همتك نعدل الكفة
160   مشاهدة  

حفصة بنت عبد الرحمن.. تابعية مدنية روت 80 حديثًا صحيحًا

حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدايةً وقبل الحديث عن شخصية عظيمة كشخصية” حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر” تردد في ذهني حديث أو لنقل وصية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ قال فيها :” أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”، كانت هذه الوصية أو  الحديث في مواضع كثيرة حُجة دامغة من قبل المتأسلمين على تحريم كل ما هو جديد دون الأخذ والرد في المعطيات كونها لم توجد في زمن النبي.

إنّ الحديث رائع في معانيه، دستورٌ إذا فهمناه وقارناه بواقع الإسلام على حقيقته، ولنتوقف على مفاد الحديث لا سيما في قوله” عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي”، فسنة النبي القولية والفعلية المروية بالأسانيد الصحيحة دستور تضبط حياة الفرد الخُلقية، تضبط علاقته بـ نفسه بحيث يعيش في سكن وراحة، تضبط حياته وعلاقته بالمجتمع، فليست السنة النبوية الـ” بعبع” كما يتصوّر، وليست أداة تكفير في يد البعض لخدمة أيدلوجياتهم الخاصة، وليست السنة النبوية الصحيحة من حولت حياتنا لجحيم بفتاوى صبيانية شاذة، وقد سار على نهج النبي صلى الله عليه وسلم صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، وصار عليها خلفاؤه المهدين من بعده، ومنهم( أبي بكر وعمر وعثمان وعلي)، ومن هذا المنطلق فإن جُلّ ما صدر منهم هي تعاليم نبوية خالصة.

المقدمة الطويلة السابقة كانت لزامًا، فنحن في العام 1445 هـ، وهناك الكثير ممن يسمون أنفسهم شيوخ ينكرون تعليم المرأة ويستنكرون فتوتها، ويستنكرون وجودها، يفرضون عليها ما نهى الإسلام عنه يرفضون ما أباحه لهنّ بحجة أنها ” عورة”، وبما أن أسوتنا النبي ثم صحابته فإن الناظر في سيريهم يرى الإسلام الذي أكرم المرأة ومكنها، وجعلها ثقة في نقل المرويات وإصدار الفتاوى ومنهن على سبيل المثال لا الحصر أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي ملئت علومها الأرض ولم يخرج واحد من الصحابة الذين تعلموا على يد النبي ينكر قولها أو فتواها بل كانوا يستشيرنها ويأخذون رأيها، وهي زوجة نبي وبنت خليفة المسلمين أبو بكر الصديق، وأختها أسماء بنت أبي بكر ودورها المعروف في الهجرة، كذلك حفصة بنت عمر بن الخطاب، الشيماء بنت الحارث،درة بنت أبي لهب، فاطمة بنت أسد،صفية بنت عبد المطلب،أم عمارة ، وغيرهن من النساء زمن النبي والصحابة، كلهن تفوقن إما في العلم الشرعي، أو الجهاد في سبيل الله كمحاربات، أو ممرضات، وبالطبع مربيات قائمات على أسرهنّ.

ولم تقتصر دوور النساء على تلك الحقبة الزمنية فهناك أخريات سطرنّ حروف المعارف الإسلامية،ومنهن ” حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر” التي ذكرتها كتب الحديث كافة على أنها” ثقة” في نقل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أي أن المعارف الإسلامية الذي يأخذنها الرجال الآن مردودة للنساء الثقات!.

نسبها وفضلها

هي حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ابن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم،  وأمها “قرينة الصغرى بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم “.

زوجتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من ” المنذر بن الزبير بن العوام “، وكان أبوها عبد الرحمن بن أبي بكر غائبًا فلما قدم لم يجز ذلك الزواج ورده فلما صير الأمر إليه زوجها إياه فولدت له عبد الرحمن وإبراهيم وقرينة، ثم تزوجت بعد المنذر “حسين بن علي بن أبي طالب”.

وكانت لتربيتها دور كبير في معارفها الشرعية، وأصبحت من أهم رواة الحديث الثقات، فقد روت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر”  عن أبيها” عبد الرحمن”  وعن عمتها ” عائشة”  وعن خالتها”  أم سلمة” زوج النبي صلى الله عليه وسلم سماعًا.

ثم روى عنها الحديث ” عبد الرحمن بن سابط”، و” عون بن عباس” و ” يوسف بن ماهك” و” عراك بن مالك” وغيرهن، وقد روت حوالي 80 حديثًا في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبو داود، والترميذي، وابن ماجه وغيرهم.

تعدد ذكر ” حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر” في المصادر التاريخية ومصادر علوم الحديث، فعدّها ” العجلي الكوفي في كتابه ” الثقات” من ” الثقات” إذ قال عنها” مدنية تابعية ثِقة”

وفي شرح سنن أبي داود وُجد اسمها في باب ” فرع تراجم إسناد عائشة في الفرع” وقد عدها من الثقات إذ كان حديثها.

إقرأ أيضا
الدكتور شريف فاروق وزيرا للتموين

كما ذكرت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر في العديد من المصادر فحدثنا عنها الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام” وحدثنا عنها ابن حجر العسقلاني في كتابه” إتحاف المهرة”وكتاب” إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي”، وجاءت في كتاب الوافي بالوفيات للصفدي، الذي قال أنها توفيت عن عمر 80 عاما، وجاء ذكرها تأريخًا في كتاب ” الطبقات الكبرى” لـ” ابن سعد” ، وجامع الأصول لابن الأثير، هذا إلى جانب كتب الحديث شرحًا وتعديلًا.

إن حضارة الإسلام أعلت من شأن المرأة، فلم يكن يومًا باخسًا لحق من حقوقها، وإن ما يحدث من هرطقات، لا يمت لواقع الإسلام السمح بشيء، وقد صدق الرسول الكريم حينما قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي، فلو لم يكن هناك أثر حيّ مشرف لتهنا مع ما تاه، وإن ما ذكرته المصادر الإسلامية من علوم النساء ودورهن لهو فخر وشرف وعظيم.

الكاتب

  • حفصة بنت عبد الله مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان