همتك نعدل الكفة
154   مشاهدة  

أخي لقد جاوز الظالمون المدى .. أبو شادي بائع الحلويات في مواجهة الفانتوم!  

أبو شادي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بحسب موقع “نابلس الإخباري” فإن أبو شادي، الرجل العجوز الفلسطيني، قد مات! .. استهدفته طائرة تابعة لعصابات دولة الكيان الاسرائيلي .. وإذا لم تكن تعرف أبو شادي من قَبل، فهو ليس عضوًا من أعضاء المقاومة مثلًا، ولا هو واحد ممن يحملون السلاح دفاعًا عن أرضه المحتله منذ أكثر من سبعة عقود، ولا هو رجل أعمال يرتدي بدلة أنيقة ويلعب أدورًا خطيرة يمكنه بها تغيير المعادلات السياسية والعسكرية، ولا هو نجم شهير يمكنه بكلمة واحدة تغيير وعي كثيرين ممن أحكم الإعلام الغربي قبضته على وعيهم، ولا هو مفكر يبث أفكار التمرد عبر الكتب والراديو والتليفزيون، ولا هو بطل ذو وجهين يتخفَّى في الوجه الناعم صباحًا وينزل إلى الأنفاق في الليل، ولا هو جنرال سابق في أيًا من الجيوش أو الفصائل العسكرية والذي يمكن الاستفادة بخبراته لاحقًا، ولا هو عضوًا بحزبًا سياسيًا ذو توجّه يميني أو يساري، ولا هو رجل غاضب معظم الوقت يمكمن لشرارته أن تحرق محيطه، ولا هو رجل صامت دائمًا يمكن الشَّك في سلوكه، ولا هو متحدث دائم فلا هو صاحب كلمة مُلهمة، ولا هو ضحية ولا مفتري، ولا هو حمامة السلام التي تمسك غصن الزيتون، ولا هو ملثم بكلاشينكوف يتوعد كل من يقرت بأصناف من الموت .. هو رجل عادي .. لكنه ليس بالعادي.

أبو شادي بائع الحلويات في غزة
أبو شادي بائع الحلويات في غزة

وأبو شادي يا ناس هو مسعود القططي، واحد من روّاد صناعة الحلويات في قطاع غزة، صاحب عربة حلويات يرجع تاريخها لعام 1971، يجوب الشوارع والأحياء في غزة ليطعم هؤلاء الذين أذاقتهم الأيام أمَرّ ما فيها، وابتلاهم الزمن بأكثر الاحتلالات عدوانية على مدار التاريخ، هؤلاء الذين قرروا أن نموت –فعلا بلا شعارات-  نموت وتحيا فلسطين .. لا فقط أن نموت، بل سنعيش بقلب حر وصدر مفتوح إلى أن نلقى الرصاصة التي نسمع صوتها، وفي هذه الحياة لابد للإنسان أن يحلّي فمه، وكان أبو شادي هو المسؤول الأول عن تلك اللحظات القليلة التي يمر الناس في غزة بها بواحدة من الأحاسيس اللذيذة التي تشبه أحاسيس الحياة.

 

وبعيدًا عن تصريحات أبو شادي للوسائل الإعلامية التي سبق وأن أجرت معه حوارات صحفية، وصنعت حول منجزه البسيط تقريرًا عن طريق الفيديو، وهي كلها تصريحات تدور حول سماح الرجل بإطعام من لم لديه مال مجانًا، وأنه يفضّل أن يبيع بضاعته بسعر التكلفة كي لا يصبح عبء على صاحب أربعة أو خمسة أبناء يريد أن يطعمهم حلويات، وهي التصريحات التي ليست بالعجيبة عن رجل قرر أن يبيع حلوى في سلحة ليس فيها إلا القصف والدم والرصاص .. بعيدًا عن هذا كله، فإن وجود رجل كهذا أصلًا هو العبء الكبير على دولة الاحتلال، إنهم يريدون لنا الموت بلا شفقة أو رحمة، إنهم يريدون أن يشاهدوا صورًا من الهزيمة في أعيننا، لكن وقوف رجل يبيع من الطعام أحلاه يصب في مضمون عشقنا للحياة بالضبط كما نستهون الموت .. لذلك كان استهداف بائع الحلوى بقصف الطائرة هو عنوان عريض لما يحدث في غزة!

 

 

إقرأ أيضا
أمل دنقل وعبلة الرويني

 

الكاتب

  • أبو شادي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان