أسامة كمال .. الرصين في زمن التطرف
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يقول العالمي دان براون : “إن وسائل الإعلام هي اليد اليمنى للفوضى” ، وبالتالي فهي اليد اليسرى للاستقرار والتنمية والعقلانية ، فما بالكم لأن يكون هناك وسيلة إعلامية تعد هي اليد اليمنى للاستقرار والعقلانية والتنمية ؟
أعتقد أن هذه المقدمة مناسبة للحديث عن ركن الإعلام المستقر .. السيد : أسامة كمال ، وبما إننا بصدد الحديث عنه يجب أولًا أن نذكركم من هو الإعلامي ، لأننا منذ زمن الفوضى الإعلامية ، منذ عقد من الزمن أو أكثر قليلًا ، اختلط لدينا فكرة الإعلامي بالزعيم السياسي بالمحلل الاستراتيجي بالممثل ، فالإعلامي بشكل بسيط هو بوابتك على المعلومة ، لا هو المعلومة ولا هو عقلك ! .. ولا إطار يمكننا تحديد ما نكتبه فيه أكثر من ذلك .
أسامة كمال هو الركن الذي يمكن أن تلجأ له عندما تُرهق من كثرة الضجيج في وسائل الإعلام المختلفة ، عندما تريد أن تتوغل داخل القضية تاركًا السطحية والصوت العالي خارجًا ، هو إعلامي إن أردت أن تضعه في إطار ، فهو ممسكًا على جمر المهنية، وصحة المعلومة، واختلاف الرؤية والزوايا ، مع ذلك فهو يتسم بالبساطة المتناهية ، لأنه وعلى ثقل الموضوعات التي يناقشها فإنك إذا كنت من غير المهتمين بهذه الموضوعات يمكنك أيضًا فهمها والوصول ببر الأمان للفكرة الذي يريد أن يمررها إليك .
السلاسة ذهابًا وإيابًا
وما يميز أسامة كمال هو ربط الموضوعات من جذورها إلى الأطراف ، حيث يسرد لك أصل المشكلة البسيطة التي تواجهها في الشارع منذ أن كانت في غرفة من غرف السياسيين في الولايات المتحدة ، ويفعل ذلك بكل سهولة حيث لا تشعر بأن الأمر بكل هذا العمق ، لكنه في واقعه بكل هذا العمق السياسي والإخباري والتحليلي …. وما يميز برامجه هو الوقار الذي فقدناه مؤخرًا ، حيث كل دقيقة في برامجه تُعد احترامًا لوقت المشاهد ، وهو الأمر الذي فقده كثيرين من المتطرفين على الشاشات ، والتطرف هنا ليس بالضرورة تطرفًا فكريًا بقدر ما هو تطرف في المادة الساخرة ، ومواد الضجيج الفارغ ، والمواد في مجملها إهدارًا لوقت المشاهد ، وتشتيتًا لأفكاره ، وصنع حالة هزلية للجلوس أمام التليفزيون بدلًا من أن تفتح التليفزيون لتخرج منه بمعلومة أو تحليلًا .
الماستر سيين
أظن أن ما قاله أسامة كمال في إحدى المقدمات ببرنامجه الحالي ، هو ملخصًا لحالة أسامة كمال وفكره ، ومدى جودة منتجه الإعلامي الذي لا يخلو من الانسانية المصرية في عمومها .. في إحدى المقدمات التي كان يريد أسامة كمال أن ينبه فيها المشاهد ويوجهه للتفكير قبل اتخاذ أي قرار مهما كان بسيطا ، أتى لنا بعمق الفكرة وجذر المسألة بدلًا من شغل المصاطب ، حيث استعان بفكر عالم الاجتماع الألماني إيريك فرم ، والروائي العالمي باولو كويلو ، محذرًا المواطن البسيط في أن يتخذ قرارًا بدخول ابنه مدرسة خاصة لغات ، وكيف ستتغير حياتك وكم سيتكلف هذا القرار؟ وكم سيؤثر على حياتك ! .. لهذا يجب أن نخبركم بأن أسامة كمال هو رمانة الميزان ، وركن العقل ، وإن كان لديك نصف ساعة تريد أن تجلس فيها لمشاهدة برنامجًا سياسيًا شاملًا .. فلتكن لأسامة كمال !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال