همتك نعدل الكفة
302   مشاهدة  

ماذا لو تبادلنا الجوابات والحب؟

مشاعر حب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أقدّس مشاعر الحب، وأقدسّ الكلمات الرشيقة التي تُعبر عن مكنون تلك المشاعر، فأنا على يقين أنه لا بد أن يبذل كل منَّا مجهودًا في التعبير عنها حتى يمنحها قيمةً تليق بها.

والتعبير عن مشاعر الحب لا يكون برسالةٍ صماء عبر التطبيقات الإلكترونية كالوتساب أو الماسنجر، فهي رسائل جافة لا نشعر بها، مملة وكئيبة حتى لو كانت مليئة في ظاهرها بكلمات عذبة. تخيل عزيزي القارئ أنك في حقبة زمنية بلا تطبيقات إلكترونية، كيف كنت ستعبر عن مشاعرك لمن تحب؟!، وماذا ستشعر بها؟.

الواقع التاريخي يروي أن التعبير عن مشاعر الحب كانت عن طريق “الجوابات”، فمَا كان عليك سوى إحضار ورقة وقلم، وتطلق العنان لأخيلتك وقلبك، حينها تتساقط الكلمات من لُب روحك على الورقة مباشرة، تلك الكلمات ستصل مباشرة بمقدار الحب الذي كُتبت به وبمقدار الشوق والحنين.. بمقدار كل المشاعر التي تشعر بها.

مشاعر حب
كلمات حب

بظهرك عُد للوراء وارفع رأسك لأعلى، واسترجع مشهدًا من فيلم مصري قديم، البطل يكتب رسالة غرام لمحبوبته لم تكن جافة، لم تكن عشوائية، لم تكن غير منمقة، لم تكن تعبير وجه مستفز من تعبيرات الإيموجي، كان يبذل مجهودًا عند الكتابة، فتراه يجلس على كرسي مكتبه، يُضئ الأباجورا.. يُحضر ورقة وقلم ويكتب بخط رائع ومنمق.

والمشهد لم يكن سينمائيًا فقط بل نراه في الكتابات والمراسلات في الحياة العادية، فهناك جوابات مكتوبة بين زوج وزوجته، وبين أم وابنها، ومثال ذلك الخطاب الآتي:

مشاعر حب
مشاعر حب بين زوج وزوجته

ورسائل الأدباء تحمل جمالًا من نوع آخر ولتكن الرسائل المتبادلة بين جبران ومي زيادة، رسائل تحمل كل أنواع المحبة والجمال والشوق والحنين، ولتقرأ عزيزي القارئ تلك الكلمات الرشيقة التي كتبها جبران لمي

“تقولين لي أنك تخافين الحب، لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس، أتخافين مدَّ البحر، أتخافين طلوع الفجر، أتخافين مجيء الربيع، لما يا ترى تخافين الحب؟

أنا أعلم أنّ القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل، نحن نريد الكثير، نحن نريد كل شيء، نحن نريد الكمال.

لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة”.

مشاعر حب
أحد رسايل جبران لمي

وترد عليه مي قائلة:

إقرأ أيضا
المدن الجديدة

“صديقي جبران لقد توزع في المساء بريد أوروبة وأمريكة، وهو الثاني من نوعه في هذا الأسبوع , وقد فشل أملي بأن تصلني فيه كلمة منك . نعم إني تلقيت منك في الأسبوع الماضي بطاقة عليها وجه القديسة حنة الجميل , ولكن هل تكفي الكلمة الواحدة على صورة تقوم مقام سكوت شهر كامل” .

“… لا أريد أن تكتب إلي إلا عندما تشعر بحاجة إلى ذلك أو عندما تنيلك الكتابة سرورًا ، ولكن أليس من الطبيعي أن أشرئب إلى أخبارك كلما دار موزع البريد على الصناديق يفرغ فيها جعبته ! .. أيمكن أن أرى الطوابع البريدية من مختلف البلدان على الرسائل، حتى طوابع الولايات المتحدة وعلى بعضها اسم نيويورك واضح , فلا أذكر صديقي ولا أصبو إلى مشاهدة خط يده ولمس قرطاسه”.

فن كتابة الجوابات فن راقي يحمل مشاعر الحب، والحنين والشوق، والحزن، أود فقط أن أعود إلى تلك الحقبة الزمنية لأتبادل الخطابات الراقية المنمقة بدلًا من رسائل الواتساب الصماء والإيموجي المستفز.

الكاتب

  • مشاعر الحب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان