783 مشاهدة
أغاني شيرين عبد الوهاب الجديدة .. جعجعة بلا طحن
كان من المفترض أن أنتهي من كتابة هذا المقال بعد صدور أغنية “وبحلف لك” أخر أغنية أصدرتها المطربة شيرين عبد الوهاب من ألبومها القادم؛ لكن قررت أن أنتظر قليلًا لعل وعسى يخيب ظني في أن يقوم أحد بالكتابة عن تلك الأغنيات، لكن صدق توقعي فلم ينظر أحد إلى تلك الأغنيات مع الاكتفاء بتقارير بسيطة عنها، في ظل تفرغ الجميع للبحث وراء أسباب طلاقها أو لماذا قامت بحلق شعر رأسها، ووجد بعض أعدائها الفرصة لاتهامها بصنع دعاية رخيصة لتسويق الألبوم.
ليست مزايدة على الصحافة الفنية المصرية ومحرريها ونقادها ولكنه تأكيد على عدم وجود اهتمام حقيقي بالفن قدر الاهتمام بقطف ثمار التريند سريعًا بخبر مثير أو فضيحة فنية وكأنه سبق يجري فيه الجميع بلا استثناء، وتحولت شيرين بين يوم وليلة من سوبر ستار إلى امرأة عادية طلقها زوجها وحلق لها شعرها، لتخرج علينا شيرين لتشارك في التريند بنفسها بتصريحات أثارت البلبلة أكثر وأكثر.
لا تتحمل الصحافة الفنية وحدها المسئولية لأن شيرين متورطة هي الأخرى في اقحام الجمهور في مشاكلها الشخصية، فأصبح الجمهور يبحث عن أخبارها الشخصية أكثر ما يبحث عن أغانيها الجديدة.
حتى الأن أصدرت شيرين أربعة أغنيات بشكل رسمي، بعد فترة غياب طويلة منذ آخر ألبوماتها “نساي” الصادر في عام 2018.
اقرأ أيضًا
” القماص”
كلمات الشاعر محمد جابر تمارس نقدًا لاذعًا لشخص ما، فسره البعض على أن المقصود شخصًا معروفًا بعينه، وخرج الشاعر ليؤكد أن الأغنية فكرة كتبها لا طلبت منه بشكل مباشر.
صياغة الأغنية متماسكة بشكل جيد بمفردات مباشرة عبرت بشكل جيد عن شخصية القماص المدلل مع بعض مفردات العامية المتداولة مثل “الحيلة الدلوعة” و”ماشيين بعلاج”.
لحن الأغنية الملحنة نور عزب العرب، وهي مفاجأة أن يظهر أخيرًا عنصرًا نسائيًا في مضمار التلحين داخل نطاق موسيقى البوب المصري، اللحن على مقام الكرد مكون من فكرتين يتكرر في المقطعين بنفس الترتيب، اللحن مصاغ بشكل جيد متماسك في أغلب الجمل اللحنية، وأن كنت تشعر بوجود شبح لملحن آخر في جزء “رافع مناخيره والباقي يولع بالجاز”
توزيع محمد مجدي شعبي المذاق من إيقاع مقسوم قوي دون زحمة، مع تنويع في أصوات للكيبورد و تكنيك العزف في جملة الفاصل الموسيقي، لكن عابه هو فراغ جزء الهارموني من أي جمل لحنية تتقاطع مع جمل اللحن الرئيسية فقط الكيبورد الذي كان يرد على غناء شيرين.
“كلها غيرانة”
على غرار الأغنية السابقة جاءت كلمات الشاعر محمد مصطفى لكن في صورة نقد جماعي للناس الحاقدة التي لا تكف عن الغيرة والنميمة.
المذهب مصاغ على طريق القص واللصق كلمات مرصوصة تشعر أن بعضها مقحم مثل “كاريزمات” والتي جمعت لتناسب القافية فقط، السينو مصاغ بشكل تقليدي جدًا ومفردات متوقعة “خلوا اللي يغير مننا يجي و يعمل زينا”،لكنه في النهاية حاول قدر الإمكان التعبير عن الفكرة وأن وقع في فخ تضخيم الذات بشكل مبالغ فيه.
لحن محمود أنور على مقام الكرد جاء بجمل مهلهلة جدًا لا ترابط ولا تماسك فيه خصوصًا في قفلات الجمل الضعيفة جدًا، وحاولت شيرين إنقاذ ما يمكن انقاذه بوضع بعض الحليات والعرٌب لكن دون جدوى.
توزيع محمد مجدي فارغ تمامًا مجرد إيقاعات فقط، وتشعر بأنه لم يأخذ الأمر بشكل جدي، مع المبالغة في استخدام أصوات الكيبورد بشكل مزعج جدًا، مع جملة غريبة من الإلكتريك جيتار معزوفة أيضًا من الكيبورد سلمت الغناء بعد جملة الفاصل الموسيقي التي حاول فيها تقمص روح حميد الشاعري في التسعينات.
“خاصمت النوم”
فكرة بعد الحبيب وعدم القدرة على نسيانه وما يقتضيه الأمر من نسيان النوم أو رجاء المحبوب بأن يعود لان الحياة متوقفة تمامًا عليه، هرست وكتبت الاّلاف المرات من قبل، ولا أعرف هل هذا نضوب في الأفكار تجعل الشعراء ينحتوا نفس الأفكار بنفس المفردات والتراكيب بطريقة مستفزة جدًا تجعل كل الأغاني تشبه بعضها، أم أنه استسهال، لكن الواضح جدًا أننا نعاني من فقر في المواهب الشعرية الحقيقية وأن الموجود هو أفضل المتاح.
كلمات عمرو المصري تقليدية جدًا بقوافي متوقعة “يوم – نوم” ” معاك – انساك” “قول – حلول” “زمان – مكان”
لحن عمرو الشاذلي مكون من فكرتين على مقام الكرد، الأولى جيدة في المقدمة والكوبليه، أما السينو منحوت بشكل يكاد يتطابق مع جملة “حبيبي كل يوم ” للمطرب تامر حسني من أغنية “قولي بحبك”
توزيع عمرو الخضري بسيط مع توظيف جيد للآلات وتنويع الجمل الإيقاعية، أحلى مافيه هو جملة الفاصل التي بدأ بها الأغنية من البيانو ثم أعادها مرة أخرى في الفاصل بين المقطعين ولكن بالوتريات.
“وبحلف لك”
يتناول الشاعر محمد مصطفى ملك فكرة البعد بهدوء دون لوم وعتاب أو اتهام بالتقصير من أي طرف بعد فشل كل المحاولات للرجوع، الصياغة متماسكة وقيل أنها كتبت عن قصة حقيقية لا أعرف هل تخص شيرين أم الشاعر، وأن عابها تكرار كلمة حبيبي طول الأغنية رغم نهاية القصة، مع تقطيعات الكلمات الغير منضبطة كوزن في بعض المواضع وهو ما يرجح أنها كتبت على اللحن.
لحن محمود أنور على مقام الكرد من فكرتين ببناء تصاعدي جيد، توزيع محمد مجدي صب في قالب لاتيني بجيتار أكوستيك كان الإيقاع الرئيسي للأغنية مع اّلة الكاخون، مدعوم بخطوط وتريات قوية جدًا مع صولو تشيللو يقطر حزن في جملة الفاصل ومفاجأة في قفلة الأغنية الغير متوقعة بالمرة من الوتريات، ويظل أفضل ما في الأغنية مع أداء شيرين القوي جدًا.
تزامن صدور الأغاني مع مشاكل شيرين الشخصية وفسرها البعض على انها بروباجندا لتسويقها، مع تأويل بعض الأغاني على أنها كانت رسائل خفية تبعث بها شيرين الى طليقها حسام حبيب، لكن على كل حال، لم تستفيد شيرين من تلك البروباجندا في أي شئ، فأن جلب الأمر بعض التعاطف معها، إلا أنه لن يستمر كثيرًا ولن يصنع تاريخًا لأي فنان، ويجب على شيرين أن تعي الدرس جيدًا وأن تبعد حياتها الشخصية بعيدًا عن فنها، وأن تدرك أن الجمهور ملول بطبعه يلفظ أي تريند سريعًا ليلتقط غيره وأن أرادت أن تصنع حدثًا أو تريندًا فليكن حدثًا فنيًا تفاجئ به جمهورها المتعطش دائمًا لصوتها، حيث لم نلحظ أي تطور أو أي طرح جديد يليق بصوتها العظيم
الكاتب
ما هو انطباعك؟
