أحمد العروسي الامام الحادي عشر..ملاذ المظلومين الذي بشره صاحب الكرامة بمشيخة الأزهر
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نُسجت حول الإمام الحادي عشر للأزهر الشيخ أحمد العروسي، قصص كثيرة وصاحب توليه المشيخة فتنة بين الشافعية والحنيفية واعتصامات كثيرة إلا أن أثره كأحد مشايخ الأزهر عظيم في النفوس، ونستطيع أن نتلمس ذلك في قول الجبرتي في كتابه عجائب الآثار: “كان رقيق الطباع مليح الأوضاع، لطيفًا مهذبًا فيه عفة وديانة، ودقة وأمانة”.
مولده ونسبه
ولد الإمام الحادي عشر للأزهر الشيخ أحمد بن موسى بن داود أبو الصلاح العروسي الشافعي بقرية منية عروس التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية عام ١١٣٣ هـ _۱۷۲۰ م، وإليها نُسب.
نشأ في قريته لأسرة ذات شهرة واسعة ومكانة رفعية حيث كان رجالها من أهل الحل والعقد، تعلم” العروسي” بعض العلوم الدينية واللغوية في قريته وشيئًا من الرياضيات ثم تلقى التصوف على يد العارف بالله السيد مصطفى البكري بل لازم العروسي الشيخ إلى أن وفد إلى الأزهر.
مشايخه
جاء الشيخ العروسي من قريته منية عروس إلى القاهرة ليتلقى جُلّ علوم الأزهر، حيث درس تفسير الجلالين على يد الشيخ عبد الله الشبراوي، ثم درس صحيح البخاري وشروحه على يد الشيخ أحمد الملوي بالإضافة لمختصر ابن أبي جمرة والشمائل النبوية للترميذي.
واستمر الشيخ في تحصيل العلوم المختلفة فلازم الشيخ علي بن أحمد الصعيدي كما لازم الشيخ حسن الجبرتي وتلقى عنه علوم الرياضيات التي كان مولعًا بها فتلقى؛ الجبر والمقابلة، وكتاب الرقائق السبط وقاضي زاد، وفي التصوف لازم الشيخ أحمد العريان الذي اعتنى به وبشره بالولاية وبأنه سيصبح شيخًا للجامع الأزهر، وبالفعل تحققت نبؤته وأصبح من كبار علماء الشافعية في وقته.
بين الشافعية والحنيفية .. إلى من آلت مشيخة الأزهر
بعد وفاة الإمام العاشر للأزهر الشيخ أحمد الدمنهوري حصل خلاف بين الشيخ عبد الرحمن العريشي شيخ الحنيفية الذي أعلن نفسه شيخًا للأزهر بعد وفاة الدمنهوري وزعم أن الأخير قد جعله وكيلًا له إبان مرضه، إلا أن شيوخ الشافعية ثاروا وتصدوا لذلك واتفقوا على تولية الشيخ” العروسي” للمشيخة والإمامة فثاروا واعتصموا بمسجد الإمام الشافعي واستمر الوضع لـ سبع أشهر إلى أن استقر الأمر في الأخير على الشيخ العروسي بعد اصطفاف العامة إلى علماء الشافعية.
العروسي والأمراء
كان للإمام الحادي عشر للأزهر مكانة عظيمة في نفوس العامة فكان دائمًا بجوارهم لا يتردد في نصحهم وكان قوي شديد البأس فيما يخص مصالح العامة حتى وإن واجه الأمراء والملوك، وكان كثيرًا ما يتدخل لتصفية الخلافات بين العامة بالإضافة للأمراء الذين عدّوه الناصح الأمين لهم وقال عنه الجبرتي في هذا:”ولم تزل كنـوس فضله”.
مؤلفاته
لم يشتغل الشيخ” العروسي” بالتأليف لكن له عدة مؤلفات نتيجة اشتغاله بالتدريس فكان دروسه في المغني لابن هشام بتمامه، وشرح جمع الجوامع للجلال المحلى، والمطول وعصام على السمرقندية، وشرح رسالة الوضع، وشرح الورقات وغير ذلك.
وله موشحات رقيقة مثل :
ماشي غصن البـان زاهي الخـد
بين أفنان النقا والورد وأثيلات الربا
قد أمالـتـه نسيـمـات الصـبـا
وفاته
وقد توفي الشيخ أحمد بن موسى العروسي في اليوم الحادي والعشرين من شهر شعبان سنة ١٢٠٨ هـ_ ١٧٩٤ م، وصلى عليه بالجامع الأزهر في مشهد حافل عظيم.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال