همتك نعدل الكفة
277   مشاهدة  

أصحاب الأوزان الكبيرة .. المادة الخام للإفيه والعنصرية

الأوزان الكبيرة ................................ المادة الخام للإفيه والعنصرية


كرنبة، فشلة، تختوخ، مبقلظ، قلبظ، كعبول، وغيرها من الأسماء الذي تباري الجميع في إطلاقها على أصحاب الأجسام الممتلئة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبح وجود شخص بدين في المكان هو إذن لكل أصحاب الدم الخفيف في استعراض قدراتهم الكوميدية التي تتجلى في عدد من الإفيهات السخيفة التي بالتأكيد حفظها الشخص البدين من كثرة ما سمعها.

بعيدا عن منطق أننا مختلفين في الشكل والجسم وأن لكل إنسان ظروفه في شكله التي لم يختارها بالتأكيد، ولكن هل يدرك أصحاب تلك الإفيهات السخيفة، أنها لا تدعو للضحك ولكنها تسبب الألم؟ هل تدرك أن كلمة غير مسئولة تخرج منك لتصيب شخصا بألم نفسي شديد لمجرد أنه من أصحاب الأوزان الكبيرة .

ولكن كيف يدرك أصحاب تلك الإفيهات، ببساطة يتجردون من الإنسانية ومن الذوق، من أجل إضحاك الأخرين على شخص لا يملك جسد متناسق مثل جسدهم وإذا واجهتهم أو عاتبتهم تتحول لشخص أوفر يفتقر إلى حس الدعابة والسخرية، فيا عزيزي إليك عدد من الإفيهات التي يسمعها يوميا صاحب الوزن الكبير.

“لا حضرتك ها تاخد أتنين” إذا كنت من مرتادي الموصلات العامة وتحديدا الميكرو باصات فستسمع تلك الجملة تقال دائما للشخص البدين، حيث وجوده داخل الميكروباص يؤرق الركاب المجاورين لأنه لأسباب جسدية يحتل مساحة أكبر مما يحتلوها، فمن لم يلقي إفيه تأفف من وجوده ومن ” الزنقة” حتى يأتي السائق ليحل الأزمة ويحكم على البدين أن يأخذ مكان اثنين في السيارة، فالمجتمع يحاسبه بنفرين.

” قالوا واحد وأنت بعشرة” أحد أسخف الإفيهات التي لم يقتلها الزمن للأسف، ساعتها يظن قائلها انه حمادة سلطان في عز مجده ويلقيها وقد يبالغ فيتبعها بموسيقى النكتة، دون أن يستوعب انه القى جمرة نار بداخل الإنسان الواقف أمامه الذي يبقى في يده أحد امرين، الأول أن يبتسم في إحراج ويجاري صاحب الإفيه السخيف، أو يعنفه ويدخل في مشادة معه بسبب ما قاله.

” أنت أمك كانت بترضعك ايه” ويتبعها أي صفة أو أي أكله معروفة بدسمتها من المفتقة للفتة للملوخية وصولا للتطرف في الإفيه وأمك كانت بترضعك عيال صغيرة، ويتبعها المزيد من الضحكات، والسؤال ماذا يجني صاحب الإفيه من هذا كله؟ هل هو الضحك، هل توجد طريقة أخرى للضحك سوى هذه.

إقرأ أيضا
قلة النوم

في مصر تحديدا نمارس العنصرية على الجميع، كل من هو مختلف نمارس ضده العنصرية، ونغلفها بغطاء السخرية، وفي الحقيقة هي بعيدة عن السخرية كل البعد، العنصرية ضد أصحاب الأوزان الكبيرة تبدأ من الكلمة والافية وتستمر إلى الموصلات حتى تصل لمحلات الملابس الخاصة التي ربما كانت تريد تقديم خدمة ولكنها تحولت بفعل هذا المجتمع الطريف الظريف إلى أحد إفيهات العنصرية.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان