همتك نعدل الكفة
652   مشاهدة  

“أغضبني” (1) .. ماما دهب وبيع المحتوى قبل الطعام (حوار)

ماما دهب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أهلًا بكم في الحوار الصحفي الأول من سلسلة “أغضبني”، وفكرة سلسلة حوارات “أغضبني” تقوم على إننا سنتوجه رأسًا إلى الشخص أول الجهة التي تستفزنا من خلال تقديم محتوى ما يجعلنا نضغط على ريأكت “أغضبني” بدون تردد ..  سنتوجّه إليهم ونسألهم سؤالًا واحدًا رأيسًا يمكن أن يتفرّع منه أسئلة أخرى إذا اتسعت مساحة الحوار لذلك ويمكن لا .. لكننا نعدكم بأن هذا السؤال سيكون سؤالًا مُفتاحيًا يفكك تلك الظواهر .. مع كامل الحيادية في نقل رد الضيف .

 

(هامش) .. في الطريق إلى ماما دهب

وفي (مشوار) محرر موقع الميزان إلى “ماما” دهب .. وماما دهب- ودعنا نعتبر أن لقب “ماما” هنا ليس لقب مجازي لأسباب عدّة، وعرفنا من الست دهب أنها بدأت عملها تحت لقب “قلب اختك” لكن فيديو في فترة الكوفيد في عام 2020 هو سبب شهرتها تحت لقب “ماما”،  وهي التي  تخرجت في كلية التجارة، وكان حلمها الرئيسي أن تكون مذيعة – وربما هذا يفسر تلك الحالة – لكن لأسباب ما جنحت إلى مجال المطاعم، وكان مقرها الرئيسي – ومازال-  عربة تبيع عليها أربعة أصناف فقط (الكبدة – السجق – البانية – الكُفتة) .. العربة متمترسة في حارة متفرعة من شارع شامبليون في وسط البلد .. وعربة الطعام عند ماما دهب لا كأي عربة لأغراض أكل العيش، بل هي خشبة مسرح بالمعنى الحرفي للكلمة .

وبينما أنت جالسًا في انتظار الطعام، تذيع ماما دهب بيانًا يشبه البيانات الرسمية كل ربع ساعة تقريبًا

  • أرجوكم اقعدوا مش عايزة طوابير عشان خاطر ماما
  • عندي مشاكل مع المسؤولين في الحي بسبب الزحام يا قلب امكم
  • نلتزم بالهدوء يا ولادي

وفي هذا العرض المسرحي لا يمكنك إلّا أن تخضع ذهنيًا للوعي الجمعي السائد في المكان، حيث أن هناك ما يشبه “رابطة محبي ماما دهب” وهم مجموعة أغلبهم من المراهقين يجيئون هنا صباح كل يوم ليحتضنوا “ماما” دهب .. يقفون طابور ويدخل كل منهم في دوره يأخذ نصيبه من حضن الست دهب ويمشي سعيدًا كما لم يجيئ .. ولكم أن هناك لكل فرد منهم لقب بالنسبة لـ “ماما” دهب .. مثلاً :

“نادية قلب ماما” .. “ساندي عيون ماما” .. “أحمد روح ماما”

 

(رأي انطباعي) لمحرر موقع الميزان قبل الحوار

لظروف أكل العيش يمكن استخدام أي طريقة تصلح للوصول إليه، ومن حق “دهب” وغيرها استخدام كل الوسائل في سوق المطاعم شديد التنافسية .. لكن الـ show الذي شاهدته قبل طلب حوار من “ماما” دهب – ومن حق القارئ أيضًا أن يعرف-  هو أن هذه السيدة تعرف جيدًا ما تفعل، وأنه لا يوجد ثمة أي كوميديا أو عفوية فيما يخص إدارة المكان بتلك الطريقة التي تبدو مختلفة وحنينة .. وأن ما يحدث ما هو إلا عرض مسرحي ينتهي بنهاية اليوم .. حين تغلق الست دهب تلك العربة وتعود إلى منزلها، وتخلع تلك القبعة البيضاء والنضارة .. بالضبط كفنان كان يلعب دور الجوكر في عرض فني وهو الآن يغسل وجهه في حوض المياة ليستعد لعودة حياته الطبيعية .

محرر الميزان أثناء إجراء حوار صحفي مع ماما دهب
محرر الميزان أثناء إجراء حوار صحفي مع ماما دهب

نص الحوار :

  • بما تفسرين أن أغلب زبائنك من صغار السن؟
  • دعني أخبرك أن هذا الوضع مستجد منذ ثلاثة سنوات فقط، وأن معظم شرائح الزبائن قبل الحظر كانت من الكومبارسات من الفنانين، والصحفيين، ومعدين البرامج .. وبعد إغلاق المكان لمدة سبعة أشهر هَجَر الزبائن المكان فاستعنت بتصوير الأصناف محاولة استعادة (زبوني)، حتى انتشر فيديو لي أطلق فيه “عبد الرحمن محيي” -هو أحد زبائن المكان- لقب “ماما” .. ومنذها تغيرت آلت الأوضاع لما هي عليه الآن .

 

  • هل تُرجعي نجاح مطعمك لجودة الطعام فعلًا أم نجاح محتوى السوشيال ميديا الخاص بكِ؟
  • بالتأكيد هو نجاح لفكرة “ماما” التي تقف لتُعد لك طعامك .. ذلك لأن منطقة وسط البلد متخمة بالمطعام الرائعة الشعبية والأكلات السورية، ومطعمي لا يقدم سوى أربعة أصناف فقط، إذًا هو نجاح للفكرة قبل الطعام !

 

إقرأ أيضا
الآسرى الفلسطينيين ذوي الإعاقة
  • ألا ترين أن ما تقوليه لزبائنك يمثل ثمة نوع من الإزعاج لرجل جائع يريد أن يأكل فقط بدون تصويره واستنزاف طاقته في أحاديث جانبية ؟
  • أنا أرى إن الزبائن معجبة بالحالة عمومًا، ومن لا تعجبه تلك الطريقة في التعامل يمكنه ألا يأتي مرة أخرى إلى هنا .

 

 

 

 

الكاتب

  • ماما دهب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
2
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان