أحمد فخري راهب الصحراء الذي أعاد اكتشاف واحة سيوة

كتب أحمد فخري في كتاب مصر الفرعونية “في كل زمان توجد فئة من المحافظين الذين يتطلعون إلى القديم ويرون فيه المثل الأعلى، وفي كل زمان أيضًا يوجد الرجعيون الذين يعز عليهم إدخال أي تغيير طالما يؤثر ذلك على مصالحهم الشخصية، وكذلك في كل زمان ومكان بعض رجال الدين الذين يأبون أن يروا انصراف الناس عنهم ويحاولون استثارة كامن العواطف بين مختلف طوائف الشعب ليبقي لهم نفوذهم وثراؤهم وسيطرتهم” وكان أحمد فخري واحدًا من هؤلاء المحافظين الذين وهبوا حياتهم للماضي.

أحمد فخري الأثري وليس الشارع

شارع مشهور بهدوئه مقارنة بضوضاء شارع مكرم عبيد الذي يزدحم بالمارة والسيارات، فاختارت الحكومة اسم أحمد فخري على الشارع الذي يقع فيه مستشفي حسبو الدولي ليكون تكريمًا لجهود شيخ الأثاريين الذي أفنى عمره في هدوء وأعاد اكتشاف الآثار.

ولد فخري في 21مايو عام 1905 في مدينة الفيوم وتوفي في 7يونيو عام 1973 وبين ذلك التاريخ وذاك عمر طويل أفني في خدمة الآثار، بدأ راهب الصحراء حياته العملية كمدرس لمادة التاريخ القديم بكلية الآداب جامعة القاهرة وتتلمذ علي يده جيل عظيم من علماء الآثار المصريين أبرزهم عبدالعزيز صالح وعلي رضوان اللذان أثمرا في ثراء المحتوي التاريخي والأثري في مصر.

ولكنه علم أن حبه للآثار أكبر من أن تحتويه قاعة الدراسة وأراد أن ينطلق في العالم بحثًا عن الآثار، فأنضم لبعثة حفائر أبو الآثار سليم حسن وعالمها الجليل ومؤلف موسوعة تاريخ مصر القديم في بعثة حفائره في الجيزة موسم 1931-1932 قبل أن يغرد منفردًا في سماء التنقيب عن الآثار.

اكتشافات أحمد فخري

الصحراء الغربية وواحاتها وواحة سيوة كلهم يشهدون على أحمد فخري الذي صال وجال فيهم واكتشف الكثير، ففي مدينة القصر بالواحة أكتشف ثلاثة معابد في عين المفتلة، كما إنه اكتشف مقبرة هضبة السوبي التي وجدها أسفل منازل الأهالي في الباويطي نتيجة للوعي الأثري المنعدم لدى الناس- مثلما حاولت كاترين في رواية واحة الغروب أن تكتشف أثار أسفل منازل واحة سيوة- وتؤرخ هذه المقبرة بالعصر الصاوي الذي نهضت فيه مصر بعد سنوات طويلة من الضياع بعد نهاية حقبة الرعامسة.

واكتشف راهب الصحراء منطقة سن العجوز التي تقع على حافة الجبانة الشرقية لهرم خوفو، وفي واحة الداخلة اكتشف مقابر المزوقة والتي ترجع للعصر الروماني، كما انه حاول لفترة طويلة اكتشاف مقبرة ومعبد حاكم الواحات البحرية في عهد الملك أمازيس من الأسرة 26 والمدعو (زد خنسو اف عنخ) ولكنه لم يوفق حتى اكتشفها زاهي حواس.

كنز باقي

إقرأ أيضا

محافظات الحدود الغربية لمصر “حكاية أكبر مشروع تنموي متعدد”

“لا يمكن أن تحكم على الماضي بمنطق العصر الحاضر أو بتعاليمه وآراءه” هذا ما قاله شيخ الآثاريين في كتابه مصر الفرعونية وهي قاعدة حاول السير عليها ونقل الأجيال التي ستقرأ مؤلفاته للماضي ويجعلهم يعيشون التجربة، فترك لنا كنز زاخر فألف الأهرامات المصرية، ومصر الفرعونية، وواحة سيوة، كما انه خرج لليمن ليكتشف حضارتها والف كتاب اليمن ماضيها وحاضرها، والف كتاب عن الشرق القديم اسماه دراسات في تاريخ الشرق القديم.

كما انه ترك تراث مترجم عن أعمال كبار علماء الآثار في العالم، فترجم انتصار الحضارة للعالم جيمس برستد كما ترجم شجرة الحضارة لرالف لنتون وكتاب أهرامات مصر لأدواردز.