همتك نعدل الكفة
164   مشاهدة  

أشرف زكي نقيبًا عن الغلابة .. ( العاملين بالإعلام والصحافة سابقًا)

النقيب أشرف زكي
  • إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة



هناك ألم لا ينقضي بالاعتياد ولا بالشيوع؛ أن يكون عملك وعمرك ومهنتك لا محل تقدير ولا لهم أي اعتبار وتظل نخوتك في الوقت نفسه على حالها توخز كرامتك يوميًا وتضغط على جروحك بقوة عندما يثور جانب من الرأي العام تجاه قرار يخص مهنتك من بين من يخصهم بينما الكل نسيها حتى أهل “الشغلانة” أنفسهم، وكأنهم تعودوا التسليم باعتبارها مهنة منقرضة ذهبت أيامها ولا أحد يهتم بإحيائها حتى على سبيل حفظ التراث.

 

الكل نسينا، وتذكرتنا التنسيقية

 

قرأت بيان محافظة القاهرة بخصوص تراجعها عن قرار تحصيل رسوم مبالغ في قيمتها نظير التصوير في الشوارع والجراجات وكل ما يقع تحت ملكية المحافظة؛ ١٥ ألف جنيه في الساعة و١٠٠ ألف جنيه في اليوم.

ذكر البيان أن القرار جاء بالتنسيق مع أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية والنائبة سها سعيد وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشيوخ والنائب نادر مصطفى وكيل لجنة الإعلام بمجلس النواب وكلاهما عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وذكر البيان أنه تم التوافق على وضع ضوابط للقيمة المالية حسب التصوير والغرض منه.

وجاء في البيان نصًا (مع التأكيد للسيد نقيب المهن التمثيلية والقائمين على صناعة السينما والإعلام على الدعم الكامل لأعمال الفن والتصوير بنطاق القاهرة والدعم من جميع أجهزة الدولة ايمانًا بدورهم الهام في إبراز أعمال التنمية والتطوير التي تشهدها مصر في الأعمال الفنية والذي ينعكس على دعم قطاعي الاستثمار والسياحة) انتهى الاقتباس وانتهى البيان.

 

وكما ترى عزيزي المواطن وزميلي المشتغل بالصحافة بفروعها (تلفزيونية، ورقية، وإلكترونية) – “محدش عاملك حساب” فلولا السادة عضوي التنسيقية لم يكن سيأتي أحدهم حتى على ذكرك، لذا فإن تقديري الشديد لما قاموا به واجب؛ فما فعلوه لم يصدر عن أي من السادة الإعلاميين والصحافيين من المعينين بمجلس النواب أو المنتخبين بالقائمة الموحدة ومن بينهم رؤساء لجان الإعلام ومعظمهم إن لم يكن جميعهم لديه مقاعد أمام الشاشات وعلى مجالس إدارة تحرير الصحف والقنوات إضافة لمقاعدهم البرلمانية ويعلمون جيدًا أن قرار محافظ القاهرة اللاغي بفرض رسم على التصوير كان حرفيًا كالضرب في الميت بالنسبة لمهنتنا والمشتغلين بها، لكن غالبًا الضرب في الميت عندهم مش حرام.

وبرغم الخلفية المهنية للنائبة سها المتعلقة بريادة الأعمال في مجال السياحة إضافة لكونها عضو سابق بالمصريين الأحرار والخلفية السياسية للنائب نادر مصطفى نائب رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، فقد كان لكليهما الفضل في ورود كلمة “إعلام” في بيان محافظة القاهرة كما أنهما -أي النائبين- قاما بدور المتحدث عن الإعلام بالمداخلات عبر البرامج ووسائل الإعلام تعقيبًا على إلغاء القرار، وهو أمر بالغ الأهمية أن يتذكرنا الناس، فمنّا من هم على قيد الحياة وعلى قيد المهنية أيضًا. وحتى باعتبار الإعلام والثقافة في لجنة واحدة بالمجلسين النواب والشيوخ أقول للتنسيقية وعضويها: شكرًا لكم.

أشرف زكي

 

أصدق أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأصدق رغم وجود كثير من المهنيين والموهوبين والشرفاء والوطنيين من المشتغلين بالصحافة بفروعها، إلا أن الحظوة والسطوة لم تكن لهم عندما كان للمهنة قدر فحط المستغلون والانتهازيون من قيمتنا جميعًا وما أكلوه يا سيدي هما بط بط كما يقول المثل الشعبي طفحناه كلنا وز وز، رغم إننا لا كلنا ولا شربنا.

ولا يمكنني أن أطلب من الدولة دعم الإعلام وأهل الصناعة ممن يمثلولنا في الأجهزة والمواقع النيابية ساكتين، خاصة وأنني أكتب ما أريد وأعمل وفق ضميري ومهنيتي ولم يعاتبني أحدهم ويقول لي: يا رشا اعملي زي زملاءك وانشري الأخبار التي لا تثير أي جدل نقلًا عن حسابات الفنانين عبر انستاجرام، ناهيك عن عدد ليس بالقليل لتجارب صحفية ناجحة ومشرفة لكنها متناثرة بين هنا وهناك.

 

يمكن أن نذكر القارئ غير المعني بالمهنة كمجال عمل لكنه بكل تأكيد معني بقيام الإعلام بدوره بأن يوجد نقيب للصحافيين كما يوجد نقيب للإعلاميين – ماكنتش تعرف!- ويوجد أيضًا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وبالبحث لن تجد لأي من هؤلاء  تصريحًا أو تعقيبًا على قرار محافظ القاهرة بتحصيل رسوم خيالية غير منطقية نظير التصوير فيا ترى هل سكوتهم اعتراف بموت المهنة تمامًا ونهايتها، إذًا فلما يشغلون مواقعهم ويتقاضون عنها أجرًا؟ هل نسونا! ربما!

 

لكن على الأكيد أن دكتور أشرف زكي لم ينسى “ناسه” أبدًا فعلى مدار السنوات الماضية كان واقفًا في ضهر كل المشتغلين بالمهنة محاولًا أن يكون لسان المتضررين مرة من انحسار الإنتاج ومرة من احتكار شركة بعينها للسوق ومرة حين حدث تجاهل لبعض الممثلين وبقاءهم سنوات دون عمل، فكان هو صوتهم حاميًا الصناعة وأهلها حتى أعادت الشركة المتحدة هيكلتها وغيرت استراتيجيتها وفي يوم الإعلان عن البداية الجديدة كان صناع الدراما والسينما على طاولة الاجتماعات الخاصة، أما نحن فحتى سندريلا كان حظها أسعد بزوجة أبيها وابنتيها الشريرات، تمضي السنوات ونحن صناع الإعلام والصحافة خارج التغطية حتى النقابية منها للكثيرين وهي أقل الحقوق وأكثرها بديهية.

 

خرج دكتور أشرف زكي فور صدور قرار محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال بفرض رسوم باهظة نظير التصوير، بتصريح واحد قاطع دون انتظار توجيهات وقال: مش دافعين، هو يعلم أن في تطبيق هذا القرار المجحف نهاية الصناعة وتدهور حال العاملين وضياع الفرص المهمة على الدولة.

 

كما اجتمعت غرفة صناعة السينما بشكل عاجل وخرجت ببيان يستنكر القرار معلنين عن توقيعهم مذكرة أرسلوها لوزيرة الثقافة للتدخل الفوري وكان العاملون في الدراما والسينما قد عبروا عن صدمتهم ورفضهم القرار، المفارقة والتي أكد عليها نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي أيضًا هي مصادفة الإعلان عن تقدير رسوم كبيرة نظير التصوير صبيحة سعادة الوسط الفني كله واحتفاءه بمداخلة رئيس الجمهورية عبر فضائية صدى البلد وحديث الرئيس عبدالفتاح السيسي مباشرة للمؤلف والكاتب عبد الرحيم كمال معلنًا دعمًا غير مشروط حتى بتحقيق أرباح لكل عمل ابداعي هادف ليستيقظ الوسط كله على قرار كفيل بقتلهم ودفنهم مع مهنتهم.

إقرأ أيضا
ولاد رزق وأهل الكهف
YouTube player

 

لذا أريد أن يتكفل بنا دكتور أشرف زكي أيضًا ويحمل صوتنا على الأقل عند صدور قرار بشأنه أن يزيد فوقنا التراب بينما نحاول أن نخرج من ضيقنا الشديد أحياء.

وإن كان رئيس الجمهورية قد أعلن دعمه للدراما والسنيما مرات فهو يعلن دائمًا ومنذ سنوات عن قيمة الوعي وضرورته القصوى لحل المشكلات وتذليل التحديات التي تقابلنا ورغم ذلك يسمعه أهل المهنة من الممكنين من المنابر فلا يتحرك فيهم أحد من مكانه ربما لأنهم غير أهل للمبادرة بقول رأي مجرد فكيف نأمل منهم أكثر، بينما المشتغلين بالإعلام هم أهل الرأي وأهل الكلمة ومسئوليتنا هي الوعي بالدرجة الأولى ونحن الصلة بين الدولة بمؤسساتها والشعب وبين الشعب والدولة وعلينا حمل الرسائل بعد صياغتها في قوالب تغير بحرفة اتجاه الجمهور وتبدل مكانه من مقاعد المتفرجين مصفقين أو متذمرين لمقاعد العمل بعد تجاوزهم فهم الأفكار ليكون الجمهور متبنيًا ومسئولا عن نجاحها، ناهيك عن تناسب قدرة الإعلام طرديًا مع قتل الإشاعات و القضاء على آثارها .

اقرأ أيضا

بعد فوز الزمالك بالدوري .. من هو “المرحوم” في كرة القدم المصرية؟

إذا كانت الدراما تصور ضمن سياقها الفني وجه مصر الذي تغير وتعرضه ضمن قوالبها فالإعلام والصحافة هما أدوات بناء عقل مصر الحقيقي الذي يصنع هذا الوجه والأداة الأولى في تذليل العقبات التي يسببها بها انعدام الوعي والذي لا تقوى أي بلد على تحمل تكلفته،  فالكثافة السكنية التي تؤكد الدولة أنها سبب عرقلة التنمية وعلينا أن ننتبه لها على الإعلام وحده صياغة هذه الرسالة المهمة وتغيير اتجاه الجمهور لتبينها والتي إن نجح فيها سيوفر على مصر كلها إلي جانب المليارات سنوات طويلة ننتظرها في حلم تحقيق تنمية نريد أن نعيشها وندركها، ناهيك عن زيادة معدلات الإصابة بالأمراض السارية وتغيير أنماط الاستهلاك غير دور الإعلام الرقابي الذي يضع أمام الدولة مدى كفاءة الأدوار التي يقوم بها كل في موقعه، غير فهم مواقف الدولة من القضايا الخارجية وإدراك قيمة التخصص ومحددات الحرية وإعلاء قدر العلم وإعادة صياغة الهُوية والتي من شأن ضياعها وعدم تماسكها فقط التأثير على كل نجاح حتى الفني منه ويطول الحديث كثيرًا عن قيمة الإعلام وقدرته على التغيير، فكيف تعلن الدولة عن قوتها في جميع المشاهد ويبقى الإعلام نقطة ضعف لا توافق حالنا الذي حققناه وهو على أهميته ليس بأقل من الدراما والسينما ولا هما بديلين عنه.

 

لا أجد أنه من اللائق بمصر الكبيرة أن يبقى هذا الملف معطلًا لعدم شجاعة من يمثلوه على أن يقولوا “رأيًا” في قرار لمحافظ القاهرة وعلى رأي المتنبي: “الرأي قبل الشجاعة .. هو أول وهي المحل الثاني”، فلا يمكن لمن تخاذل عن إعلان رأيه وهو بموضع تمكين أن ننتظر منه خيرًا للمهنة أو لأصحابها أو لبلده، صحيح أن لمهنة الصحافة بفروعها فرسانًا ربما مغمورين وربما بعيدين عن الضوء وربما غير ممكنين لكن طالما يبدو وصولهم معطلًا؛ فليكن أشرف زكي نقيبًا عن الغلابة.

الكاتب

  • النقيب أشرف زكي رشا الشامي

    إعلامية حرة، أسست شبكة مراسلي المحافظات في أون تي في إبان ثورة ٢٥ يناير وشاركت في تأسيس وكالة أونا الإخبارية.. عملت كرئيس تحرير ومدير لموقع دوت مصر ثم رئيس لمجلس إدارة موقع المولد والميزان.. صاحبة بودكاست يوميات واحدة ست المهموم بالحرية وإعادة تغيير مفاهيم خاطئة






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان