أحمد مراد .. محمد رمضان الثقافة المصرية

كتبت قبل ٦ سنوات مقال أدافع فيه عن أحمد مراد في موقع كسرة، مطالبا المهاجمين أن يكفوا ايديهم عنه، لم أكن قد قرأت له أو سمعته، حتى عودتي للقاهرة وقراءة رواية – هكذا يطلق عليها – أرض الإله وبعدها الاستماع لبرنامجه الكارثي لنشر الجهل في ربوع مصر على نجوم إف إم بعنوان  “التوليفة” الذي يخبر فيه مراد جمهوره أنه درس الطب النفسي كتلميذ يستعد للامتحان لدرجة أنه صار قادرا على تمييز عقدة النقص لدى طفل لم يتعلم السير بعد بأقرانه الذي تعلموا السير ليبدو واضحا أنها يحدثنا عن هذا التلميذ بعد نهاية الامتحانات حيث نسى كل ما حشى به رأسه.

الكثير للدهشة والغضب أن الأكثر مبيعا على مر العصور لم يثيروا مثل تلك الضجة، الأستاذ خليل حنا تادرس أو الأستاذ محمد عبد الرازق عفيفي أديب الشباب باعوا كتبا أكثر من نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وغيرهم، لكنهم اكتفوا بنسب توزيعاتهم وأرباحهم ولم يحاولوا استغلال ذلك لطرح أنفسهم كقيمة ما للمجتمع الثقافي.

حتى عالميا لم يحلم دان براون أحد أشهر كتاب الروايات التجارية بطرح اسمه لمنافسة إرنست همنجواي مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية، يعرف الرجل نوعية الأدب الذي يقدمه ويتقنه وهذا ما كان يفعله أحمد مراد قبل سنوات قبل أن يصدق ما لا يُصدق.

غلاف مجلة عالم الكتاب الذي حمل قبل ٥ سنوات صورة إدوارد سعيد أحد أهم المفكرين العرب حمل مؤخرا صورة أحمد مراد ليثير غضب أدباء ومثقفي القرن الواحد وعشرين بأكلمه.

لكن في رأيي جاء معبرا ليخبرنا جميعا ويوقظنا أننا في عصر محمد رمضان، الذي فرض نفسه على السينما والغناء ليكون ممثلا ومطربا، وكذلك فعل أحمد مراد الذي تتلخص أحلامه في أن يكون كاتبا للسينما ومثلت له الرواية مجرد ممر إلى ذلك.

باختصار أحمد مراد هو محمد رمضان الثقافة، لم ولن يكون أبدا محمد رمضان مطربا وكذلك تماما أحمد مراد، سيبقى رمضان ممثلا يحاول اقتحام عدة مجالات من أجل شيئا ما في رأسه وكذلك أحمد مراد مصور الرئيس مبارك وخريج معهد السينما الذي لم يحلم بأن يكون غير كاتب سيناريو لا تعني له الرواية شيئا.

محمد رمضان وأحمد مراد .. اختصار لمستوى الفن في هذا العصر.

إقرأ أيضا

كيف تقاطع مسلسل ” صلة رحم ” دراميًّا مع ” جري الوحوش” ؟

ملحوظة : أستاذ أحمد محاولة قراءة ديانة الفراعنة بمنظور الديانات الإبراهيمية جهل كبير كما فعلت في أرض الإله، وكذلك فكرة انسحاق المصريين أمام الاحتلال الأجنبي لأانهم أبدا لم يكونوا كما فعلت في حلقتك في التوليفة عن عقدة الخواجة وكأنك لم تعرف بلادك التي أذابت كل المستعمرين وتكتب من عالم آخر.