أطول من الإلياذة .. كيف وثق “أحمد عطا الله” السيرة الهلالية في ” مصر تغني “

تعتبر السيرة الهلالية واحدة من أشهر الملاحم والسير الشعبية العربية التي علقت في ذاكرة الناس الجمعية، لما فيها من أحداث فضفاضه أضفى عليها الخيال الشعبي رؤيته و حكاويه كل حسب بيئته ورؤيته، وفي الحلقة الثانية من برامج مصر تغني سلط الضوء على هذه السيرة وأبرز شعرائها في الصعيد.

أصل السيرة 

وتناول البرنامج أصل السيرة الشعبية، التي بدأت منذ هجرة بني هلال من بلاد نجد إلى تونس تلك الهجرة التي اعتبرها التاريخ العربي واحدة من أهم الهجرات عبر التاريخ، وسيرة بني هلال سجلها الفن الشعبي في ملحمة شعرية كبرى أكبر من أبيات الإلياذة حيث تصل أبياتها إلى 5 مليون بيت.

وخضعت السيرة إلى خيال شعراء العرب؛ ففي مصر وسوريا والعراق انتصر أبو زيد، وفي تونس وأفريقيا انتصر زناتي، و هو ما أكده” غنوة مصر” أثناء حديثه مع السميعة في الصعيد، ومما جاء في السيرة حسب آرائهم أنها والدة أبو زيد امرأة سمراء وهو ، بالتالي اُتهم وهجّروه من أرضه .. ثم حربه مع خليفة وهذا بالنسبة للأشراف بسبب القحط في أرض الحجاز ثم الهجرة إلى تونس.

ومما جاء في الحلقة آراء السميعة عن أشهر مغني السيرة، فاختاروا اثنين من أعظم شعرائها ومؤديها وهما” جابر أبو حسين” و الشاعر ” علي جرموه” وكان الأخير أكثر تميزًا بالنسبة إليهم فأدخل إلى السيرة حكاوي جديدة إلى جانب صوته المميز.

علي جرموه

ولد الشاعر علي جرموه في عام 1965م، بدأت حكايته مع  السيرة الهلالية  منذ أن كان صغيرًا، وهذا ما أكده ابنه” هراس” في حلقة البرنامج المذاع عبر الفضائية المصرية فيقول:” بدأ والدي في تجميع قصص السيرة منذ أن كان صغيرًا يحفظ قصصها إلى أن أصبح له قصصه الخاصة فأضاف إلى السيرة قصص كثيرة منها قصة رودة غرب تونس، وعقيب ابن راجح وغيرها من القصص”.

تولى قصص السيرة ” هراس” مع رفيق درب الوالد الريس ” محمد اليمني”، وبات يغنيها في الحفلات في كثير من الأماكن مثل أبو تشت، و دندرا وغيرها من مدن وقرى الصعيد، وسط تجمعات كبيرة من النساء والأطفال والشباب.

الشاعر عز الدين نصر الدين 

إقرأ أيضا

انفلات أمني وسوء تنظيم.. لماذا أولمبياد باريس هي الاسوأ؟

وجاء في الحلقة لون آخر من ألوان السيرة الشعبية يغنيه الشاعر محمد عزت شاعر البلينا محافظة سوهاج ، وهو  حفيد لعائلة فنية تمتد لأكثر من 150 سنه ، فكان الشاعر عز الدين نصر الدين أشهر شعراء تلك العائلة، وعلى عكس “جرموه”الترزم عز الدين بالسيرة كما غناها جابر أبو حسين وسيد الضو.

استطاع” محمد” أن يخلق جيل جديد من سميعة السيرة بعدما أدخل على ألحانها ” الأورج” مع “الربابة” ولكن التزم بالكلمات التي غناها عمه عز الدين، ولكن محمد تميز بين جمهور الشباب عن باقي شعرائها في الصعيد .

برنامج مصر تغني من تقديم ” أحمد عطا الله ” يُعرض عبر الفضائية المصرية يوم الخميس في تمام الثامنة مساءً، يبحث عن تراث مصر الغنائي في مل ربوعها .