تصريحات نيقولا معوض حول تعرضه للتحرش شجاعة تفيد القضية

منذ أيام صرح الفنان نيقولا معوض ببرنامج أنس بوخش عن تعرضه للتحرش في طفولته حيث كان سنه 11 عام عندما تحرش به رجل واستغل حب نيقولا معوض لوالده حيث هدده أن لو عرف والده بواقعة التحرش هذه ربما أطلق عليه النار ودحل السجن!

والأزمة أن هذا التحرش تعرض له نيقولا معوض على مدار سنوات، مما أثر فيه وجعله ولدًا انطوائيًا ولم يتخطَ الأمر سوى عندما كبر وعرف أن الذنب ليس ذنبه .

وهناك مشكلات يقع فيها ضحية التحرش ومشاعر معطلة تجعله لا يتخطى مواقف التحرش بسهولة؛ وضمنها الشعور بالذنب وكأن ما حدث هو السبب فيه، أو مثلا يتصور أن كان بيديه أن يحمي نفسه ولم يفعل.

ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى التي يعلن فيها فنان عربي عن تعرضه للتحرش، فمنذ عامين خرج الفنان عباس أبو الحسن بقضية شغلت مصر كلها عن طبيب أسنان شهير تحرش به عدة مرات ورغم توسل أسرته له كي يصمت قرر بالنهاية التقدم باجراءات قانونية ضده من أجل أخذ حقه وإنقاذ آخرين سيأذيهم الطبيب في الطريق، وخاصة أنه كان يستغل عمله بالعيادة الخاصة للتحرش بالمرضى.

اقرأ أيضا…حول قضية التحرش التي شغلت مصر كلها..شكر واجب لعباس أبو الحسن

ووقتها قال الفنان عباس أبو الحسن أن هناك العديد من المشاهير والفنانين تعرضوا للتحرش من قبل نفس الشخص، ولكن رفضوا التحدث عن الواقعة مما يحسب لأبو حسن أنه اتخذ قرارا صائبا وشجاع من أجل تحقيق العدالة.

وبكل أسف فلدينا ثقافة بالمجتمعات الشرقية تدعم فكرة عدم بوح الرجال بمشاعرهم وآلامهم أو حتى البكاء وكذلك السكوت عن مواقف التحرش ظنا أن التصريح بها يقلل من رجولة الرجل.

ولكن بعد تصريحات الفنان عباس أبو الحسن الذي ناقش هذا الأمر، وبعد تصريحات نيقولا معوض أيضا يبدو أن المجتمعات الشرقية في طريقها إلى التغيير.

عندما أثرنا قضيوة التحرش بموقع الميزان أكثر من مرة، وعندما ثار النساء على مواقف التحرش التي أصبحت ظاهرة لا يستطيع أحد إنكارها، قلنا أن الأمر غير مقتصر على النساء فقط، بل أن التحرش يتعرض له الرجال أيضا.

وقلنا أيضا لو كانت ملابس النساء مبررا للتحرش فلم يتحرش البعض بالرجال؟…ولم يتحرش بعض المتحرشين بالأطفال؟

إقرأ أيضا

كل ما تبقى لي هو ألبوم صور .. للمرة الثانية أفقد منزلي في الحرب

وقلنا أيضا أن التحدث عن ملابس النساء لن يحل الأزمة بل سيعطي مبررات للمجرمين في زيادة الظاهرة وسيقلب الحقائق ويجعل الضحية محط اتهام.

شكرا لعباس أبو الحسن ونيقولا معوض، فالبوح بهذه المواقف يحرر الإنسان من آلمه ويفيد القضية، فالتحرش جريمة يتعرض لها الجميع.