همتك نعدل الكفة
127   مشاهدة  

زلزال جيلم ومواشي.. أشياء كادت أن تتسبب في حروب عالمية

زلزال جيلم


على مر التاريخ، لم يتوقف البشر عن خوض الحروب، بالطبع توجد لدينا رغبة فطرية في العيش بسلام، ولكننا بعد ذلك نرى الآخرين كأعداء لنا، ومن هنا تنطلق الفوضى، وحتى يومنا هذا، يحاول علماء النفس تفسير ميولنا نحو العدوان والحرب، والذي يعتبر سلوكًا مرضيًا للإنسان، وفي بعض الأحيان، تقرر الطبيعة الأم أيضًا أن تمنحنا دفعة إضافية نحو حافة الحرب، حيث يمكن لأشياء بسيطة مثل زلزال، أن يفاجئ الجنود، مما يسبب حالة من الذعر والدمار.

زلزال جيلم وودز لاندنج

آثار قنبلة نووية
آثار قنبلة نووية

في 22 مايو 1955م، سمع سكان جيلم وودز لاندنج، وايومنغ، ضجيجًا غريبًا وعميقًا أعقبه على الفور زلزال شديد، بدأت البيوت وما داخلها من محتويات مثل الأطباق والخزائن تهتز بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وفي خضم الفوضى، سرعان ما استنتج أحد سكان جيلم الخائفين أن الزلزال كان ناجمًا عن قنبلة ذرية أسقطت على دنفر، كان مثل هذا الافتراض مبنيًا على الخوف السائد من حرب نووية وشيكة في ذلك الوقت، على الرغم من أنه ثبت أنه استنتاج غير صحيح، فالزلزال الذي وقع في ذلك اليوم كان بقوة 7 ريختر، وبعبارة أخرى، كان زلزالًا قويًا للغاية، ولكنه رغم ذلك لا يصل لمدى قوة القنبلة النووية، فإذا انفجرت قنبلة نووية في دنفر التي تبعد حوالي 180 كيلومترًا (112 ميلًا) عن دنفر، كان السكان سيواجهون مشاكل أسوأ من الهزة التي تحت أقدامهم، لكن ما الذي دفع المواطنين لذلك الاعتقاد في الأصل؟، في عام 1955م، كانت الحرب الباردة في واحدة من أكثر مراحلها أهمية، حيث كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي يتنافسان على امتلاك أكبر قنبلة ذرية، وفي العام السابق له، أعلنت الولايات المتحدة رسميًا عن نيتها سحق السوفييت بالأسلحة النووية، لذلك كان الأمريكيون يشعرون بالقلق من احتمال سقوط قنبلة ذرية معادية عليهم في أي لحظة، لذا من المؤكد أن الخلط بين الزلزال والانفجار النووي في تلك الأوقات كان أمرًا مبررًا.

مواشي تسببت في مذبحة

تحركات قطيع مواشي
تحركات قطيع مواشي

منذ بداياتها، كانت لدى الولايات المتحدة خلافات مستمرة مع القبائل الأصلية التي تعيش في أراضي أمريكا الشمالية، وعلى الرغم من أن الأمريكيين الأصليين عاشوا هناك لعدة قرون، إلا أنهم اضطروا للتفاوض مع الولايات المتحدة للتخلي عن الكثير مما اعتبره الأمريكيون أرضهم الخاصة، ولم تتراجع التوترات بين الجزأين، بل استمرت في التزايد حتى منتصف القرن التاسع عشر، خلال الحرب الأهلية الأمريكية، في 16 يونيو 1864م، شعرت مدينة دنفر بالرعب من التحذير من هجوم وشيك للعدو، خلال الليلة السابقة، دخل مربي الماشية ويليام شورتريدج إلى المدينة لتنبيه الجميع بأنه رأى مجموعة من المحاربين الأصليين تقترب، وأصيب الناس بالذعر معتقدين أنه هجوم من قبل شايان، كان لدى السكان الأصليين سمعة سيئة للغاية بين المستوطنين، حيث اشتهروا بشكل خاص بإلقاء القبض على الأمريكيين وقتلهم بوحشية، وهكذا وصل شورتريدج إلى دنفر برفقة عشرات الأشخاص من أماكن أخرى، الذين كانوا يخشون أيضًا على حياتهم، وعلى الفور، حاول سكان دنفر حماية أنفسهم، وقام الناس في المنطقة بنهب مستودع الأسلحة المحلي، وبعد ذلك احتموا داخل المباني ذات المتاريس، لكنهم سرعان ما علموا أن مجموعة المحاربين التي رآها شورتريدج في الأفق كانت في الواقع سحابة من الغبار ناتجة عن تدافع الماشية، وكانت الحيوانات يقودها مجموعة من سائقي الماشية المكسيكيين المخمورين، الذين أثاروا التدافع، وتسبب ذلك الموقف في استنفار الجنود الأمريكان، وبعد ذلك بعدة أشهر تحديدًا في نوفمبر 1864م، قتل الجنود الأمريكيين في ولاية كولورادو أكثر من 150 شخصًا من قبيلتي شايان وأراباهو الأصليين، وعُرف هذا الحدث فيما بعد باسم مذبحة ساند كريك.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان