همتك نعدل الكفة
625   مشاهدة  

أفريقيا ليست مختبركم .. فنحن لم ننسى جرائمكم بعد

أفريقيا


منذ بداية اجتياح فيروس كورونا المستجد للعالم، أصبحت أصوات الأطباء والعلماء هي المسموعة وفجأة تقلدوا المكانة العالمية التي يستحقونها كأهل للعلم يأخذون على عاتقهم مسؤولية إنقاذ البشر من هذا الوباء الذي يحصد كل يوم آلاف الأرواح البريئة.

اقرأ أيضًا 
أن يصيبك فيروس كورونا عمدًا .. “دُعابة أم خطيئة” ؟

ولكن لا يمكننا أن نغفل أن الفيروس كما أظهر إنسانية وتحضر بعض الشعوب والأشخاص، أظهر أيضًا عنصرية كنا نعلم أنها موجودة في بعض أبناء الشعوب الأوروبية تجاهنا كأفارقه كانت تمارس في الخفاء، ولكن منذ أيام صرح بها رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى كوشين في باريس، (جان بول ميرا) على شاشات إحدى القنوات الفرنسية في تصريحه “ألا يجب علينا إجراء هذه الدراسة في أفريقيا حيث لا توجد أقنعة أو علاج أو رعاية مكثفة بشكل ما بالطريقة التي أجريت بها بعض الدراسات المتعلقة بالإيدز أو مع البغايا؟”.

اقرأ أيضًا 
“أوتا بينجا”.. ضحية داروين الذي وُضع داخل قفص في حديقة الحيوان

ورغم خروجه بعد ذلك للاعتذار عن هذا التصريح، إلا أن الاعتذار لن يغير التاريخ يا سيد ميرا، فصفحات تاريخ قاراتنا السمراء التي كانت مهد للحضارة والعلوم ومسقط رأس الضمير البشري مليء بإجرام تجاربكم العلمية التي عانى منها الجسد الإفريقي عبر التاريخ.

أبو طب النساء والإفريقيات المستعبدات

جيمس ماريون سيمز
جيمس ماريون سيمز

في عام 1845 قام الطبيب الأمريكي جيمس ماريون سيمز بإجراء عمليات جراحية تجريبية على 12 سيدة إفريقية من المستعبدات لأسياد أمريكيين من معارفه للوصول إلى علاج لمشكلة (النسور المهبلي)، وكان يقوم بتلك العمليات الجراحية في أحد غرف الفناء الخلفي لمنزله، ورغم أنه في ذلك الوقت كان قد تم اكتشاف المخدر وكان مستخدم في العمليات الجراحية، إلا أنه كان يقوم بهذه العمليات التي تستهدف منطقة المهبل دون تخدير النساء، وبحسب ما ذكر في العديد من المصادر المعنية بشهادات هؤلاء النساء في ذلك الوقت، أن إحدى النساء خضعت لثلاثون عملية جراحية مختلفة دون مخدر حتى أعلن سيمز في الأخير وصوله لعلاج لهذه المشكلة.
ورغم الجريمة التي وقعت على هؤلاء النساء إلا ان الأوساط العلمية بررت هذه الأفعال الإجرامية بأن لكل تجربة علمية ضحايا.

تجارب سجن هولمسبرج

أفريقيا
يعرف سجن (هولمسبرج) كواحد من أشهر السجون التي وقعت بها جرائم ضد أصحاب الأصول الإفريقية، حيث أنه بين عامين 1965 و1966 فقط قام طبيب الجلدية الشهير ألبرت كليجمان بعدد من التجارب على المساجين لعلاج (سعفة القدم) وهو أحد الامراض التي تصيب القدم بسبب الرطوبة ودرجة الحرارة العالية، ووجد كليجمان في الأفارقة غايته المنشودة كفئران معملية لتجاربه، وبالفعل قام بحقن 75 مسجون بجرعة كبيرة من مادة (الديوكسين) وهي مادة تستخدم في الحروب الكيميائية مما أدى على تشوه عدد من المساجين.

وأيضًا قام كليجمان بتجربة عدد من الأدوية النفسية على المساجين، حتى أنه بعد أن انتهت فترة عمله في السجن بسنوات، أقام أكثر من 300 سجين ضده دعاوة قضائية للتنديد بالتعذيب الذي تعرضوا له واستباحته لأجسادهم لتجاربه العلمية.
ورغم بشاعة الواقعتين السابقتين إلا أنهما مجرد مقتطفات من تاريخ انتهاك أجساد الأفارقة واستباحتها للتجارب العلمية لعلماء الغرب!
ولكن من المفارقات الغريبة أنه رغم الانتقاد العالمي لتصريحات الطبيب الفرنسي عن الأفارقة كفئران تجارب، إلا أنه مازالت المجتمعات الأكثر فقراً في إفريقيا تعاني من استغلال أبنائها للمشاركة في هذه التجارب مقابل دفع مبالغ زهيدة من الأموال.

إقرأ أيضا
توأم

وبحسب بحث نشر على الموقع الرسمي لمركز الدراسات الإفريقية تحت عنوان (إفريقيا مختبر تجارب الغرب) هناك أربعة أسباب رئيسية وراء تعامل المجتمع العلمي الغربي مع الدول الإفريقية الأكثر فقراً كساحة لتجربهم العلمية، وهي:
1 – غياب القانون الذي يدافع عن حقوق المواطنين، فإن وجد فهو غير فعّال.
2 – غياب الضمير الحي لدى المسؤولين الذين يتفرجون على شعوبهم تباد بالتجارب.
3 – دناءة نفوس من يمرر هذه التجارب مقابل المال من خلال المؤسسات الصحية كالمستشفيات، أو يسمح بدخول فرق التجارب للبلد من دون رقابة، مع علمه بعدم وجود كوادر مؤهلة لمراقبة فرق الباحثين والعلماء الذين يجرون التجارب.
4 – القوانين المشددة على إجراء التجارب في البلدان الغربية تدفع بالفرق العلمية للأبحاث بالسفر لبلدان أخرى تكون فيها التجارب أكثر أمناً عليهم قانونياً.

وفي الأخير بالتأكيد لا يكفينا اعتذار إعلامي عن تصريحاتكم العنصرية المستمرة على مختلف الأصعدة والمناسبات، فحتى المحافل الرياضية لا تخلوا من تصريحاتكم وتصرفاتكم العنصرية ضد اللاعبين الأفارقة، فمن المشين أنكم في عام 2020 لا تزالون تتعاملون مع إفريقيا على أنها حقل علمي تجريبي لأبحاث الأمصال واللقاحات والأدوية وغيرها من التجارب الخطيرة التي تسبب وفاة الكثيرين وتنشر أمراضاً وبائية خطيرة تترك آثاراً لعشرات السنين، وقد تستوطن لعدة أجيال، فكفاكم ما تحملونه من إرثكم المليء بالعنصرية ضد قارتنا، واتركوا لنا المستقبل.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
4
أعجبني
7
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان