The Father .. فيلم رائع لكنه مخيف
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نادرة هي الأفلام التي يشعر فيها المشاهد بالقشعريرة، والتي تجبره على البكاء أو الخوف، وفيلم The Father الذي كتبه الكاتب المسرحي الفرنسي فلوريان زيلر ينتمي لنوعية تلك الأفلام حيث يناقش وللمرة الأولى مرض الزهايمر والخرف العقلي من وجهة نظر المريض لا من يتعاملون معه، حيث لا نتخيل نحن الأصحاء كم الهذاب الذي يعانيه رجل قد لا يتعرف على ابنته في الصباح ولا على بيته.
حتى ذلك التناقض الرهيب بين رجل ينسى كل شيء حتى وفاة ابنته وشكل طبيبه المعالج أو ممرضته ويخلط بين الجميع لكنه لا ينسى أبدا ساعته واحتياجه الشديد لمعرفة الوقت وهو ما لعبه العبقري أنتوني هوبكنز باقتدار وانكسار مدهش لدرجة أداءه لمشهد يبدو فيه طفلا يطالب بأمه لتأخذه بعيدا عن دار المسنين.
حتى شقته التي حرص المخرج زيلر على استعراض تفاصيلها جيدا لاكتشاف الاختلافات بينها وبين شقة الابنة والتي بدت كتبلوهات فنية مصممة بعنياة لنكتشف النهاية أن الرجل يسكن في دار المسنين بدت وكأنه علامة على الانكار الذي يعيشه الأب المصاب بالخرف والذي ينكر كل شيء لدرجة رفضه لوجود ممرضة بجواره تعتني به بعد رحيل ابنته إلى باريس.
خلطة مدهشة من العواطف الجياشة، في مباراة تمثيلية عظيمة بين أنتوني هوبكنز وأوليفيا كولمان التي تلعب دور ابنته، مباراة يكسبها هوبكنز بجدارة واستحقاق.
وطريقة سرد على تعتمد على السياق الزمني تصيب المشاهد بالدهشة لكنه يستوعبها سريعا فتصيبه بالخوف والحزن.
فيلم The Father فيلم يصيب مشاهدة بالخوف والحزن معا.
هذا النص المسرحي الذي حمل الاسم ذاته وفاز بجوائز عام ٢٠١٢ والذي تحول إلى فيلم سينمائي نجح ببساطة في أن يضع المشاهد داخل رأس رجل عمره ٨٠ عاما يعيش في مدينة لندن و مصاب بالزهايمر والخرف.
فنشاهد العالم عبر عيونه وهو ينسحب قطعة بعد قطعة، شخص بعد شخص وذكرى بعد ذكرى ليصيبنا الخوف والهلع.
وينجح هوبكنز في تحميلنا بكل تلك المشاعر لنشعر أن المنزل لم يعد ملاذا أمنا كما تعودنا بل لم يعد موجودا من الأساس وأن الأهل رحلوا.
٩٧ دقيقة من السينما الحقيقية الممتعة والتي أتمنى لصناعها الفوز بكل الجوائز الممكنة
التقييم ٩ من ١٠
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال