همتك نعدل الكفة
479   مشاهدة  

لماذا نحب The Shawshank Redemption؟ عن سينما الإنسان

The Shawshank Redemption


The Shawshank Redemption

منذ بداية تعلقي بالسينما وانا اسمع عن مجموعة من الأفلام التي يقر الجميع انها أفضل الأفلام السينمائية الممكنة، لأسباب تقنية لم يكن متاح لي ان اشاهد تلك الأفلام ولكن بعد حل تلك المشكلة التقنية، شاهدت العديد منها وأدركت ان هناك الكثير من المبالغات في الأمر فلم أحب عدد لا بأس به من تلك الأفلام التي يقر الجميع انها جيده، بل إن بعضها بلا ادني شك كان في رأيي بالغ السوء فقط مجرد التفاف وغموض غير مبرر لإضافة مسحة من العمق على فيلم باهت للغاية.

من تلك الفترة كونت نظرية خاصة ان غالبا الأفلام التي يجمع عدد كبير على جودتها لن تكون هكذا أبدا بالنسبة لي لذلك ظللت أجل مشاهدتي لواحد من أكثر الأفلام شعبية وإشادة وهو فيلم The Shawshank Redemption، إلى أن جاء يوم وقررت أن اشاهد هذا الفيلم الذي سمعت عنه أكثر من غيره.

في البداية لم اقم بتوقيف الفيلم للحظة ولم أنهض من أمامه لثانية وظللت اشاهده بكل تركيز وتحفز وابحث كادر بعد كادر عن سر تميز هذا الفيلم سينمائيا وشهرته، إلى أن انتهى الفيلم بالمشهد الشهير على شاطئ البحر، لأسأل نفسي سؤال نعم هذا فيلم جيد ولكنه صدقا لا يستحق كل تلك الضجة التي تثار حوله، هو مجرد فيلم درامي يحكي عن الامل وكيف يمكن ان يظل الإنسان حرا حتى وإن كان داخل السجن.

للمرة الثانية أصبحت القاعدة أكثر رسوخا الفيلم الذي يصاحبه ضجة كبيرة لن يعجبني، ولكن حدث أمر غريب للغاية، حينما ذهبت للنوم وجدت نفسي أفكر في “أندي” وصديقه “ريد” وماذا فعلوا بعد الخلاص من شاوشينك ليسترجع عقلي كل تفاصيل الفيلم فاشعر بسعادة كلما أصبح أندى وريد سعداء واشعر بالأسى لسنوات أندي الضائعة، واشعر بحالة من الفرح مع مشهد أندي الشهير حينما تخلص من السجن وأصبح حر تحت المطر.

في الصباح بعد ليله عصاني فيها النوم بسبب أندي وريد، كنت ابحث عن مخرج الفيلم لأكتشف أنه صاحب فيلم ثاني في قائمة الأفلام الأكثر انتشارا والاعلى تقيما لدي العديد، وهو فيلم the green mile، فشاهدت الفيلم أيضا ووجدتني أقول ما قولته قبل سابق عن فيلم شاوشينك، وأيضا ذهبت في رحله مع ابطاله فما السر في أفلام فرانك داربونت؟

السينما في الأساس هي قصة، قصة تروى بالعديد من الوسائل أهم تلك الوسائل هي الصورة، لان السينما فن مرئي في الأساس فكل ما يمكنك تحويله إلى صورة حوله فورا ولا تحوله إلى حوار منطوق، تلك القاعدة هي الأساس في السينما لا بديل عنها، ولكن تلك القاعدة أيضا جعلت البعض ينسى أن السينما في الأساس قصة.

والقصة تعني حدث أو احداث يصنعها بشر وتؤثر في بشر، إذن جوهر السينما هو الأنسان، ولان هناك العديد من صناع الأفلام تناسوا ان السينما جوهرها الإنسان فأصبحت الصورة في أفلامهم مبهره سواء على مستوى التنفيذ أو حتى مستوى الدراما ولكن دائما ما نجد شيئا ناقصا في تلك الأفلام، الصورة وإبهارها جعلوا صناعها ينسون الإنسان فأصبح الإنسان داخل القصة السينمائية ليس جوهرها كما كان ولكنه عنصر مساعد لا أكثر من إجل إبراز الصورة وهذا عكس المفروض.

فراند داربونت لم يفعل ذلك، ولم يفعل العكس، فقط أهتم جيدا بنحت وصقل شخوص قصته إنسانيا حتى جعلنا نشعر أنهم يعيشون معنا بل أنهم جزء منا نحن جميعا نمتلك أندي وريد تحت جلودنا، حينما نراهم أمامنا لا نستطيع إلا أن نتعاطف معهم ونعشقهم ونعيش معهم، الإنسانية تلك التي خلدتها فرانك في فيلميه هي التي جعلت فيلمين ربما على مستوى السينما الجامدة ليسوا أفضل ما شاهدت ولكنهم في سينما الإنسان كما أحب أن اسميها في المكانة الأبرز.

إقرأ أيضا
جودّر المصري

الغريب في الأمر أن فيلم The Shawshank Redemption هو الفيلم الأشهر لبطله توم روبينس، بل أن فرانك داربونت لم يخرج سوى أربعه أفلام فقد وهم شاوشينك وThe green mile، وThe Majestic، وThe Mist، ليظل خالدا هو وإنسانيته بفلميه الأول والثاني بينما الفيلمين الثالث و الرابع تعد من الأفلام شبه المجهولة عن المشاهد المصري.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان