1٬641 مشاهدة
“أبو حيان التوحيدي”.. كتب ألف ليلة وليلة ثم حرق جميع مؤلفاته واتبع الصوفية
نشأنا جميعًا على حب قصص “ألف ليلة وليلة”، فمن منا لم يستمتع بحكايات شهرزاد للملك شهريار؟، التي كان بعضًا منها حقيقي، والبعض الأخر من وحي خيال المؤلف، وهي في المجمل مجموعة من القصص والحكايات الشعبية تم تجميعها وترجمتها إلى اللغة العربية في العصر العباسي، وعُرف أيضًا هذا الكتاب تحت مسمى “الليالي العربية”، وقد اختلفت الأراء على مؤلف كتاب “ألف ليلة وليلة” ففي نسخة الكتاب الإيرانية تمت الإشارة إلى أن مؤلف الكتاب الأصلي كاتب من الشام.
أما في نسخة الكتاب الإنجليزية أُشير إلى أن مؤلف الكتاب لم يكن شخص واحد بل عدة أشخاص متفرقون تم تجميع حكاياتهم في كتاب واحد، وهناك أقاويل أن مؤلف الكتاب يوناني، و هذا الخلط دفع عدد من الباحثين في البحث عن المؤلف الحقيقي للكتاب، واهتدوا في النهاية إلى أن مؤلف روايات “ألف ليلة وليلة” هو أديب الفلاسفة أبو حيان التوحيدي، و أنه كتب هذه الروايات في العصر العباسي.
أبو حيان التوحيدي
اسمه الحقيقي “علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي”، و كان يُلقب بأبو حيان، وُلد عام 310 هـ ببغداد بالعراق، و توفي في عام 414 هـ، بعد عدة أعوام من ولادته، توفى والده وربته أمه وحدها، وكانت فقيرة لا تجد قوت يومها، وعندما اشتد عوده قرر أن يعمل لمساعدتها، وعمل لمدة طويلة في مطبعة، مما تسبب في تثقيفه وتزويده بكم معلومات كبير، وأنارت فكره كثيرًا، وأيضًا كانت سببًا في تطوير مهاراته الأدبية والثقافية.
وقد تميز الكاتب الأديب أبو حيان بشدة الذكاء وسعة المعرفة وروعة الأسلوب، لذا أطلق عليه أديب الفلاسفة، وسماه آخرون بفيلسوف الأدباء، وكانت مؤلفاته الرائعة تحتوي على نوادر عديدة ، وكان يسلط الضوء على الأوضاع الاجتماعية والفكرية والسياسية للفترة التي عاصرها.
كتاب ألف ليلة وليلة
تبدأ كافة النسخ من هذا الكتاب بالقصة الأساسية وهي عن الملك شهريار وزوجته شهرزاد، حيث ظلت شهرزاد تحكي كل يوم قصة للملك شهريار لمدة ألف ليلة وليلة، و توجد العديد من القصص الشهيرة بالكتاب مثل: علاء الدين والمصباح السحري، علي بابا والأربعون حرامي، السبع رحلات للرحالة سندباد.
أقسام كتاب ألف ليلة وليلة
تم تقسيم هذه الرائعة الأدبية إلى أربعة أقسام وهي : قسم يتضمن الحكايات الفارسية والهندية، وقسم يتضمن قصص التراث الشعبي التي تم روايتها في العصر العباسي ويُطلق عليها الروايات البغدادية، وقسم يتضمن روايات وحكايات التراث الشعبي المصري، و أخيرًا قسم يتضمن أخبار ومعلومات عن الملوك والأمراء وقصص حياتهم.
حرق كتب أبو حيان التوحيدي
عانى قدم أبو حيان العديد من المؤلفات ذات القيمة البلاغية والثقافية الكبيرة، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك قد عانى من تجاهل الأدباء والمؤرخين الذين عاصروه، وقاده شعوره بالتجاهل والاحباط إلى أن يقوم بحرق جميع مؤلفاته التي كانت قد تعدت التسعون كتابًا، ثم اتبع المذهب الصوفي، ابتغاء للراحة والهدوء، وظل على ذلك المذهب إلى أن توفى.
أبرز مؤلفات أبو حيان التوحيدي
كتاب الإمتاع و المؤانسة، كتاب الصداقة والصديق، كتاب أخلاق الوزيرين، كتاب الهوامل والشوامل الذي يعد كتابين في كتاب واحد، كتاب الإشارات الإلهية وهو عبارة عن عدة خواطر كتبها أبو حيان بعد أن اتبع الصوفية.
“ومن الشعر ما قتل أو حبس”.. كلمات دمرت أصحابها
الكاتب
ما هو انطباعك؟
