أحمد فهمي .. أول تافه بغيض

يعترف الممثل وكاتب السيناريو أحمد فهمي طيلة الوقت أنه شخص تافه، هذا ما قاله لضابط أمن الدولة الذي استدعاه للتحقيق بعد عرض فيلم “رجال لا تعرف المستحيل” برفقة هشام ماجد وشيكو وهو أول أفلامهم التي شاهدها الجمهور في عرض خاص في كافيهات المهندسين.

لا يعيب هذا فهمي مطلقا، الرجل الذي نقل معظم الأفلام التي كتبها من أفلام أجنبية مثل أشهر أفلامه ” كده رضا” الذي اقتبسه من فيلم seven sisters يحب هذا الوصف ويراه مناسبا لما يقدمه من هلس.

عشقنا نجوما تافهين طوال عشرات السنين، لم يقدم علي الكسار سوى فنًا تافها يعلي من قيمة الضحكة فقط ولهذا في حد ذاته قيمة عظيمة، تبعه إسماعيل ياسين ثم أتى الأسطى الذي جعل التفاهة مصدرا للبهجة سمير غانم ليقنعنا بأن التفاهة نظير للكوميديا، ويهبنا طاقة عظيمة ومساحة رائعة للضحك تجعل للتفاهة وزنا يحميها.

هكذا كان أحمد فهمي قبل أن يقرر فجأة بعد خطبته الأخيرة للفنانة هنا الزاهد أن يتحول  – ولأول مرة – إلى تافه بغيض، يمسك بخناق الجمهور الذي ينتقد هنا الزاهد خطيبته ثم زوجته بعد ذلك، وقد نحترم فيه غيرة الشريك الذكوري في مجتمع ذكوري، لكن هذا تطور مع أحمد فهمي إلى الاشتباك مع الجمهور الذي لم يعجبه مسلسله، ولم يتوقف عند هذا بل بدأ في الاشتباك مع الجمهور الذي لم يعجبه مسلسلات زملائه الأخرين.

تحول التافه اللطيف إلى تافه بغيض حريص على تأنيب الجمهور الذي لا يعجبه رأيه، على الرغم من أن عمنا جميعا فؤاد حداد قال ” ورفعت فني لمقام الشعب” ، ولأن الجمهور هو رب عمل كل فنان، تقبل الجميع رأي الجمهور دون أن يشتبكوا معه على عكس أحمد فهمي.

إقرأ أيضا

عصام الشماع .. عن سينما القيمة الفنية وعائق أرباح الشباك!

بالطبع الفنان التافه حر تماما في رأيه لكن لابد أن نحذره من أن عواقب ما يفعله وخيمة، ربما يضحك لك الناس يوما إذا خرجت عن الناس، ربما يضحكون غدا، لكن تلك المساحات التي تخسرها يوميا من أجل معارك لا تخصك لن يعاني منها أحدا سواك، كن تافها جميلا مثل سمير غانم، عمنا جميعا وأعظيم عظمات الممثلين الكوميدييين، ولا تكن بغيضا لأن موهبتك لا تستحق هذا الظلم