همتك نعدل الكفة
148   مشاهدة  

“أدمج ولم يندمج” .. نظرة في مسألة خالد الجوادي مترجم كولر

خالد الجوادي


كما كان متوقعا على الأقل بالنسبة لي، جاء حوار مترجم النادي الأهلي السابق الدكتور خالد الجوادي مع الزميل محمد المحمودي، ليثير جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.؛ الحوار جاء هادئًا لكن قويًا بفضل مهنية المحاور وجودة ما طرحه من أسئلة على ضيف أثار نقاشًا لم ينته حول شخصيته وطبيعة عمله خاصة في الموسم الأخير.

لن أتناول كل التصريحات التي أدلى الجوادي بها في اللقاء، لكن عدة نقاط استثارت فعل الكتابة لدي، لو لم يثرها المترجم السابق ما كنت أرهقتكم بقراءة هذه السطور.

بدى لي أن الجوادي لديه غصة مما يراه اختصارا لدوره في الفريق إلى “مترجم” فقط، فراح يؤكد أنه كان يعمل مساعدا في جهاز مارسيل كولر، وكذلك منسقا للجهاز، مع الإسهاب في شرح ما كان يقوم به لتسهيل حياة أفراد الجهاز الفني وما بذله من جهد ليساعد في اندماجهم داخل المجتمع المصري، كذلك راح يؤكد على أن “دينو لامبرتي” وكيل كولر هو وكيله كذلك. لا أعرف إن كان الجوادي اختار طوعا القيام بكل هذه الأدوار، أم أن الأمر تم بالاتفاق مع النادي، فإن كانت الأولى فلا يحق له أن يحزن، وإن كانت الثانية فمعه كل الحق ويبقى عدم الإعلان عن أدواره المتعددة داخل الجهاز خطأ من النادي.

خالد الجوادي
خالد الجوادي بجانب مارسيل كولر في احد المؤتمرات الصحفية

الجوادي دلل على أهمية اندماج الأجانب بالفريق داخل المجتمع وذكر أن المدير الفني الأسبق رينيه فايلر ولاعبين مثل أنتوني موديست وبرونو سافيو عانوا من عدم التأقلم مع المجتمع المصري، ما عجل برحيلهم وقلل من استفادة النادي منهم.

الجوادي وإن بذل جهدا محمودا في هذا الأمر، لكني رأيت أنه لم يطبقه على نفسه، فلم يندمج الرجل مع بيئة العمل داخل النادي الأهلي، ولم يدرك أن طبيعة القلعة الحمراء ترفض الإفصاح عما يدور داخل جدران النادي – دقة قديمة؟ ربما لكنه إرث يتمسك به نادي القرن حتى اللحظة، وهو ما لم يدركه الرجل رغم أهلاويته الشديدة التي أسهب كذلك في التعبير عنها أثناء الحلقة.

خالد الجوادي
من حوار خالد الجوادي مع المحمودي

بحسن نية على أغلب الظن، كان الجوادي منفتحا على الحديث عن ما نعتبره نحن “أسرار غرفة الملابس” ليس فقط في حواره مع المحمودي، لكن أيضا مع بعض الصحفيين وناشطي مواقع التواصل خلال الموسم المنقضي على الأخص. ربما يرى الرجل أن ما تحدث فيه مع الجميع لا يعتبر أسرارا وأنه تحدث من منطلق الشفافية وحق الجمهور في المعرفة، لكن اختلاف الثقافات بين رجل ولد وعاش معظم حياته خارج مصر، وبين طبيعة غالبية الجمهور المصري والأهلاوي خصوصا، ربما هو ما صنع الأزمة.

لن ألوم الجوادي على حديثه بشأن صفقة محتملة كـ “محمد علي بن رمضان” وعن أهمية اللاعب بالنسبة لكولر في وقت لازال النادي الأهلي يتفاوض فيه بشأن اللاعب، وتأثير هذه التصريحات المحتمل على مسار الصفقة التي يتمسك فيها النادي المجري بمطالبه المادية، فالرجل أصبح الآن خارج منظومة النادي الرسمية، وماحدش هيمسك لسانه، لكني أرى أن نقطة أخرى هي أهم ما يمكن أن يستفيد منه الجميع في حكاية خالد الجوادي.

الشركات والكيانات المؤسسية الكبيرة تكتب في عقودها مع موظفيها والمتعاملين معها، بنودا تحفظ حقوق الطرفين وقت وبعد انتهاء مدة التعاقد، ومن أهمها هو بند السرية وعدم الإفصاح عن أي معلومات أو أسرار عمل عرفها الموظف بحكم منصبه. أرى أن الأمر أخلاقي في الأساس، لكن مرة أخرى ربما اختلاف الثقافات يجعل مسألة الإفصاح عن بعض المعلومات أمر عادي، لذا أرى أن الخطأ هنا هو عدم وضع بنود السرية في أي تعاقد بين المؤسسة والموظف، وأن الاهتمام بوضع هذه البنود التي تضمن عدم الإفصاح عن أسرار العمل في أي تعاقد مستقبلي يقوم به الأهلي، هي أمر يجب أن يكون في أولوية مسؤوليه.

إقرأ أيضا
الإمامة

سيرة بيرلو 1 لا تستخدم هذا القلم في التوقيع ليوفنتوس

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان