404 مشاهدة
أحمر شفايف خرب حياتي
نعيش بهذه الحياة لنتعلم، ولا ندرك أن حتى النفس البشرية الغوص في بحرها يحتاج عمرا على عمر..
ومراقبة النفس هامة جدا في عمليات التعافي من الصدمات والاضطرابات النفسية، أما عن مراقبة الناس، فمعروف أن من تتبع نفوس الناس مات همًا.
كنت في مقالات سابقة قد تحدثت عن أزمتي التي عانيتها مع الكمالية، وكنت قد وعدت أن أستكمل الكتابة عنها تفصيلا.
والكمالية هي سعي الإنسان للوصول إلى الكمال في كل شيء، بوضع معايير عالية جدا لأدائه في عمله وكل شيء يفعله، مما يولد عنده نزعة نقدية عالية لأدائه ولأداء الآخرين.
أقرأ أيضا..زفة عصافيري على شباكي
ينتج عن هذا الشعور بعدم الرضا والشعور بالذنب اذا لم يتم الشخص عملا بالشكل الذي يرضيه، ويعلي من تعرض الإنسان لنوبات القلق.
ويمكن أن نربط الكمالية بكلمة “لازم” أو كلمات مثل المفروض ولابد.
كيف بدأت قصتي مع أحمر شفايف؟
كنت قد اكتشفت أزمتي مع الكمالية من قصتي مع تعلقي بقلم أحمر شفايف.
أحمر شفايف وخاتم جعلوني أنتبه، هناك أمر ما غير سوي بسلوكي.
كنت أرتدي ملابسي وانزل للحاق بمشاويري ومواعيدي وعند إدراكي أنني نسيت أحمر الشفايف أو ارتداء خاتم بعينه، أعود للبيت ولو من نصف الشارع كي آخذ أحمر الشفايف وارتدي الخاتم.
كانت كلمة لازم تنط إلى رأسي كضفادع القلق (لازم تاخدي الخاتم، وقلم الروج)
أقرأ أيضا..في الحظر ضفادع برأسي
يبدو الموقف لك تافه، ولكن لو عطلك خاتم وأحمر شفايف عن موعد هام ستدرك المصيبة.
زادت عندي النزعة الكمالية بشكل مرضي في كل شيء، كلمة لازم كانت تقودني طوال الوقت (لازم البس دا، لازم أكلم عشر افراد الليلة حتى لا ينزعجوا من تأخري على الرد، لازم ما نساش الخاتم)
١٠٠ لازم لو لم أفعلها كنت اشعر بعدم الارتياح، فيما لو فعلتها كنت أشعر بالارهاق وضياع الوقت؛ لذلك احترس من كلمة لازم والمفروض.
بالعلاج السلوكي تدربت على التخلي عن كلمة لازم، وتحولت لكلمات مثل (من الأفضل، الأحسن)
كلمات لا تلزمني على فعل شيء محدد، وكل شيء أصبح يمكن تأجيله طالما استطيع تأجيله.
في البدايه لم يكن الامر سهلا، كنت اشعر بعدم الارتياح عندما اترك احمر الشفايف بالمنزل وأتخلى عن خاتمي ولكن مع الوقت والعلاج أصبحت أنسى هذه ألأشياء في غرفتي دون شعوري بغضاضه!
العلاج من الكمالية يجعل المرء في حالة من السلام والهدوء والاتزان. وهناك أشياء غاليه على انفسنا لأنها مرتبطه بهديه من صديق ، أو بذكرى نادرة في حياتنا نحب أن نرتديها يوميا، ولكن بالنهاية التعلق الزائد واتباع كلمه لازم يوصلنا لنتيجة تساعد القلق على النيل منا.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
