أسطورة العيال كبرت
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد
مسرحية العيال كبرت هذه المسرحية التي قد ربت أجيال كاملة علي ضحكاتها وصرت تشعر بأنك تعيش مع عائلة رمضان السكري ونشأ بينك وبينهم ألفة وحب لتفاصيلهم .
عرضت المسرحية لأول مرة عام 1979 من بطولة عملاق الكوميديا سعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي والقدير البارع بدور الأب حسن مصطفي وأشهر أم عرفها الوطن العربي كريمة مختار والأخت نادية شكري ولكن الحقيقة أن دور الأخت كانت تلعبه الفنانة مشيرة إسماعيل المسرحية من تأليف الكاتب الكبير بهجت قمر ومن إخراج سمير العصفوري , يري البعض أن العيال كبرت هي الجزء الثاني من مدرسة المشاغبين ولعل من يري ذلك تخيل أننا بعدما رأينا هذا الجيل المتمرد خفيف الظل بمدرسته نريد أن نراه بالمنزل !!
وبالفعل عرضت المسرحية علي الفنان عادل إمام ولكن بهذه الفترة كان قد بدأ مشوار البطولة المطلقة بالمسرح بمسرحية ( شاهد ماشفش حاجة ) وظهرت المسرحية لثلاثي من مدرسة المشاغبين إستطاعوا أن يخلقوا فيما بينهم كيمياء خاصة فتقتنع من أول مشهد بأنهم بالفعل أخوة , سبب نجاح هذه المسرحية وإستمرارها معنا تلك السنوات و ستظل هو الفطرة .. الفطرة الكوميدية دون أي تصنع , ردود الفعل المنطقية بين أب وأولاده وكيفية توحد هؤلاء الأخوه برغم تفرق شخصياتهم وأهدافهم وأفكارهم أمام فكرة ترك الأب للمنزل ويقوموا بمحاولات كوميدية لمنعه من السفر .
سعيد صالح أداءه لشخصية سلطان الشاب المستهتر كان مميز لأنه إستطاع إمساك كافة التفاصيل لشخصية كهذه كيف تتكلم وتتحرك حتي حين تسخر من والدها تكون بطريقة سوقية إلي حد ما لشاب يتعامل مع طبقة تميل للإنحراف , وأري ذكاء وعبقرية يونس شلبي حين تخلي عن شخصية منصور بمدرسة المشاغبين تماماً ولم يستغل الأداء الذي حقق شهره بين الناس من عدم التركيز وترديد كلمات غير مفهومة بل أدي شخصية عاطف بشكل مختلف تماماً .
( ليت شباب المسرح الأن يتعلموا ذلك ولا يستمسكوا بأداء نجح مع المجمهور ليكرروه ألاف المرات , بعروض مختلفة ..!! )
أحمد زكي كالعاده إبداعه لا يختلف عليه إثنين من تجسيده لشخصية كمال الشاب المثقف المتفوق ولا تخلوا شخصيته من خفة الدم قليلاً لتشعر بأن حفة الظل وراثة بتلك العائلة .
العيال كبرت هي حالة مسرحية مختلفة جمعت بين المسرح التجاري – الكوميدي وبين مضمون قصة لا تشعر بملل أو سخافة وأنت تشاهدها مثلما فعلت بعض المسرحيات التجارية بهذا الوقت , إخراج سمير العصفوري كان مميز لحد كبير فلا تشعر بأي تكلف ( فزلكة ) في حركة الممثلين أو الإضاءة بل كانت تسير بشكل طبيعي وكأنك تري المنزل من داخله حركات الممثلين كلها تدور في بهو المنزل ( رسيبشن ) وقد ساعد علي ذلك تصميم الديكور للفنان القدير هاني المصري , الموسيقي لم تكن حاضرة بشكل قوي بهذه المسرحية مثلما حدث بمدرسة المشاغبين فكنا نري إستعراض وأداء غنائي للفنانين .
بالطبع ستظل مسرحية العيال كبرت أسطورة مسرحية وفنية وسنظل دوماً نضحك حين نراها ألاف المرات ولن نمل ومازال لدينا القليل من الأمل لنري يوماً حالة مسرحية مميزة تعيش لسنوات مثلما فعل هؤلاء العظماء .
دمتم سالمين ….
الكاتب
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد