الأهمية، حيث أننا نعيش بعيدًا عن هذه الأجواء  ولا نشعر بمعاناة أهل سيناء وما يمرون به.

فقط توقفت عند بعض العبارات المباشرة خلال الحوار بالرواية حول فهم الإرهابيين الخاطىء للدين وبراءة الدين من أفعالهم، شعرت أنها مباشرة بشكل  أعطى الحوار محملًا غير طبيعي وسلس.

الرواية تشجع فكرة الحرص على الاهتمام بالهوية والجذور والتمسك بالعائلة والأرض، وهي قيم أيضًا نحتاج إلى إعلائها هذه الأيام، حيث  لا يعرف كثير من الأجيال الجديدة معنى هذه القيم وأهميتها في ظروف العولمة والانفتاح وكذلك الضغوط التي أثرت على شريحة كبيرة من الناس تعلي أسلوب التوجه للأمان المادي على الحياة الاجتماعية السوية والاهتمام بالتمسك بالهوية والعلاقات الإنسانية.

تستحق  الرواية القراءة وتفصلك عن عالمك لعالم ليس ببعيد عنك، وعلى الرغم من ذلك لا نعرفه عنه شيئًا.

الكاتب

  • غالية إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان