أبحثُ عن أغنيةٍ لفلسطين
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
إني أبحث عن أغنيةٍ لفلسطين .. الأغنية للسيدة ماجدة الرومي، ولا أدري لماذا ليست في الإنترنت، بحثت عنها طويلا، ولم أجدها، ولا زلت أبحث، الكلمات لعبدالرحمن الأبنودي، وربما كان اللحن للدكتور جمال سلامة، الأغنية تضمنتها حفل أكتوبري حضره مبارك في عام يبدو الآن بعيدًا تمامًا، لا أذكره بالتحديد بالرغم من كوني سمعتها خلاله، ولا أدري إن كان الحفل موجودًا في الإنترنت أم ليس موجودًا أيضًا؛ فتشت في حفلات أكتوبر المباركية ولم أجد الأغنية؛ فالثورة على مبارك قد تكون محت بعض ما كان يهتم به ويحرص عليه، وهذا خطأ جسيم لو كان جرى فعلاً، بالمناسبة، لأنه محو لفن وتاريخ، ومحوهما جريمة، بصرف النظر عن الإيمان بهما من عدمه، الإيمان وعدم الإيمان هنا شيء آخر تمامًا!
“فلسطين في الدموع
فلسطين في الضلوع
فلسطين في الحقيقة
فلسطين في الرجوع”
تلك السطور محفورة في روحي حفرا، اللحن أنسب ما يكون للكلمات، وأداء السيدة ماجدة كان رائعا بالفعل، أنا لا أفضلها للعلم، لكنني أحب مجموعة من أغانيها، على رأسها تلك الأغنية الحميمة!
اقرأ أيضًا
عن أغنية محمد منير يا فلسطيني .. التفتيش في الدفاتر القديمة
كثيرة هي الأغاني التي تناولت فلسطين، كثيرة جدًا، غير أن كثيرا منها أيضا كان “مناسباتيا” لسخونة أحداث تجري على الأرض، ولم يكن نابعًا من ثقافة عميقة تتصل بجذور القضية، ومن ثم شرعيتها وعدالتها وحقيقة الصراع الدائر بشأنها، ولم يكن كله أيضا قوي الروح، كحالة الأبنودي وماجدة وملحنهما؛ فهما مبدعان مثقفان عميقان قويا الروح بلا جدال، وهاهما عندما تعاونا، فيما فات من الزمن طبعا، قامًا باختيار موسيقى تتحلى بالرقة (صوت ماجدة) والثورية (كلمات الأبنودي) هكذا في آن واحد؛ فكانت أناغيم متممة لحالتهما الرفيعة المتوهجة.
أبحث عن أغنيةٍ لفلسطين فابحثوا معي عن تلك الأغنية، وتوسعوا في نشرها لو وجدتموها، ابحثوا الآن وانشروا الآن؛ فكم هي صادقة وشجية (مكتملة العناصر ووافرة الجمال).. إن غزة التي تحارب الآن تحتاج إلى فن يحارب معها كما تحتاج إلى سلاح وغذاء وماء ودواء، تحتاج إلى طاقة معنوية كاحتياجها إلى المادية، ولا أحب أن أقترح غناء مقتولا، بل أحب الغناء الحي الذي لا تقتله السنون، قد نختلف في الأذواق، هذا وارد وطبيعي، لكنني أؤمن بنوع من الفن، كالأغنية موضوع المقال، لا خلاف عليه تقريبا؛ لأنه ابن خبرات الثقل لا الخفة، الثقل المجلل باللطف، ونتاج تاريخ عمالقة أخلدهم استحقاقهم التام للخلود!
الكاتب
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد