كوم الشفافة.. قصة مقابر شاهدة على تعذيب المسيحيين
كانت تقتصر قديمًا على دفن موتى المسيحيين وللحماية من بطش الأباطرة الرومان، الذين كانوا يغتنمون الفرصة من أجل تقديم المسيحيين طعامًا للوحوش، جاء عليها الزمن لتردم تحت التراب لتكتشف عن طريق الصدفة. صنفت من ضمن المقابر الفريدة في الفن المعماري الجنائزية حيث تتميز نقوشها بوجود امتزاج بين الفن المصري والفن اليوناني الروماني، لتصبح أحد أهم المقابر التي ما أن تضع قدمك بداخلها تشعر وكأنك عبرت بوابة عبر الزمن خلال فترة حكم الرومان لمصر، إنها مقابر كوم الشقافة أو مقابر الكاتاكومب، الواقعة بحي كرموز بمحافظة الإسكندرية.
مقابر كوم الشقافة
مقابر كوم الشقافة، اكتشفت في العام 1892 عن طريق الصدفة عندما سقطت عربة يجرها حمار في حفرة وعند انتشالها ظهرت لتبدأ عمليات الحفر بها و الكشف عنها نهائيًا في العام 1900.
قديمًا أطلق عليها مقابر “رع قدت” وهو أحد أنواع المقابر التي انتشرت في القرون الثلاثة الأولى الميلادية في إيطاليا وبعض الجزر اليونانية، ليتغير اسمها فيما بعد ويطلق عليها كوم الشقافة نظرًا لكثرة بقايا شقف الفخار.
السفر عبر الزمن
مكان سلالمه للأسفل تأخذ شكلًا حلزونيا يتوسطه بئرًا كبيرًا يصل عمقه لـ 10 أمتار ويتخلل جدرانه نوافذ تستخدم للإضاءة لتوصيل الجثث لمثواها الأخير ما أن تخطو الخطوات للأسفل تجد نفسك في عالم أخرى تحيطه المدافن من جميع الجهات، ما أن تدخل ناحية مقبرة تجد نفسك في مقبرة جديدة.
وعلى بعد خطوات تجد صندوق يحتوي على عظام الموتى ونفقًا تحت تلك المقابر، وتتكون الأخيرة من 3 طوابق تحت الأرض كانت تستخدم قديمًا لدفن أسرة واحدة من الأسر الغنية ولكن مع مرور الوقت استخدمت لدفن العديد من الأسر.
الطابق الأول
يوجد على جانبيه فجوتان تشبهان المحراب لكل منها سقف تحيطه زخرفة على شكل صدفة حيث كانت من العناصر المهمة عند الإغريق والرومان، ويوجد اسفلهما مصطبتنا صممتا على الشكل النصف دائري للسماح للزوار بالجلوس عليها بعد هبوط السلم.
الصالة المستديرة
والصالة المستديرة عبارة عن حجرة دائرية الشكل يحيط به سور قليل الارتفاع به أعمدة تحمل السقف.
حجرة المآدب
وحجرة المآدب عبارة عن حجرة مربعة الشكل تحطيها ثلاث “مصاطب”، اثنين متعامدين والثالث يتوسطهم، قديمًا كان يوضع وسائد ليجلس عليها أهالي المتوفي وهم يتناولون الطعام أثناء زيارتهم له.
غرفة الدفن
أما غرفة الدفن فهي على مستوى عالي من المهارة والدقة فهي عبارة عن صالة مستطيلة الشكل فيها عمودان يعلوهما قمة يتوسطها قرص الشمس وعلى جانبيه صقران رمزًا للمعبود حورس، وتضم ثلاثة توابيت.
وبجانب مدخل حجرة الدفن يوجد مستطيل به ثعبان يعلوه قرص مستدير وهو “الميدوزا” الإلهة الحامية للمقبرة عند اليونان حيث يقال قديمًا إن من ينظر في عينيه يتحول إلى حجر.
والمستوى الثالث فهو عبارة عن سراديب تضع فيها الجثة فى مثواها الأخير .
أصل المثل الشعبي
وما لا يعرفوا الكثيرون أن قصة المثل الشعبي “نكسر وراهم قلة” تعود إلى تلك المقابر حيث كان اليونانيين يتشاءمون من الأطباق التي يأكلون بها في المقبرة ليقرروا كسرها بعد كل وجبة، ويلقيها الخدم في الخارج لتتكون كومة من الشقفات لذلك أطلق عليها العرب كوم الشقافة وجاء منها المثل الشعبى “نكسر وراهم قلة”