سفاح الجيزة ..مسلسل درامي لا يصلح لهذه الأسباب

“مسلسل سفاح الجيزة”.. عرض أول حلقتين منه وأحدث ضجة كبيرة وواسعة في رأي لسببين، الأول هو أنه تجسيد لوقائع حقيقة آثارت الرأي العام والثاني هو أن الفنان أحمد فهمي برع في أداء الدور.

سيطر الهدوء على الفنان أحمد فهمي الذي بلقب بالعديد من الأسماء في المسلسل فالبعض يقول له حسن والأخر يقول محي وطبعا تعدد الأسماء هى إحدى حيله لاستدراج الضحايا والنصب عليهم ثم قتلهم. 

وضحت لي الرؤية عن سبب قتله لزوجته الأولى الذي أرادت أن تأخد أمواله خوفًا من أن يتزوج عليها مع أن ذلك لا يعطي مبررًا للقتل، ولكن لم تتضح ليا الرؤية عن سبب قتله لـ “نجلاء” زوجة الحاج سيد صاحب مصنع الخياطة، فكانت عشيقه وتخون زوجها معه ورغم ذلك قام بقتلها.

وما بين الماضي والحاضر تكون زينب عنصرًا ثابتًا ففي الماضي احبها كثيرة ولكنها لم تبادله نفس الشعور ليقرر الانتقام بنفسه ليتقدم لخطبة شقيقتها “سلمى” في مارس 2014، ورغم ذلك لم يمنعه من أن يكبر بداخله الحب اتجاهها، بل وساعدها بعد عدة سنوات في الهروب من أسرتها التي رفضت سفرها للتمثيل بالخارج بحجة أن هذا الطريق سيمس شرفهم بمصطلح  آخر “سكة شمال” وهذا الأمر في رأي غير مقبول فالتمثيل فن راقي ولا يمكن أن نقيسه بسبب بعض الأعمال البذيئة. 

كانت حكاية “زينب” مع التمثيل طويلة فكانت تعشقه وترغب في أن تصبح فنانة ذات شأن كبير في المستقبل ولكن كان الأمر مرفوضًا بالنسبة لأسرتها للسبب الذي وضحته سابقًا لتقرر بالاشتراك مع صديقتها   “هالة” التي لم يمكن الأمر مرفوضًا من قبل أسرتها في الهروب، وبالفعل فعلوا ذلك.

علامة استفهام

لتبدأ هنا جريمة جديدة وعلامة استفهام جديدة خاصة بعد اختفاء “هالة” بشكل غامض وهروب “زينب” من الفندق الذي كان يقطنون فيه بشكل مؤقت في منتصف الليل وبشكل يثير الشك ويساعدها في ذلك محي” أحمد فهمي”، فبقعة الدم التي تركت على أرضية غرفة الفندق جعلت التساؤلات تدور أين ذهبت هالة؟.. أقتلتها زينب بالاشتراك مع محي أم ماذا؟

في رأيي أن هذا براعة مخرج، فهادي الباجوري تمكن من جعل حالة من التساؤلات تدور حول الأمر وإن كان يدل على شيء فيدل على أنه مخرج من العيار الثقيل. 

و بالانتقال لباسم سمرة الذي يؤدي دور ضابط المباحث، ففي رأي دور جيد فخروجه عن المألوف جعلنا نستمتع أكثر بدوره فدائما أدواره تكون في محيط “البلطجة” مثل دوره في فيلم “تيتة رهيبة” وقس عليه باقي الأعمال.

إقرأ أيضا

تحذيرات جديدة.. هل توقف أمريكا دعمها لإسرائيل في حربها على غزة؟

ولا يمكنني أن انسى مشهد قتل محي لعمته فبعد ما نشب خلاف بينها وبين والدته والتي أصرت على اخذ حقها منها بسبب ضربها قرر هو الانتقام بدم بارد. 

ليذهب لعمته في دار المسنين التي تمكث فيه ويوعدها بأن ياخدها للعيش معه وفي لحظة غير متوقعة قام بخنقها لتخرج انفاسها الأخيرة، في هذا المشهد براعة تثميل لا مثيل لها.

على الرغم من نجاح المسلسل كما ذكرت سابقًا لكني لا أحبذ هذا النوع من الدراما فتجسيد حياة سفاح بهذا الشكل وتوضيح كافة جرائمه قد يشجع البعض على القيام بمثل تلك الأمور في الخفاء أو يعطيهم أفكار عن القتل، قبل أيام شاهد إحدى الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لشابين ييتشاجران بنفس الطريق التي نراها في بعض الأفلام والمسلسلات وفي رأي هذا النوع من الدراما لا يصح تمامًا.