هنا أفريقيا.. العدد19
-
وجدي عبد العزيز
كاتب صحفي وباحث في الشئون الدولية والأفريقية
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قارتنا.. أفريقيا، مهد البشرية.. ففي قلبها هبط أسلافنا من القردة العليا لأول مرة من على الشجر ومشوا منتصبين، مهد الإنسانية.. ففي شرقها ظهر الإنسان العاقل لأول مرة، مهد المجتمع.. فعلى ضفاف نيلها أكتشف الإنسان الزراعة… فاستقر لأول مرة بعد ألاف السنين من الترحال، مهد التاريخ.. ففي شمالها الشرقي حيث مصب نيلها بُنيت أقدم الحضارات…. وبدء التاريخ.
قارتنا ضخمة وغنية ومتنوعة.. ومدهشة، عشان كده فكرنا نعمل تقرير إسبوعي عنها.. إيه اللي بيحصل فيها؟
ناخد فكرة عن أخبار ناسها، جيرانا وشركاتنا فيها، حتى اسماء بلادها ماتبقاش بالنسبالنا مجرد اسماء لمنتخبات عايزين نكسبها.. أو بنشجعها في المونديال، إنما تبقى معلومات وحكايات من لحم ودم.
تصاعد وتيرة الحرب في السودان
فيما تتصاعد وتيرة الحرب والاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في الخرطوم وأمدرمان وبحري ودارفور وشمال كردفان، تتزايد معاناة السودانيين بين جرائم الحرب ومعاناة النزوح واللجوء وأخيرًا ندرة المواد الغذائية، وتشمل جرائم الحرب واسعة النطاق عمليات القتل العمد للمدنيين والاعتداء الجنسي على الإناث.
توثيق الجرائم
وذكر تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية المؤلف من 56 صفحة يوثق الفظائع في نزاع السودان، أن مدنيين قتلوا وجرحوا في هجمات مستهدفة، كما أفادت المنظمة بتعرض نساء للاغتصاب، واحتُجز بعضهن في ظروف “ترقى إلى مستوى العبودية الجنسية” في الغالب في العاصمة الخرطوم، والمنطقة الغربية من دارفور.
قالت دوناتيلا روفيرا، المؤلفة المشاركة للتقرير، لوكالة أسوشيتد برس: “لقد كان العنف الجنسي عنصرًا محددًا لهذا الصراع منذ البداية”. “المدنيون في الحقيقة ليس لديهم خيارات جيدة. من الصعب عليهم المغادرة. إن بقائهم في غاية الخطورة”.
ويتم إلقاء اللوم في جميع حالات الاغتصاب تقريبًا على قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها. وقال التقرير: “إن قوات الدعم السريع اختطفت 24 فتاة – لا تتجاوز أعمارهن 12 سنة – واحتجزتهن “لعدة أيام اغتصبهن خلالها العديد من أفراد قوات الدعم السريع”.
وقالت روفيرا إن جرائم الحرب مثل الاعتداء الجنسي تحدث “على ما يبدو على نطاق واسع”، وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الدعم السريع، التي انبثقت عن ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة، كانت مسؤولة عن معظم الهجمات المتعمدة. وقال التقرير إن بعض أفراد الجيش متهمون أيضًا بارتكاب هذه الجرائم.
ردا على التقرير، قال الجيش إنه أنشأ وحدة لمحاولة تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، بينما نفت قوات الدعم السريع مزاعم العنف الجنسي، وكذلك تنفيذ أعمال عنف في غرب دارفور.
وكان الصراع الدائر قد حول الخرطوم ومناطق حضرية أخرى إلى ساحات قتال، وشهدت دارفور – التي كانت مسرحًا لحرب الإبادة الجماعية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي – بعض أسوأ نوبات العنف مع تحول القتال الحالي إلى اشتباكات عرقية.
استهداف عرقي
وأجبر القتال حوالي 4 ملايين شخص على الفرار من ديارهم، إما إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان أو إلى الدول المجاورة، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة. ونُسبت معظم أعمال العنف في دارفور إلى قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها، والتي قالت الجماعة إنها تستهدف مجتمع المساليت الأفريقي في المنطقة. وقالت الجماعة إن مسلحين من المساليت استهدفوا حسب الزعم عربًا يشتبه في انحيازهم للميليشيات.
وأوضحت منظمة العفو الدولية بالتفصيل موجات من العنف في ولاية غرب دارفور – واحدة من خمسة منها تشكل منطقة دارفور – بما في ذلك قتل المدنيين ونهب وتدمير المنازل والمرافق مثل المستشفى الرئيسي والأسواق.
وقالت أنييس كالامارد، الأمينة العامة للمجموعة، “إن المدنيين في جميع أنحاء السودان يعانون كل يوم من رعب لا يمكن تصوره”. ودعت الأطراف المتحاربة والجماعات التابعة لها إلى “إنهاء استهدافهم للمدنيين، وضمان المرور الآمن لمن يبحثون عن الأمان”.
وقالت المنظمة إنها وثقت أيضًا هجومًا شنته قوات الدعم السريع على مجمع كنيسة مار جرجس القبطية في منطقة بحري بالخرطوم. وذكر التقرير نقلا عن شهود عيان أن أعضاء من قوات الدعم السريع في سيارة صغيرة اقتحموا الكنيسة وأطلقوا النار على خمسة من رجال الدين وسرقوا أموالا وصليبًا ذهبيًا.
وفي الشهر الماضي، دعت هيومن رايتس ووتش المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الفظائع في دارفور، بما في ذلك “الإعدام بإجراءات موجزة” لحوالي ثلاثين من رجال القبائل غير العرب في إحدى مدن دارفور، وقالت روفيرا: “هناك مزاعم بأن هذا يمكن أن يكون تطهيرًا عرقيًا، والوضع صعب للغاية، وخطير للغاية لأنه يمكن أن يتصاعد إلى أبعد حد.
الحل السياسي
وفي سياق البحث عن حل سياسي وانهاء القتال الذي لن يسفر عن أي نصر لأحد الطرفين، دعا مسؤول كبير في الأمم المتحدة لشؤون إفريقيا إلى حل تفاوضي للصراع في السودان، قائلًا إنه لا يوجد بديل، حسب إذاعة صوت أمريكا. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء 9 أغسطس 2023: “دعوات البعض لمواصلة الحرب من أجل تحقيق نصر عسكري ستساهم فقط في تدمير البلاد”.
وتقول الأمم المتحدة إن 24 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وقال إديم ووسورنو، مدير قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: “المنظمات الإنسانية مستعدة وراغبة في القيام بكل ما يلزم لتقديم المساعدة التي يحتاجها شعب السودان بشدة”. “لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك دون التيسير المنتظم للوصول من قبل الأطراف، وتخفيف العوائق البيروقراطية والإدارية.”
وفي تطور منفصل، استضاف الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي وزراء خارجية الدول المجاورة للسودان في الدورة الأولى للآلية الوزارية الخاصة بالسودان، وتناول الاجتماع الوضع في السودان عبر ثلاثة مجالات رئيسية: الأمن والمشهد السياسي والسياق الإنساني.
إبراهيم تراوري يهدد النفوذ الفرنسي
جاء قرار الحكومة الفرنسية بتعليق مساعداتها التنموية والمتعلقة بدعم الميزانية المخصصة لدولة بوركينا فاسو ليزيد من شعبية النقيب إبراهيم تراوري البالغ من العمر 35 عاما، والذي تمكن من أحكام قبضته على بوركينا فاسو خلال العام الماضي، ويأتي ذلك على خليفة تأييده لإنقلاب النيجر المُعادي للسيطرة والنفوذ الفرنسي على منطقة غرب أفريقيا ودول الساحل جنوبي الصحراء الكبرى، ورفضه التدخل العسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم رئيس النيجر المحتجز حاليا في القصر الرئاسي.
وكانت كلمات تراوري النارية المعادية للإستعمار والنفوذ الفرنسي المستبب في نهب ثروات البلاد الأفريقية خلال افتتاح القمة الروسية الأفريقية في سان بطرسبرج في نهاية الشهر الماضي سببا آخر في خطف أنظار وعقول وقلوب الكثيرين من الشباب الأفارقة الذين اعتبروه امتدادا لقادة حركة الاستقلال الأفريقي مثل البوركيني توماس سنكارا والغاني كوامي نكروما وغيرهما من القادة الذين طالبوا باستقلال وتحرير أفريقيا من نير الإستعمار الأوروبي في ستينيات القرن الماضي، وفي هذا التقرير سوف نلقي الضوء على إبراهيم تراوري هذا القائد الأفريقي الشاب الذي يطيح بالنفوذ الفرنسي في القارة ويستكمل مسيرة الأباء المؤسسين للوحدة الأفريقية.
الأمل في التغيير
ولد تراوري عام 1988، أي أنه يبلغ من العمر 35 عاما، ما يجعله أصغر زعيم دولة في أفريقيا، ويضعه في مصاف قائدَي الانقلاب الآخريَن في أفريقيا حاليا، الزعيم الغيني الكارزمي الكولونيل مامادي دومبويا الذي ولد عام 1981، وزعيم مالي الكولونيل أسيمي غويتا المولود في عام 1983.
ويمثل تراوري جيلا جديدا من القادة الانقلابيين في أفريقيا، فهو على خلاف العديد من القادة الأفارقة الانقلابيين لم يُظهر أي رغبة في الاستمرار في السلطة بعد انقلابه، حيث أعلن أنه سيقوم فقط بتسيير المرحلة الانتقالية إلى حين تسليم السلطة، وقد اشتملت خارطة الطريق التي أطلقها على إجراء حوار وطني بعد انقلابه وأكد على ألا يُسمح له بالترشح، بل إنه كان يقول لوزرائه صراحة إنه يعلم أنه أصغرهم سنا، لكن الظروف حتمت هذا الموقف، ووفق الخطة فمن المفترض أن يقوم إبراهيم بتسليم السلطة في يوليو 2024، وكان قد رفض قبول راتب رئيس الدولة واكتفى براتبه في الجيش.
بزوغ نجم شعبي
استطاع تراوري بسبب عوامل شخصية وأخرى موضوعية أن يكسب الشارع من اليوم الأول لانقلابه، وفق ما ظهر من أخبار متتالية، إذ أوضح تأييدا لفكرة أصبحت ذات قبول كبير في البلاد، وهي الوحدة الأفريقية وربط اسمه بها، وبجانب الشارع حصل تراوري على تأييد الأحزاب السياسية في البلاد، التي تراوحت مواقف أغلبها بين تأييده صراحة وبين الموافقة في صمت على تحركاته، أو عدم معارضته على أقل تقدير.
وكان النقيب تراوري قد اكتسب خبرته العسكرية الأولى من خلال محاربة الجهاديين في مالي، حيث كان يخدم ضمن قوة الأمم المتحدة هناك، ويقال إنه “أبدى شجاعة” في مواجهة “هجوم معقد” شنه المسلحون عام 2018 في منطقة تمبوكتو التي تشتهر بمبانيها ومساجدها التاريخية.
لكن النقيب تراوري ليس جنرال حرب يحمل أوسمة عسكرية، إنه فقط ضابط برتبة نقيب درس في أكاديمية عسكرية محلية والتحق بالجيش في عام 2009، وتلقى تدريبات في سلاح المدفعية بالمغرب، واختار المجال العسكري بعد أن أكمل دراسته في مجال الجولوجيا بمدينة بوبو-ديولاسو، ثاني أكبر مدن بوركينا فاسو، ووصفته بعض التقارير بأنه كان تلميذا “خجولا ومتحفظا إلى حد ما”، ولكن في الوقت نفسه “ذكيا للغاية”.
والآن، يجد النقيب إبراهيم تراوري نفسه في مركز اهتمام دولي، ولا سيما بعد أن ذهب البعض إلى حد تشبيهه بزعيم بوركينا فاسو الثوري توماس سانكارا الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1983 حتى 1987واغتيل في مكتبه بتشجيع فرنسي، وتأمل الجماهير في بوركينا فاسو أن يكون تراوري منقذا لبلادهم بعد عقود من سوء الحكم، ويعتبر الكثيرين أن تولى إبراهيم تراوري زعامة البلاد، مثل توماس سانكارا، بعد انقلاب عسكري مثله، وهو كان نقيب بالجيش مثله، ويبلغ من العمر 34 عاما مثله أيضا، وكان من أشد منتقدي السياسة الفرنسية الإستعمارية في القارة الأفريقية ودعا أيضا مثله لتوحيد دول القارة لمواجهة النفوذ الاستعماري وحل قضايا القارة الدائمة مثل تراكم الديون والفقر والأمراض، لذلك فقد استقبل تراوري استقبالا شعبيا هائلا عند عودته من روسيا.
إنهاء الهيمنة الفرنسية
اتخذ تراوري خلال العام الذي حكم فيه خطوات جريئة للفكاك من “الهيمنة الغربية” والإقتراب أكثر من روسيا، كان أهمها طرد القوات الفرنسية من بلاده، بعد أن قررت بوركينا فاسو من جانب واحد وقف العمل باتفاق المساعدة العسكرية الذي وقعته مع فرنسا بعد حصولها علي الاستقلال عام 1961حين كانت البلاد تحمل اسم “فولتا العليا” وهو اتفاق كان يسمح لفرنسا بعد نهاية حقبة استعمار البلد بالإبقاء علي قواتها العسكرية للدولة الناشئة، وأعطت وزارة الخارجية البوركينية الفرنسيين مهلة شهر للانسحاب، والخطوة التالية كانت حظر إذاعة فرنسا الدولية، وقدم مقترحا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء محطة طاقة نووية في بوركينا فاسو لسد الإحتياجات الكهربائية، ودعم علنا فكرة إنشاء عالم متعدد الأقطاب، هذا فضلا عن تقوية علاقات بلاده مع إيران وإعادة فتح السفارة البوركينابية في طهران، والإعلان الرسمي عن دعم الصين والإلتزام بمبدأ “الصين الواحدة”.
صور07 –
وتشترك هذه السياسات جميعا في كونها “مناهضة للغرب” بشكل عام، ويمكن فهمها ضمن إطار واحد هو السعي لوحدة أفريقية في مواجهة الهيمنة الغربية، وهو الأمر الذي ربطه تراوري باسمه منذ الأسابيع الأولى لحكمه، فمنذ صعوده إلى سُدة الحكم، وأصبح مصطلح “الولايات المتحدة الأفريقية” رائجا في شوارع بوركينا فاسو، حيث دعم قادة الانقلاب الجديد بقوة فكرة إنشاء “اتحاد فيدرالي للدول الأفريقية”، خاصة أن الجمهور ذا الهوى الوحدوي الأفريقي يعتبر من الدعائم الرئيسية لشعبية تراوري في بوركينا فاسو.
خطوات عملية
بدأ تراوري في اتخاذ خطوات واضحة لتحقيق هذا الحلم، بداية من زيارات رئيس الوزراء كيليم دي تامبيلا لمالي وطلبه من السلطات المالية الإسراع في البدء بمشروع الوحدة الأفريقية، إذ بات الاتحاد مع مالي وغينيا مبدئيا حلما تُتخذ خطوات بوركينابية جدية فيه، حيث ترى واجادوغو أن أفريقيا المقسمة هشة وسهلة الاستغلال ولا سبيل لمواجهة تحدياتها إلا من خلال اتحادها.
ومن ناجية أخرى كانت القوات الفرنسية مستقرة في قواعدها بالبلاد ولكنها فشلت على مدار السنوات السابقة في القضاء على الجماعات المسلحة التي تسببت هجماتها في نزوح مليونَيْ بوركينابي، وقد وصلت مشاعر الكراهية تجاه باريس داخل بوركينا فاسو إلى ذروتها مع هذا الفشل العسكري، فقد شكَّلت فرنسا في نظر الشعب البوركينابي مجرد دولة استعمارية استغلَّت أفريقيا وأفقرتها لعقود طويلة، مع محافظتها على نفوذها داخل القارة رغم انسحابها العسكري منها بعيد سنوات الاستعمار. ليس هذا وحسب، بل انتشرت في بوركينا فاسو نظريات تقول إن فرنسا هي أصلا مَن تصنع الإرهاب وتدعمه في الساحل كي تحافظ على نفوذها هناك، كما لم ينس الجيل البوركينابي الحالي دعم باريس للدكتاتور “بليز كومباوري” الذي حكم البلاد بعد انقلاب دموي على زعيمها الثوري اليساري “توماس سانكارا” في عام 1987 حتى أطاح به الشعب في عام 2014.
قادة إنقلاب النيجر يتحدون العقوبات
مع دخول الإنقلاب أسبوعه الثالث استمرت تداعيات إنقلاب العسكريين في النيجر، وفي بادرة لإظهار التأييد الشعبي لإنقلاب النيجر خرجت حشود كبيرة تقدر بالآلاف وتظاهرت بالقرب من قاعدة عسكرية فرنسية في النيجر، بعد يوم من إعلان زعماء غرب إفريقيا أنهم سيحشدون قوة “احتياطية” في جهودهم لإعادة الرئيس المحتجز محمد بازوم الذي تصاعدت المخاوف على صحته وحياته في ظل تردد أنباء عن تدهور ظروف احتجازه.
وهتف المتظاهرون بالقرب من القاعدة في ضواحي العاصمة نيامي “تسقط فرنسا، يسقط الايكواس”، في اشارة الى كتلة غرب افريقيا التي وافقت على نشر “قوة احتياطية لاستعادة النظام الدستوري”، وتم رفع العديد من الأعلام الروسية والنيجر وصرخوا مؤيدين للرجل القوي الجديد في البلاد، الجنرال عبد الرحمن تاني.
ضد النفوذ الفرنسي
وتواجه فرنسا حاليا عداءً متزايدًا في جميع أنحاء منطقة الساحل، حيث سحبت قواتها المناهضة للجهاديين من الجارتين مالي وبوركينا فاسو العام الماضي بعد خلاف مع الحكومات العسكرية التي أطاحت بقادة منتخبين، كما ألغى قادة النيجر الجدد اتفاقيات الدفاع مع فرنسا الأسبوع الماضي، بينما دفعت احتجاجات معادية خارج السفارة الفرنسية في نيامي باريس إلى إجلاء مواطنيها.
وتحت ضغط لوقف سلسلة الانقلابات بين أعضائها، أصدرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” إنذارًا مدته سبعة أيام لقادة الانقلاب لإعادة بازوم إلى السلطة، لكن المهلة انتهت دون اتخاذ أي إجراء.
خلق فرص عمل للشباب في تسعة بلدان أفريقية
وفقا لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية (ILO) الذي تم تسليط الضوء عليه في اليوم العالمي للشباب.فإنه يمكن للتحول الأخضر أن يخلق 8 مليون و400 الف وظيفة للشباب بحلول عام 2030، وتوصف الوظائف الخضراء بأنها وظائف تساهم في الحفاظ على البيئة أو استعادتها.
ويأتي ذلك في الفترة التي تسبق قمة أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر، والتي تمثل منتصف الطريق لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتدعو الأمم المتحدة الشباب ليكونوا مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع هذه الفرص الخضراء الجديدة من خلال المهارات وبرامج التدريب.
مساعي دولية
وفي هذا السياق نفذ بالفعل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة (IFAD) هذه الفكرة من خلال تمويل مراكز الشباب في 9 دول في جميع أنحاء إفريقيا لمنح الشباب المهارات التي يحتاجونها للتحول إلى وظائف مستدامة. هؤلاء الشابات في أبيوكوتا في نيجيريا منشغلات بزراعة الخضروات في عدة قنوات تم إنشاؤها خصيصًا، ويقولون إنهم يشعرون بأنهم محظوظون لأنهم وجدوا عملًا ودخلًا ثابتًا، ومع بلوغ معدلات بطالة الشباب 13٪ في نيجيريا، يكافح ملايين الشباب للعثور على عمل. يعيش ما يقرب من نصف النيجيريين في المناطق الريفية.
ومع ضعف فرص العمل في هذه المناطق، يكون الشباب مرتفعًا بين أولئك الذين يهاجرون إلى المدن المكتظة بالفعل بحثًا عن عمل. تم تصميم مشاريع مثل هذا، التي تستخدم التكنولوجيا الذكية الخضراء، لخلق فرص عمل مستدامة في الريف. يعمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) مع الحكومات المحلية لتمويل مراكز الشباب، التي توفر للشباب الريفيين التدريب أثناء العمل من خلال التلمذة الصناعية.
التنمية الزراعية
وتستند محاور شباب الأعمال التجارية الزراعية إلى فكرة أن التدريب وحده لا يمكن أن يطلق إمكانات التوظيف للشباب، وبدلًا من ذلك، فإنهم يربطونهم أيضًا بشركات ومؤسسات خاصة ويساعدون في منحهم إمكانية الوصول إلى السلع والخدمات والتدريب في مجالات مثل سلاسل قيمة السلع الأساسية وإدارة ما بعد الحصاد، والتي بخلاف ذلك سيجدون صعوبة في الوصول إليها “. تعمل مراكز الشباب حاليًا في 9 دول في جميع أنحاء القارة بما في ذلك نيجيريا والجزائر والكاميرون. يقول راهول أنتاو المتخصص الفني للشباب في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إن مراكز الأعمال الزراعية تلعب دورًا حيويًا في معالجة القضية الضخمة للبطالة الجماعية بين الشباب في المناطق الريفية.
وأصاف: “لذا، فإن تركيز المحاور هو معالجة عدم التطابق والفجوات بين توفير مهارات الشباب ومتطلبات أسواق العمل. كما أنه يركز على بناء قدرات الشباب الريادي إما لبدء أو توسيع مشروع قائم”.
وحتى الآن، دربت المراكز ووجدت وظائف لأكثر من 9000 شاب ريفي في أكثر من 2255 مؤسسة في جميع أنحاء إفريقيا. لتلبية الطلب المتزايد في الاقتصادات الخضراء، تستثمر المراكز بشكل استراتيجي في التدريب على الرقمنة والمهارات الخضراء والطاقات المتجددة.
اتفاق بين ليبيا وتونس لإعادة المهاجرين
توصلت ليبيا وتونس في الأسبوع الماضي إلى اتفاق يقضي بإعادة المهاجرين العالقين في الصحراء على الحدود بين إلى مراكز للإيواء في البلدين، ويأتي هذا الاتقاق بعد تصاعد المطالبة الحقوقية من المنظمات الدولية والمحلية بضرورة التوصل إلى حل لهذه الأزمة الإنسانية.
ففي الأشهر الأخيرة، بدأت قوات الأمن التونسية في إبعاد بعض المهاجرين من المناطق الساحلية، ونقلهم إلى أماكن أخرى، ويقول المهاجرون، وإلقاء بعضهم في الصحراء. في وقت سابق من هذا الشهر، اعترف وزير الداخلية التونسي بأن مجموعات صغيرة من المهاجرين من جنوب الصحراء الذين يحاولون دخول البلاد يتم إعادتهم إلى المناطق الحدودية الصحراوية مع ليبيا والجزائر.
ويعتبر الساحل الشرقي لتونس وليبيا المجاورة نقطة انطلاق رئيسية في المنطقة للمهاجرين، ومعظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذين يحاولون الوصول إلى إيطاليا وأجزاء أخرى من أوروبا في قوارب صغيرة. مع تدفق المهاجرين على مدينة صفاقس الساحلية وغيرها من نقاط الانطلاق، تصاعدت التوترات بين المهاجرين والسكان المحليين.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، وهي منظمة حقوقية محلية تعمل مع السلطات الليبية، إنها تعتقد أن قوات الأمن التونسية طردت المهاجرين بالقوة، وتركتهم في الصحراء دون ماء أو طعام. ويواجه المهاجرون الأفارقة في تونس التمييز والعنف بشكل متزايد منذ أن قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن المهاجرين من جنوب الصحراء جزء من مؤامرة لمحو هوية البلاد خلال خطاب ألقاه في فبراير الماضي.
طوارئ في أقليم أمهرة الأثيوبي
بعد أسبوع من الاشتباكات الدامية بينن القوات الحكومية ومقاتلين من أقليم أمهرة الأثيوبي أعلنت الحكومة المركزية فرض حالة الطؤاري في الأقليم حتى يمكن استعادة السيطرة على عدة مناطق في منطقة أمهرة التي شهدت عشرات القتلى من المدنيين وسط قطع الإنترنت.
واعلن الجيش الأثيوبي عن استعادته السيطرة على ست بلدات، بما في ذلك العاصمة الإقليمية، بحر دار، وجوندار ثاني أكبر مدينة في أمهرة، وفقًا لبيان حكومي. وقال البيان إنه تم فرض حظر تجول في تلك المناطق لكن من المقرر استئناف الرحلات الجوية.
وأعلنت الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ في أمهرة بعد أن فقدت السلطات الإقليمية السيطرة وطلبت المساعدة. واندلع العنف بسبب محاولات من جانب الحكومة الفيدرالية الإثيوبية لحل قوات أمهرة الإقليمية بعد انتهاء صراع استمر عامين في منطقة تيغراي المجاورة. وقاتلت قوات الأمهرة والميليشيات إلى جانب الجيش الإثيوبي في ذلك الصراع.
وقال سكان لوكالة أسوشيتيد برس إن معارك ضارية بين العسكريين وأفراد الميليشيات في بحر دار وجوندار حتى يوم الثلاثاء. قال ساكن ان نحو 20 مدنيا قتلوا خلال اشتباكات مع الجيش دفنوا يوم الاثنين في منطقة ليديتا ببحير دار.
ويخشى محللون من أن ميليشيا الأمهرة المعروفة باسم فانو قد تواصل كفاحها في الريف باستخدام تكتيكات حرب العصابات، ونصحت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى مواطنيها بعدم السفر إلى منطقة أمهرة.
ويمثل تجدد أعمال العنف والإشتباكات صفعة لتعافي إثيوبيا من صراع تيجراي، الذي قتل مئات الآلاف من الناس وامتد إلى منطقة أمهرة، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوانين حالة الطوارئ الجديدة في أمهرة، والتي تشمل حظر الاحتجاجات وزيادة سلطات الاعتقال، تقوض الحقوق الأساسية. ودعت لجنة الحوار الوطني الاثيوبية إلى السلام بينما انتقد “ازيما” وهو حزب معارض رئيسي طريقة تعامل الحكومة مع الآزمة.
الكاتب
-
وجدي عبد العزيز
كاتب صحفي وباحث في الشئون الدولية والأفريقية
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال