همتك نعدل الكفة
413   مشاهدة  

آدم سميث.. أب الرأسمالية الذي ألف كتابًا غير النظرة الاقتصادية في العالم بأكمله

آدم سميث


تحوي كتب التاريخ العديد من السير الذاتية لأشخاص عظماء، ولكن ستبقى دائمًا سيرة آدم سميث واحدة من أهم وأعظم السير الذاتية على مدار التاريخ، ذلك الرجل الذي كان أحد أكثر المفكرين الاقتصاديين تأثيرًا في العصر الحديث، وأحدثت مؤلفاته الاقتصادية ثورة في عالم الاقتصاد، بالإضافة إلى أنه كان فيلسوفًا وسياسيًا من الدرجة الأولى، فلنتعرف على شخصيته المميزة غريبة الأطوار، وسيرته التي تعج بالإنجازات.

آدم سميث

آدم سميث

وُلد آدم سميث في السادس عشر من شهر يونيو عام 1723م، في مدينة كيركالدي بدولة اسكتلندا، كان والده وقت ولادة آدم مريضًا للغاية، فقامت والدته بتسميته بنفس اسم والده، وقد توفى الأخير بعد ولادة آدم بشهرين فقط، وحملت والدته حِمل تربيته وحدها، وقامت بتعليمه أفضل تعليم ممكن، وساعدها على ذلك ظهور تميز ومهارات كتابية وفكرية لدى آدم منذ صغره، فقامت بإرساله إلى أفضل مدارس اسكتلندا، وتلقى دراسة اللغات والرياضيات والأدب، وعندما أتم الرابعة عشر من عمره، حصل على منحة جامعية من جامعة غلاسكو لدراسة الفلسفة، وبعد أن أتم دراسته بها، التحق بجامعة أوكسفورد لدراسة الأدب الأوروبي.

آدم سميث

حياة آدم سميث العملية

بعد تخرجه، عمل آدم سميث كمحاضر في عدة دول حول الفلسفة والاقتصاد، ثم شكل ثنائيًا رائعًا مع الفيلسوف ديفيد هيوم، وأحدثا ثورة في وقت التنوير الاسكتلندي عام 1750م، كما أنهما قاما بإصدار عدة مؤلفات مشتركة في السياسة والتاريخ والاقتصاد، وشكل الثنائي رابطة فكرية تُعد هي الأقوى على الإطلاق في التاريخ الاسكتلندي.

بعد ذلك وتحديدًا في عام 1751م، تم تعيين آدم سميث في جامعة غلاسكو، ليعمل كأستاذًا للفلسفة الأخلاقية، وكانت محاضراته ذات شعبية عالية، لا يفوتها أي طالب، وخلال تلك الفترة، ألف سميث كتاب “نظرية المشاعر الأخلاقية”، وتحدث في ذلك الكتاب عن أسس المشاعر الأخلاقية وأهمها مفهوم التعاطف المتبادل، وأحدث هذا الكتاب ثورة عظيمة في علم الفلسفة، وذاع صيت آدم في العالم بأكمله، لدرجة أن الكثير من الطلاب قاموا بترك جامعاتهم والتحقوا بجامعة غلاسكو ليبقوا مع سميث، وبناء على ذلك النجاح، تم انتخابه  كعضو في الجمعية الفلسفية في إدنبرة عام 1752م، وظل آدم في مهنته كأستاذ جامعي لمدة اثنى عشر عامًا، كان يقول أنها أفضل فترات حياته، وقدم استقالته في عام 1763م.

أما عن أهم إنجازاته، فكانت تأليف كتاب “ثروة الأمم” عام 1776م، وكان الكتاب يتحدث المصالح الذاتية وأبعادها وآثارها، كما أنه وضع أول نظام اقتصادي سياسي شامل، فحقق الكتاب أعلى مبيعات في ذلك الوقت وبسبب أهميته العظيمة وما أحدثه في عالم الاقتصاد، تم منح آدم سميث لقب “أب الاقتصاد الحديث”، وقد تم تصنيف ذلك الكتاب على أنه واحد من أهم مائة كتاب اسكتلندي عام 2005م، ويُعد ذلك الكتاب هو المرجع الأساسي لنظام الرأسمالية حتى وقتنا هذا.

آدم سميث

نهاية آدم سميث

لم يتزوج  قط، كما أنه لم يكن لديه أخوة، فعاش حياته مع والدته، وكان يعتبرها أهم شخصية مؤثرة في حياته، وساعدت تصرفاته الغريبة في بقاءه وحيدًا بعيدًا عن الناس، حيث كان يقوم بسلوكيات غريبة، مثل أن يتحدث مع نفسه، أو يفقد اتصاله بالواقع ويسرح في الفراغ، وتوفى آدم إثر مرض شديد في السابع عشر من يوليو عام 1790م، بعد وفاة والدته بست سنوات فقط، وكانت وصيته الأخيرة هي حرق كافة أوراقه الشخصية.

إقرأ أيضا
الدعم النقدي

 

إقرأ أيضاً

حدوتة الباشا .. مرشحو حكم مصر الخمسة

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان