همتك نعدل الكفة
1٬068   مشاهدة  

“أغضبني”(3) .. ياسمين الخطيب .. جَمَال الثقافة أم ثقافة الجَمَال؟ (حوار)

ياسمين الخطيب
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أهلًا بكم في الحوار الصحفي الثالث من سلسلة “أغضبني”.. وفكرة سلسلة حوارات “أغضبني” تقوم على إننا سنتوجه رأسًا إلى الشخص أو الجهة التي ربما تستفزنا من خلال تقديم محتوى ما يجعلنا نضغط على ريأكت “أغضبني” بدون تردد ..  سنتوجّه إليهم ونسألهم سؤالًا رئيسًا يمكن أن يتفرّع منه أسئلة أخرى إذا اتسعت مساحة الحوار لذلك ويمكن لا .. لكننا نعدكم بأن هذا السؤال سيكون سؤالًا مُفتاحيًا يفكك الفكرة الأساسية الخاصة بالضيف  .. مع كامل الحيادية في نقل رد الضيف .. ولمطالعة الحوار الأول والثاني من سلسلة حوارات “أغضبني” .. اضغط “الحوار الأول ” أو “الحوار الثاني” .

 

(هامش) .. قبل أن أحاور ياسمين الخطيب

فكّرت مليًا قبل أن أحاور السيدة ياسمين الخطيب، وهي –كما تقول عن نفسها بترتيب الأوصاف- فنانة تشكيلية ثم كاتبة صحافية ثم إعلامية، والأهم وقبل كل ذلك (أم) .. فكّرت مليًا قبل أن أحاورها لأن إزعاج سيدة كتلك بالأسئلة الخاصة بمثل هذا توجّه في الحوارات الصحفية يعد لعب بالنار..  حيث إن “الخطيب تمتلك العديد من المعجبين “الفانز”، كما إن العديد من أفكارها التي تعبر عنها بوضوح كلما سنحت الفرصة تقف على الضفّة المقابلة من أفكار شُحن بها الوعي الجمعي للمجتمع شحنًا .. ولهذين السببين فقط – من أسباب عدة يطول شرحها إن تحدثنا عن ياسمين الخطيب – يصبح الحوار مع من يمتلك هذه الشعبية كأن تُسلّم نفسك (تسليم أهالي) لشريحة واسعة من القُرّاء، والذين هم بالطبع متحفزين لمحبوبتهم ضد محاولات الصحافة للخروج بعنوان برّاق يصلح لرفع مؤشر الترافيك .. كأن تمشي بالضبط على كومة من الزجاج المنثور وتود ألا تُجرح قدميك .

 

كتب ياسمين الخطيب
كتب ياسمين الخطيب

نص الحوار:

 

  • قلتِ في مقابلة لمنصة Girls Space أن البنت (الحلوة) لديها ثقة في نفسها وتمتاز بشخصية قوية (مش العكس) .. فهل هناك ثمة تمييز في مصطلح (حلوة)  في حد ذاته؟ .. أي إن إذا كانت هناك عدة عناصر لتقييم بنت أنها (حلوة)، فما هي عناصر تقييم البنت (مش حلوة)؟ 
  • هذا السؤال مُركّب لأكثر من تكوين، دعنا نفنّده .. فعناصر تقييم البنت الـ (مش حلوة) هي عناصر وضعتها المجتمعات الشرقية، وهي عناصر ظالمة جدًا لأنها خاضعة لمقاييس مادية بشكل بحت .. الأنف، والخصر، والوزن وغيرها من العناصر التي تترجمها المجتمعات إلى أرقام في النهاية .. لكنني أرى إن الجمال يكمن فقط في الجاذبية، والجاذبية لا تخضع أبدًا للأرقام، فمن الممكن أن تكون إحداهن تمتلك جميع المعايير العالمية للجمال لكنها لا تمتلك الجاذبية فتفقد جزء كبير من جمالها، وفي النهاية لا توجد بنت يمكن توصيفها بـ بنت (مش حلوة) طالما أنها تدرك نقاط قوتها الشخصية سواء أكانت من حيث الذكاء أو الثقة بالنفس بالتوازي مع الأناقة والمظهر الخارجي.

 

 

  • قلتِ أن أكثر ما تعانيه المرأة في مجتمعنا هي (القولبة) في إطار محدد – الذكية مُعقدة، والجميلة مصابة بالغباء- فمن رأيك إن هذا التصريح جانبه الصواب ذلك لأنه مخصص للمرأة في أزمة يعاني منها الرجل والمرأة معًا، أم أن الأزمة متفاقمة عند المنطقة النسوية؟
  • هذه إحدى الأزمات الكبيرة المتوطّنة في مجتمعاتنا، حيث أن الوعي الجمعي يرى المرأة (العايقة) – بالتعبير الشعبي- مُهملة في شؤون بيتها وأسرتها .. ويرى الرجل المهتم بنفسه ومظهره الخارجي بشكل كبير، يراه رجل فاشل في عمله .. وهي أزمة لا ننكر أن الرجل والمرأة سويًا يعانون منها، لكنها بشكل أكثر فجاجة واحتداد على المرأة .

 

 

  • دائمًا ما تبرزين انتماءك لنادي الزمالك المصري .. هل من الصحيح أن يبرز المثقف انتماء على أساس الهوى لا المنطق، ويجعله مادة لمخاطبة قرّاءه، بل ويتحدث أحيانًا من على أرضيته ؟ 
  • لا يوجد منطق في الانتماء الكروي .. بالضبط كأنها الديانة .. لذلك أنا لست مطالبة في وضع منطق لزملكاويتي .. وأما عن الشِق الثاني من السؤال فنعم يجوز للمثقف أن يتحدث من أرضية الانتماء الرياضي له، لأن التشيجع الرياضي بشكل عام قائم على “اللطافة”، لا على التعصب والجنون الذي نراه يوميًا في الشارع الرياضي .. وأما عن طريقتي في الحديث مع الأهلاوية فهو محض (هزار) و (نكش) مع الأصدقاء الأهلاوية .. الأمور أبسط من كل هذا .

 

 

  • تقولين أنكِ بالترتيب “فنانة تشكيلية، ثم كاتبة، ثم إعلامية” .. فهل تلاحظين كثافة ظهورك عن طريق الصورة أو الصورة والصوت بشكل أكبر من الكتابات ؟ .. وهل يضيف الظهور عبر المحتوى البصري المعروف بسرعة وغزارة تصريحاته، يضيف للمثقف .. أم يقلل فرصه في العدول عن أخطاءً وقلة نضج في قول الآراء ؟ 
  • ظهوري أكثر عن طريق الصورة لأن هذه آلية العصر الأكثر انتشارًا .. ولو كنت قد ظهرت في الثمانينات مثلًا فربما كان ظهوري المكثف على صفحات الجرائد والكتب ككاتبة صحافية، وأما عن الفن التشكيلي فهو فن نخبوي للغاية –وإن كان في أساسه يخاطب الجميع- لكن تشكيل جمهور على المستوى العالم مكوّن من فئة قليلة للغاية من حيث العدد، وفي النهاية أنت ككاتب أو إعلامي أو كفنان تشكيلي أنت في النهاية مهتم بتوصيل أفكارك للجمهور عن طريق أي وسيلة واسعة الانتشار .. وأنا أمتلك صفحتين، الرسمية والحساب الشخصي .. وأنا مُقلّة جدًا في التصريحات – بمفهومها الكلاسيكي- على الصفحة الرسمية، وأما على الحساب الشخصي فلا يعتبر تفاعلي مع الأصدقاء تصريحًا .. وأما عن النضج في الآراء فالرأي لا يوجد له معيار ثابت، ربما كان المعيار الوحيد له أن يكون مطروحًا بشكل ركيك أو شكل منظم ودقيق .

 

إقرأ أيضا
الزهايمر والتصلب المتعدد

 

  • برأيك .. هلى شابَ ظهورِك على منصة “food to day ” مع الأستاذ رمضان حسني شيئًا من استخدام الحياة الشخصية في لغة التواصل مع القارئ أو المتابع لحضرتك؟ 
  • من فضلك أرجو الإعفاء من الإجابة على هذا السؤال، فهذه المرحلة من حياتي لا أريد تذكرها نهائيًا.

 

 

 

  • بعد مئة عام أو أكثر، هل تتوقعين أن يتم تعرفيك ككاتبة مثقة لديها قدر من الجمال، أم أنثى جميلة لديها قدر من الثقافة؟
  • هذا السؤال يتحكم في إجابته حالة المجتمع بعد 100 سنة .. فإذا كان المجتمع “ناضجًا” أتمنى أن يعرفني ككاتبة مثقفة وامرأة كان لديها عقل، وقدر من الجمال .. أما إذا بقينا على ما نحن فيه فأتوقع أن يعرفوني بأنني كنت (أنثى حلوة وبتعرف تتكلم كويس) .. أو كما يقولون أن هناك من يكتب كتاباتي بدلًا من قلمي وهذا أكثر ما يؤلمني ويذبحني في الحياة !

الكاتب

  • ياسمين الخطيب محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان