أزمة صحية تكشف عن امتلاك شحاذة مبلغ 80 ألف جنيه
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بعيدًا عن السباق الرمضاني، و خناقات جمهور المسلسلات الدرامية، هناك دراما من نوع خاص بطلتها الست بثينة، امرأة لا ندري أنقول متسولة أم فقيرة أم نصابة أم ماذا، ولكن قصتها يمكن أن تكون مسلسلًا أتوقع سيجذب انتباه الجمهور ويلقى نجاحًا باهرًا.
قصة بثينة
بثينة امرأة ضعيفة جُسمانيًا ترتدي ملابس مهترأة وبالية.. تلف على رأسها طرحة سوداء بها أثقاب عديدة.. تجلس بجوار مقابر قرية ابشواي منكمشة وبيدها الضعيفة عصا غليظة تستند عليها.
حينما كنت أذهب صغيرة مع جدتي يوم الخميس إلى المقابر لزيارة أحبائها الذين رحلوا نجدها تستند على أحد أبواب المقابر تجمع “الرحمة والنور” على المتوفي.. كانت تُمزق قلوبنا بداية من ملابسها وحتى استنادها على جدران المقابر في حر الصيف أو برد الشتاء، فكان جلوسها عادة.
نكبر وتكبر الست بثينه، ونراها تطرق منازل الفلاحين بالقرية فهذا يعطف عليها بالأرز وذاك باللبن وتلك الماء والطعام وآخر بالمال، كنا نراها ضعيفة مسكينة محتاجة، وفي يوم سوق القرية كانت تجلس في مكان مخصص بالقرب من أحد مساجد القرية وأيضًا يعطف عليها الكثير كون الفلاحين أصحاب مروءة وشهامة.
تمر السنين، ويتولى أمرها مجموعة من شباب القرية يعملون على راحتها ينظفون منزلها، يطبخون لها طيب الطعام، وفي أحد الأيام وهم ينظفون غرفتها التي تسكن فيها عثروا على مبالغ كبيرة وهائلة من المال .
عثورهم على تلك الأموال معبئة في براطيم بلاستيكية جعلتهم في صدمه، فراحوا يعرّفون كبار القرية الذين اجتمعوا وقاموا بحصر تلك الآلاف المألفة كون المدعية بثنية دخلت في غيبوبة، ويقال أن تلك المبالغ وصلت لـ80 ألف جنيه حسب شهود عيان.
حينما كنت متسولة
قصة بثينة جعلتني استرجع ذكرياتي وأنا متسولة، فقد مارست المهنة لمدة ساعة ونصف تقريبا من الساعة السابعة وحتى الثامنة والنصف صباحًا ، كنت أعد تقريرًا ميدانيًا حول ظاهرة التسول في شارع مراد المتفرع من ميدان الجيزة.
كم المال الذين عثروا عليه شباب القرية لم يبهرني فأنا شخصيا كنت أبيع المناديل تسولًا وجمعت في الوقت القصير هذا قرابة الـ200 جنيه وكانت ذا قيمة في عام 2019م ، ورأيت مهازل في الشارع فهذا يعلق “استرا” غير حقيقية يستعطف الناس، وهذا يوهم البسطاء بأنه قعيد وتلك تتدعي طفلًا في الغالب مختطفا لتتسول عليه وغيرها من المشاهد التي نراها يوميا في كل مكان.
العبرة من هذا السرد أن نفكر جيدا لمن نعطي صدقاتنا هل للمتسولين ومدعي الفقر أم للمتعففين الذين يحتاجون حقيقة للمال.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال