همتك نعدل الكفة
102   مشاهدة  

ضابط من نكسة يونيو يتكلم (2-3) بير تمادا وبطولة قضت عليها العشوائية

المقدم عصام دراز يمينًا


يوم 5 يونيو الصبح، أنا كنت سهران طول الليل، بمر واجبي كظابط على مستوى اللواء بلف على الوحدات على الحراسة، ومريت على الإشارة اللي بيستقبلوا الإشارات، فلقيت بتاع الإشارات بيقلي يا أفندم فيه إشارة مهمة.

قريت الإشارة، دايمًا بيبقى فيه مقدمة للحالة السياسية للوضع العام، إحنا عملنا إيه وقرارات إيه، الحالة العسكرية، إسرائيل مرعوبة من الحشد المصري وتحركات القوات المصرية، وبيعملوا تجربة لصفارات الإنذار قال دي دليل على الرعب !، شوهدت قرب الحدود قوات فدائيين إسرائيلية زي الصاعقة، تجهز لاختراق الحدود المصرية وهتكون راكبة عربيات 6×6 عربيات مدرعة مصرية استولوا عليها في حرب 56 وعليها العلامة المصرية اللي هي المعروفة الدايرة الحمراء، فالبيان بيحذرنا إن دي هتخش وممكن نشوفها في أي حتة، طب إزاي هنميزها.
البيان دا البلاغ دا إمبارح، إذًا القوة دي حواليا ؟!

بير تمادا

شوهدت القوات المدرعة الإسرائيلية، 2 مجموعة عمليات، هناك الفرقة بيقولوا عليها مجموعة، متجهة من بير سبع في اتجاه قطاع غزة، المسافة دي 150كم، لما تكون إمبارح وأول امبارح تبقى على حدود غزة، إذًا القوة الإسرائيلية دي قوة هجوم، واستنتاج المخابرات إنهم بيعملوا دا لخداعنا، بس هو لخداعنا دي قوة هجوم، معاها صواريخ وآليات، أنا تقديري كده، وكلمونا عن تأمين الإتصالات لإن فيه مجموعة هتركب أجهزة وهتسمع التصنتات ودا حصل فعلاً.

كان فيه الميز ودخلت لزمايلي وقلت يا إخوانا إسرائيل هتهجم بكرة، الأغاني والإذاعات بتقول إسرائيل مرعوبة، فزمايلي بقلهم يا إخوانا قوة مدرعة على حدود غزة دي رايحة تتصور ؟! وبعدين عشان يسحبها ولو مهجتمش دا كارثة، عمليًا معرضة للضرب دي لو إحنا قوة حقيقية، فقلت يا إخوانا توقعوا الهجوم بكرة أو بعد بكرة بالكتير.

يوووه قالوا ليا اطلع برة وشتموني إنت بتهذي، دا إسرائيل مرعوبة، قلتلهم إسمعوني، رحت الخيمة بتاعتي وكان ليا صديق زي عبدالفتاح بالظبط، اسمه محمد العزوني استشهد في أكتوبر كان مدرعات، وجالي الخيمة وقالي يا عصام دا كلام؟ تخلي الناس تسيء الظن بيك، وتعمل فيك كده، قولتله يا محمد بكرة إسرائيل هتضرب أو بعد بكرة على أقصى تقدير، قالي لالا معلش مختلف معاك، طبعًا حزن غير عادي وقمت كلت لقمتين بعد ما مشيوا، وروحت أكمل حراستي والساعة 6 الصبح دخلت أستريح على السرير بتاعي.

إحنا بالقرب من مطار اسمه بير تمادا بينا وبينه سور سلك، يعني إحنا آخر وحدة بعد مطار بير تمادا ووحدات الدبابات كده في اتجاه إسرائيل بالصدفة، فيه 100 متر سلك جوا مطار بير تمادا فأنا يادوب بريح نفسي كده سمعت صوت زي طرق معدني، على وش الكشك، الصوت جنب المطار يعني إيه ؟ يعني كل يوم بتطلع طلعات مظلات مصرية، ميج 17 فإذا حافظين الصوت، فأنا قدرت أميز الصوت وروحت جاري حافي وخارج من المطار كده لقيتها بتقلب طيارة ميراج لونها زيتي غامق زي الحوت وراحت قابة تاني وراحت مضيعة صف من الطيارات.

بير تمادا

جريت أنا وعبدالفتاح على العربيات المدرعة بتاعتنا فيها رشاش متوسط يعني ممكن أضرب على الطيار الواطي، نطينا بدون أوامر من حد وقلنا هنشتبك وأنا وعبدالفتاح من عربيتين مدرعات في الحفر، إيه اللي خلانا نشتبك إن بعد الضرب الطيارة دي لما بتقلب ولما بتطلع الممر بتاعه طبيعي بيبقى قدامي، بدأنا نفتح النيران أنا وعبدالفتاح بكثافة عالية.

طبعًا فيه وحدة مدفعية مضادة للطائرات اللي هي رشاشات تقيلة وفيه أتقل، بدأ كله يفتح النيران، بس إحنا قدرًا في أكثر منطقة حساسة في المنطقة دي، ودا يعتبر أول اشتباك واستمر حوالي نص ساعة، في الفترة بين الغارات لقينا وحدة المدفعية لقيت عسكري جاي بيصرخ بيقلي وقعتوا الطيارة، فشاورتله برافو عليك، هو بيعني إن إحنا وقعنا طيارة، الحقيقة الوصف دا حصل فعلاً، كان فيه ورانا جبل اسمه جبل يعلى فهو دخل بين الجبل وطلع لقينا دخان.

على الساعة 8 كانت الذخيرة خلصت، وطلبنا ذخيرة، فوجئت بعربية أثناء الاشتباك جيب 4 باب يعني قائد عربية قائد وجاية جنب العربية المدرعة بتاعتي ووقفت وسط الغارات الجوية، ولقيت النقيب نازل فين الملازم أول عصام دراز: قالي اتفضل معايا قولتله مين حضرتك ؟ قالي أنا في سكرتارية قائد الفرقة، قائد الفرقة صدقي عوض الغول، اللي هو دفعة المشير وقائد الفرقة الرابعة عاوز عصام دراز، فافتكرت هياخدوني عامل حاجة وهيعدموني، عايزني ليه؟ قائد فرقة يبقى هيعدمني ؟ هيقلي برافو ؟! إحنا بنتهاجم وبنحارب.
أنا زي أي عسكري وأي جندي مافيش حاجة هاخد عليها نيشان

ضرب المطارات المصرية
ضرب المطارات المصرية

رحت لقيت قائد الفرقة في مكتبه زي الدشمة، واقف ومعاه رئيس الاستطلاع بتاع الفرقة كان اسمه سيد الحلمي كان طويل وجتة، هو كنت شوفته وشافني سلم عليا لما فوزت بقائد أحسن فصيلة استطلاع، قالي ملازم أول عصام دراز قولتله أيوة يا أفندم، قالي أنا أصدرت أمر بإن إنت تطلع دورية استطلاع مستقلة أمام الفرقة في اتجاه المحور وإنك تتحرك وتعمل إعادة ملء ذخيرة ووقود وتتحرك بمجرد ما تكون جاهز ويلحق عليك وحدة مهندسين عشان تشوف الطرق، جاهز ؟ قولتله جاهز يا أفندم، قالي خلاص روح إعمل إعادة ملء ولما تكون جاهز نفذ المهمة.

اتحركت وقابلتني مشكلة، إن المدى اللاسيلكي بتاع 5 كم والهدف اللي انا رايحه على بعد 100 كم طب إزاي أنا هوصل المعلومات، فرحت عامل حاجة لأول مرة تتعمل، إن أنا روحت محول الوحدة من وحدة استطلاع لمحطات لاسيلكي وحدات إرسال وأزود المدى إزاي ؟ مافيش جبال ولا تباب، فهطلع على أي مكان عالي، وهكذا توصل المعلومات للقيادة وبكده حليت مشكلة الاتصالات.

إقرأ أيضا
حارة اليهود في مصر

دخلت على مطلة خرم على المغرب، فطبعًا طول النهار بتحرك، من الساعة 12، زمزمية مية، بسكوت بالملح، المهم وصلنا أعلى مطلة خرم، فوق طابا بحوالي 50كم أفتح الملاحظة ألاقي قدامي إسرائيل، النقب.

فأول نقطة ملاحظة كنت انا، معدين كده فيه وحدات موجودة قبلنا في الحتة دي فلقينا مطبخ وإحنا مغمى علينا فقلت ناخد راحة 5 دقايق، فالعيال فرحت بينا بقا عشان إحنا الفرقة الرابعة، رمينا نفسنا على الأرض، وعشونا بقا لحمة وربنا فتح علينا، بعد كده رحت طالع الجبل ورحت فاتح نقطة الملاحظة، والفرقة كانت جاية ورانا بقا الفرقة الرابعة.

بدأوا يوصلوا فجر 7 يونيو وأنا قاعد فوق في نقطة الملاحظة ولقيت عربية من عربيات اللاسيلكي ضخمة كده، وراح فاتح تحت الجبل اسمه أحمد صالح، وحينا بعض وبرافو عليكم وكده، فقولتله اعملي شاي، فبدأ يعمل شاي ولسه هنشرب اتصال لاسيلكي أيوة يا أفندم وطلع ورقة وبدأ يكتب.

كان الأمر تعود الفرقة لنفس مواقعها في بير تمادا !!

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة