خطيئة الشلولو

قامة كبيرة في الإعلام، إنسان محبوب ومثقف، واحد مننا،  بطلّته الحلوة والمميزة تشعر أنه أبوك أو خالك أو عمك الذي يجلس ليتناقش معك ويحاورك بطريقته البسيطة التي تدخل القلب، إنه الإعلامي القدير الخلوق محمود سعد.

ولكن اسمح لي يا أستاذ محمود أن أنتقدك، ليس في المحتوى الذي قدمته، ولكن في طريقة توصيل الرسالة التي قد قدمتها في برنامجك “باب الخلق” والذي استضفت فيه الاخصائي الغذائي د. مجدي نزيه، فبينما تتنافس كل دول العالم لإيجاد علاج لفيرس كورونا تطل علينا أنت وضيفك بـ “الشلولو” !!

توم عالي + ليمون عالي + شعرة شطة + مولوخية ناشفة = الشلولو !!

وبينما يظهر المسئوليين الأمريكيين في فيديوهات قد يبدو محتواها تافهًا، فقد ظهر د. جيروم آدمز الجراح العام للولايات المتحدة في فيديو يتحدث به عن كمامة مصنوعة من تيشرت قديم أو بندانة، لكي يوصّل للمواطن الأمريكي رسالة أن الذي تعتقد انه شئ تافه ليس بتافه ولكنه شئ مهم جدا، وقد وصلت الرسالة لكل الشعب الأمريكي، تظهرون أنتم لتتحدثوا عن الشلولو وإنه مضاد للكورونا !!!

لا يصح أبدا ان تجعل عقولنا مُسخة، و لا يصح كذلك يا سيدي أن تدعي أنكم تنقذون الوطن بـ “الشلولو” كما ذكرت، أو يدعي ضيوفك بإنه إذا أكل الناس هذا “الشلولو” فلن تقترب الكورونا منهم، ولا يوجد شئ إسمه مضادات الكورونا، ولكن كان ما يفترض قوله أن الأكل الصحي يقوي جهاز المناعة في الجسم ويجعله اقل عرضة للإصابة بالفيروسات، وبعدين يقولك المادة المخاطية في الملوخية، أصلا حضرتك لفظ مخاطية ده كافي وكفيل إنه يخلي أي حد يرجع !!

في هذه المرحلة العسيرة التي تمر بها البشرية جمعاء ينبغي علينا أن نتحدث بالعقل وبالمنطق، فالوضع لا يحتمل شائعات أو كلام بدون سند علمي، ومثل تلك المسائل العلمية لابد فيها من المصداقية وعدم المجاملة، فأنت تتتحدث للعالم من خلال منبرك الإعلامي، تخاطب علماء وأطباء ومهندسين ومدرسين، وتخاطب أيضا عقول بسيطة ربما سوف تأخذ كلامك على محمل الجد !

كفى كفتة وكفى تأليفًا وتجهيلًا، فالإعلام المصري قد أصبح أُضْحُوكة، وصرنا في القاع بسبب تلك الأكاذيب وهذا الدجل.

إن ما نحتاجه الآن البحث العلمي الصحيح والمؤصل، والأوطان التي تسعون ونسعى جميعا لإنقاذها في حاجة شديدة لأصوات تصدح بالحق والحقيقة.

إقرأ أيضا

عن الفقد ..قطتك لازم تروح

سقطة إعلامية مدوية وقعت فيها يا سيدي، ويتوجب عليك الاعتذار عنها لا تبريرها !