يا وزارة الثقافة .. هذا حل للهيئة العامة للكتاب العريقة
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ سنوات وأنا على وعد مع نفسي ألا أطلق كتابي الأول إلا وأنا راضية تمامًا عنه وسط زحام من الكتب التي تنشر لأسباب مختلفة وهي ضعيفة المحتوى؛ عدد متابعين كثر لصاحبها مثلا، أو معرفة الكاتب لصاحب دار نشر، أو تسرع الكاتب نفسه لإصدار كتابه دون التفكير في ما يقدمه.
حتى جاء اليوم الذي تحقق فيه حلمي على يد الهيئة العامة للكتاب عام 2022 وفزت بمسابقة تابعة لها وهي مسابقة سلسلة كتابات جديدة والتي تمنح للشباب مكافأة مادية بسيطة مقابل نشر عملهم الخاص في فكرة رائعة لتشجيع الشباب على القدوم نحو أول خطوة للنشر.
وكنت فخورة بهذه الخطوة بعدما سلمت الكتاب وأنا راضية عنه، وكنت سعيدة أن كتابي نشر من قبل الدولة وأن تعترف بي كاتبة جديدة قادمة في الطريق، حتى جاء الخبر الذي أحزنني وهو غلق فرع الهيئة العامة للكتاب بمدينة الإسكندرية، وهي موطني الذي أعيش فيه
اقرأ أيضا…النفسية والواقعية في المجموعة القصصية عقرب لم يكتمل
بل ووصلني أن فرع الهيئة بطنطا أغلق أيضا لنفس السبب الذي تم غلق فرع الإسكندرية من أجله، وهو انتهاء عقد الإيجار الذي بين صاحب فرع الهيئة والدولة.
بل وعرفت من مصدر خاص أن هذا الأمر سيستمر بجميع محافظات مصر، فكلما انتهى عقدا للإيجار مع الدولة سيصبح المقر نفسه في خبر كان ولن يتم تجديده، ولن يتبقى سوى 3 فروع فقط للهيئة العامة بمصر المحروسة كلها لأن الدولة لا تمتلك سواهم وبقية الفروع كلها بالإيجار.
وإن كانت أصبحت ميزانية الدولة لا تحتمل تجديد عقود الإيجار أو شراء مقرات للهيئة فهناك حلول لن تكلف الدولة مليما، أن تخصص الوزارة كشكًا بسيطًا بقصور الثقافة لكتب الهيئة، أو بمركز مثل مركز الإبداع بالإسكندرية الطويل العريض الذي يحتمل أكثر من كشك.
وبهذا ستحل أزمة الموظفين الذين لا نعرف مصيرهم بعد إغلاق مقر الهيئة بالاسكندرية وطنطا، وستحل أزمة الكتاب الذين صدر لهم كتبا مع الهيئة، وستحل مشكلة القراء والباحثين الذين يدوخون السبع دوخات ويسافرون من الإسكندرية للقاهرة لشراء كتب الهيئة.
وتقدم الهيئة للقراء الكتب بسعر مخفض في ظل جنون أسعار الكتب بعد ارتفاع أسعار الورق وهذه الميزة تغيب عن الإسكندرية وطنطا الآن ولا نعلم الدور القادم على أي محافظة من محافظات مصر من أن يغلق فرع الهيئة فيها للأبد.
ما يحدث من إغلاق فروع الهيئة العامة للكتاب واحدا تلو الآخر سيحدث أزمة كبيرة خاصة وأننا نتحدث ليل نهار عن محاربة التطرف بالثقافة والفنون فهل قتل متنفس الشباب سيساعد على محو التطرف الفكري والإرهاب؟..أم ننتظر أن يزداد التعصب والتطرف وتفاجئنا المصائب؟
أتمنى أن يسمعني أي مسؤول يهتم على قدر عراقة الهيئة العامة للكتاب لأن الأمر مهم والانتظار لن يحقق سوى خسائر ربما لا نستطيع تحملها جميعًا .
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال