سوناتا عزيزة .. قطعة المخمل التي صنعتها أميرة بهي الدين
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
سوناتا عزيزة رواية مدهشة، تحمل لغة عجيبة خليط ما بين اللغة الشعبية والارستقراطية، رواية تدفعك منذ اللحظة الأولى إلى التساؤل ما العلاقة بين بين الغجر وريف مصر وشوبان وعزيزة هانم المولودة في الثلاثينيات.
كيف جعلت أميرة بهي الدين الموسيقار العظيم فريدريك شوبان مصريا إلى هذا الحد.
كيف تحولت آلة البيانو الغربية إلى صوت مصري حقيقي عند أطراف أصابع السيدة عزيزة.
كيف تحول غجر أوروبا إلى مصريين بحكم التأثير الرهيب لهذه البلد راسخة الحضارة منذ ٧ آلاف عام وهو ما عجزت عنه أوروبا.
لغة سرد أميرة بهي الدين المدهشة التي تجمع ما بين اللون والصوت والرائحة والتي تشعر معها أنك بداخل حياة حقيقية كاملة.
لم يكن غريبا على الكاتبة التي حولت شوبان مصريا أن تأخذني إلى جينيف عام ٣٧ لتدمجني في صراع زمني سريع يقودني إلى برن ضمن رحلة أبطالها، أن نعيش داخل كذبتهم ونحن مضطرون إلى تصديقها، أن نترك جينيف وكل ما تعانيه لورا لنعود سريعا إلى سرايا المنيري عام ٣٨.
ثم سرايا السعداوي في ٢٠٠٨، انتقال سلس مدهش بين الأزمان والشخصيات يشبه غزل فلاحة مصرية قديمة على نول فرعوني صامد تصنع به منسوجة تعيش لقرون، هذا هو بالظبط ما يليق بالرواية المخملية سوناتا عزيزة.
لغة أميرة بهي الدين السردية مبهرة، “متغمسة” بطريقة جداتنا الفلاحات أو القاهريات القديمات اللاتي يدخن سجائر السوبر، طريقة سردها مدرسة خاصة جدا بها تدمج الحوار خلالها بالاحداث فتصنع ملحمة تشبهها تماما وتشبه مصر للغاية.
سوناتا عزيزة عتبتي التي اخترتها للخوض في عالم أميرة بهي الدين الشيق الذي بدأت فيه قراءة البرديات فلم أضل الطريق، عالم مصري معجون بتراب وناس هذا البلد، يليق بكاتبة لديها مدرسة خاصة يمكن اختصارها في كلمات بسيطة
“أنا مصرية وأحب هذا الوطن بجنون”
سوناتا عزيزة كانت البداية لكني مصر على قراءة كل حرف كتبته أميرة لأن لدي يقين بالمتعة والسعادة في كل كتاباتها
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال