همتك نعدل الكفة
168   مشاهدة  

أزمة جديدة في قبرص.. القرية الوحيدة التي يتعايش فيها اليونانيون مع الأتراك تشعل الصراع

قبرص
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



مجددًا قبرص بجهتيها التركية واليونانية تثير صراع العمالقة الدائر منذ عقود، بين تركيا الداعم الأول والأخير للجمهورية الشمالية الموالية لها قلبًا وقالبًا، وبين قبرص (اليونانية) والمساحة الخاضعة للقواعد البريطانية من ناحية أخرى. إلا أن تلك المرة أصبحت قوات حفظ السلام المتمركزة في الخط الأخضر من الجزيرة منذ 1974 م طرفًا جديدًا للنزاع، حيث استيقظ العالم على خبر اعتداء جرافات تابعة لقبرص التركية عليهم خلال تصديهم لأعمال شق طريق غير مرخص في المنطقة العازلة. وسرعان ما تطورت الأزمة لتصف الأمم المتحدة الحادثة بالاعتداء وتؤكد أنها لن تتراجع عن المقاضاة، في حين دخل الرئيس التركي أردوغان على الخط متهمًا القوات الأممية بالانحياز.

قبرص
إنفوجراف وكالة الأناضول

إيضاحًا للصورة حين نتحدث عن أزمة قبرص، لا نقصد الجزيرة السياحية الخلابة الواقعة شمال البحر الأبيض المتوسط قرب سواحل تركيا، بل الجزيرة المقسمة لأربعة أجزاء. الأول هو “جمهورية قبرص التركية” التي تقع على مساحة 35% من الجزيرة، ويغلب عليها الأصول التركية ودائمًا ما تتفق مع تركيا على سياسات واحدة. أمَّا الثاني فهو “جمهورية قبرص” المنتمية ثقافيًا وعرقيًا لليونان وتمثل 59% من مساحة الجزيرة. في حين تنقسم المساحة الصغيرة المتبقية بين قاعدتين عسكريتين بريطانيتين منذ ضم المملكة للجزيرة خلال الحرب العالمية الأولى، وأخيرًا الحزام الأخضر الذي يفصل بين الجمهوريتين منذ حرب 1974 م ويتبع قوات حفظ السلام الأممية التي أثيرت حولها الأزمة مؤخرًا.

طريق إنساني أم اعتداء غير شرعي!

عربات تابعة لقوات حفظ السلام الأممية، مكتوب عليها بالبنط العريض UN تتعرض للدهس والإبعاد العنيف من قبل قوات قبرص التركية داخل منطقة الحزام الأخضر؛ مما أسفر عن إصابة ثلاثة من القوات الأممية وتحطم المركبات. هكذا كان المشهد الذي رآه الجميع بعيدًا عن روايات الجانبين. وخلف المشهد يتضح أيضًا بعيدًا عن رواية الجانبين أن الجرافات القبرصية التركية بادرت بإبعاد قوات حفظ السلام مصرة على إنشاء طريق بري يصل أراضيها بمدينة “بيله” الواقعة داخل الخط الأخضر. وعلى هامش المشهد أيضًا نذكر أن بيله هي المدينة الوحيدة على جزيرة قبرص حاليًا التي يعيش فيها القبارصة بأصولهم اليونانية والتركية معًا؛ نظرًا لوقوعها داخل الخط الأخضر وتعداد سكانها الذي لا يتجاوز 1700 نسمة.

بعد الاعتداء الذي سجلته مقاطع الفيديو على قوات حفظ السلام كان لابد للجانب التركي من الجزيرة الرد على الاتهامات، وبالفعل أوضح إرسين تتار، رئيس جمهورية قبرص الشمالية، أن الطريق إنساني يهدف لمنح أتراك بيله حرية التنقل بسهولة. كما أصر الجانب الشمالي على أن مشروع الطريق مطروح منذ التسعينيات، وقبل عام واحد فقط أبلغت السلطات الأمم المتحدة بضرورة مروره بالحزام الأخضر. وعن سبب إنشاء الطريق والإصرار عليه لحد إثارة أزمة دولية، أشارت قبرص الشمالية إلى الصعوبات التي يواجهها أتراك بيله لعبور الحدود شمالًا، حيث يضطرون للمرور بالقواعد البريطانية ويقطعون مسافة لا تتعدى 15 دقيقة على ساعتين، دون مراعاة للحالات الطارئة. 

وبموجب العلاقات المشتركة التي يمكن وصفها بأكثر من العميقة تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأزمة، حيث وصف تصريحات الأمم المتحدة بالمؤسفة وغير الحيادية. وكانت تعليقاته على الأزمة داعمة لموقف الرئيس تتار، ومؤكدة على أهمية الطريق من الناحية الإنسانية.

في حين تؤكد جمهورية قبرص سعي الجمهورية الشمالية إلى ربط مدينة بيله بقاعدة حربية لأهداف عسكرية لا إنسانية كما زعم تتار، كما اتهم المتحدث باسم الحكومة الجانب التركي بمحاولة خلق أمر واقع جديد وبناء بؤرة استيطانية. أمَّا قوات الأمم المتحدة فقد أكدت رفضها من قبل لأي نشاط غير مرخص مشيرة إلى تشييد الطريق دون موافقة، واعتبرت الاعتداء جريمة دولية يجب مقاضاتها لأقصى حد. 

إقرأ أيضا
اتفاقية الدواء

الكاتب

  • قبرص إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان