همتك نعدل الكفة
462   مشاهدة  

عندما هاجم وحيد حامد الفنان محمد هنيدي بسبب “طالبان السينما المصرية”

هنيدي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



كان الأستاذ السيناريست وحيد حامد غاضبًا ممن يروجون لمصطلح “السينما غير خادشة للحياء”، ومن شدة غضبه أطلق العنان لقلمه يكتب مقالًا شديدة الحدة على الفكرة وأصحابها بل وذكر اسم أحدهم بالفعل وهو الفنان -الشاب وقتها- محمد هنيدي بعد فيلم جاءنا البيان التالي، حيث كان تاريخ إنتاج الفيلم في عام 2001 بينما مقال السيناريست الكبير وحيد حامد كان في عام 2002 وبالتحديد عندما استكتبته جريدة الميدان بعددها في الخامس من فبراير .. وصب “حامد” جام غضبه على الورق فخرجت تلك الكلمات التي هي في قوة الرصاص .

 

وأخيرًا انكشفت هذه الخدعة وأصبحت غير مؤثرة وبدلًا من أن تكون من عناصر الجذب أصبحت من عناصر الطرد .. هنا اتجه السادة تجار السينما إلى فتح جراب الحاوي للبحث عن عنصر جذب جديد .. وكان “الجنس” حيث كان يتم اقحام مشاهد فيها إثارة أو مساحات من العري أو الرقص دون توظيف درامي حقيقي وفعّال أو ملزم بالضرورة وضمن السياق ويعبر عن شئ. وعندما سيطر الملل والسأم على الجمهور من تلك الأشياء الممجوجة وباتت كعدمها كان لابد من فتح الجراب مرة أخرى.

وحيد حامد
وحيد حامد

وهذه المرة كان لابد من استثمار المد الديني والأخلاقي الذي احتل مساحة عريضة من أرضية المجتمع.. فرأينا نفس الأشخاص الذين كذبوا وخدعوا وضللوا المشاهد .. ثم وضعوا حجر الأساس لموجة الجنس الفج والمثير .. رأينا نفس الأشخاص وهم يلبسون العمامة ويحملون في أيديهم المسابح ويروجون للمنتج الجديد من السينما والتي في مجملها سينما ملسية لا تقول شيئًا له قيمة فنية أو حتى إنسانية ويقولون عنها أنها سينما لا تخدش الحياء .. وسينما لكل أفراد الأسرة .. وهذا الفيلم خالِ من القُبلات .. وهم نفس الأشخاص .. وانضم إليهم عدد من النجوم الجدد أصابتهم حالة من الدروشة الكاذبة أرادوا صنع جماهيرية بإظهار التقوى بينما لفائف سجاشر الحشيش والبانجو من لوازم الإبداع لديهم.

 

والحقيقة مخالفة لذلك تمامًا .. لأن السينما الحقيقة .. السينما الواعية .. السينما الملتزمة بالمعايير الفنية الصحيحة تهتم أصلًا بقضية الفيلم وموضوعه وعناصره الفنية والحرص على المصداقية .. فوجود مشهد فيه جنس تفرضه الضرورة ليس بجريمة .. مع العلم أننا في مصر لا نصنع أفلام بورنو أو أوروتيك .. وإنما يتم تنفيذ هذه المشاهد بحذر شديد وعندنا رقابة لا تسمح بالتجاوز في هذه النقطة بالذات .. مثل هذه المشاهد لن تهدم المجتمع ولن تدمر أخلاقياته لأن الثقافة الجنسية موجودة في كتب علمية وروايات وضمن المناهج الدراسية .. ولكن الذي سيدمر المجتمع فعلا السينما الرخيصة، السينما التافهة التي تحول النكت المستهلكة إلى أفلام .. والتي تحاول إضحاك الناس باستعمال الإبر الصينية .. وبعض الضحك يعد كارثة، ودعوني أضرب لكم مثلًا وأرجو من الفنان محمد هنيدي أن يتقبل الأمر بصدر رحب ويحكّم ضميره ويجيب على السؤال التالي باعتباره أحد المروجين بما يسمى بالسينما التي لا تخدش الحياء .. في الفيلم الأخير لهذا الفنان المتألق مشهد طويل يرتدي فيه ملابس امرأة غانية تستعد لاستقبال أحد الزبائن .. وقد كشف عن لحم الذراعين والساقين وحشر نفسه في فستان أحمر ضيق .. اسأله بكل صدق بماذا تسمى هذا يا فنان ؟ .. والذين أنتجوا الفيلم وموزعوه كانوا أكثر الناس سعادة بهذا المشهد لأنه كان عنصر الجذب الأساسي .. أي أنهم كذبوا على أنفسهم كما كذبوا على الجمهور.

YouTube player

المشهد المقصود من قِبَل السيناريست وحيد حامد

 

وظهر فساد الادعاء المزعوم بسينما العفاف والعفة وعليه فالمسألة بكل بساطة تتطلب من تجار السينما شيئًا من الفطنة والذكاء لأنهم يعلمون أن السينما المصرية غنية فعلًا بالمبدعين القادرين على صنع سينما جيدة تحترم ذوق المشاهد حتى لو كانت تحوي مشهدًا غراميًا أو قبلة .. ولكن البعض تأثّر بحركة طالبان أو توهم أنها ستمتد حتى تصل إلينا فأراد أن يمهد لها الطريق.

إقرأ أيضا
الباطنية في المخدرات

 

وغاب عنهم أن حركة طالبان كانت ستحرق دور العرض السينمائي كأول إنجاز لها .. وأذكر أن تجار المخدرات يروجون لهذه السموم بمقولة أنها حلال .. وهذا ضلال .. وتجار السينما التافهة هذه الأيام يروجون لها بأنها لا تخدش الحياء .. وهذا أيضًا ضلال .. وهناك مثل روسي بليغ يقول ” لا تبصق في ماء البئر لأنك قد تحتاج إلى الشرب منه مرة أخرى” فهل تفيق جماعة طالبان السينما المصرية؟

الكاتب

  • هنيدي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان