قبل عرض مسلسل القاهرة كابول (3-4) دعم أفغانستان من مصر .. حقائق بعضها كوميديًا

ينتظر الملايين موسم دراما رمضان المقبل الذي يبدأ في إبريل 2021 لمشاهدة عددٍ من الأعمال على رأسها الاختيار 2 وهجمة مرتدة ومسلسل القاهرة كابول عن أفغانستان ومصر، لكن بقي الاهتمام بالعمل الأخير لافتًا لأنه كان سيعرض عام 2020 وتأجل بسبب عدم اكتمال تصويره لظروف كورونا.

اقرأ أيضًا 
شائعات كورونا تاريخيًا “حقيقة سالوقيه وطبائع البلدان لـ موفق الدين البغدادي”

يناقش مسلسل القاهرة كابول قصة الجهاد الأفغاني من خلال 3 شخصيات «الإرهابي والإعلامي والضابط» ولم يحدد أحد الفترة التي يتناولها المسلسل هل هي وقت السوفييت أم بعد هجمات 11 سبتمبر لكن حتى لو كانت بعد ضرب 2001 فإن جهاد السبعينيات والثمانينيات سيكون له حضور في الأحداث.

حقائق تاريخية مصرية .. السادات والبورسعيدية

قرر السوفيت دخول بلاد الأفغان لقمع حركة المعارضة لتحدث المواجهة مع الأمريكان التي تدعم حركات المقاومات جنباً إلى جنب مع بريطانيا والصين وباكستان، ثم دخلت البلاد العربية حرباً بالوكالة مع الغرب ضد السوفيت.

السعودية كانت الداعم الأبرز للحرب في أفغانستان اقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا عبر البروباجندا الدينية أما مصر فكانت ذات البصمة الأقوى إذ صدرت المجاهدين مع الدعم اللوجسيتي في عصر الرئيس محمد أنور السادات والذي استقبل المجاهدين الأفغان.

لم يخفي السادات دعمه للمجاهدين الأفغان بل أعلنه حتى على التلفزيون خلال حواره مع همت مصطفى يوم 25 ديسمبر عام 1980 حيث دعا إلى قيام الشعب المصري بالتبرع لهم قائلاً «احنا في مصر بنساعد باللي بنقدر عليه وعلشان كده بأقول أنا حابعت من هدومي اللي عندي.. من هدومي ومن دولابي أبعت علشان الأطفال والنساء والرجال في أفغانستان كل ما نقدر عليه وكل واحد ربنا فتح عليه عندي هنا في بلدي في مصر أوجه له كلامي بإرسال الغطاء والكساء والأكل وكل ما نستطيع وباعلنها وباقول سأرسل مزيداً من الأسلحة أيضاً.. أنا أرسلت أسلحة وسأرسل مزيداً من الأسلحة مع الغطاء والطعام والملابس».

من ضمن الذين استجدى السادات تبرعاتهم كان شعب بورسعيد حيث وجه لهم خطابًا قال فيه «الأفغاني بالفطرة مقاتل.. لكن بلادهم جبلية وفي الشتاء قارسة جداً.. لما جابوا اللاجئين في التليفزيون وشفتهم ده اللي خلاني طلبت لازم نعمل أسبوع لأفغانستان وكويس.. ثم ان مصر هي اللي وقفت وحدها.. احنا فعلاً بعتنا لهم سلاح وأيضاً معونات أنا باطلب في الاسبوع اللي جاي إن شاء الله كل شئ نستطيع أن نساهم بيه مع اخوتنا الأفغان.. هدوم وغطاء.. أوجه كلامي لأولادنا في بورسعيد.. يعني ده نداء للمواطنين في مصر انه تعالوا جميعاً بدءاً من أسبوع أفغانستان كل من يستطيع أن يستغني عن هدوم.. أغطية.. فلوس.. طعام.. وبالذات أوجه لأولادي في بورسعيد اللي ربنا وسعها عليهم أنا عايز منهم أغطية أساساً بطاطين يشتروها لأفغانستان علشان المليون وشوية والأطفال والنساء والرجال اللي جوه المنطقة قارس يلاقوا الدفء من اخوانهم في مصر ليه لأن مسئولية مصر إسلامية».

إقرأ أيضا

“رؤية مغايرة للاسم المشهور” هل فعل المعز لدين الله ما يستحق أن تُنْسَب القاهرة لاسمه؟

أبو عمر .. المصري الذي اشتغل الحكومة

قصص الذاهبون إلى أفغانستان والعائدون منها أيضًا زاخرة وكلها تتفق من حيث البدايات وتختلف في النهايات، فخلال عصر مبارك أرادت الأجهزة الأمنية التخلص من صداع شباب الجماعة الإسلامية فأرسلتهم إلى أفغانستان للجهاد هناك في صفقة سياسية تستهدف كسب الولايات المتحدة الأمريكية وإبعاد العناصر التي تهدد الأمن بالإرهاب، فكان يتم تسفيرهم عبر منحهم جوازات سفر وتأشيرات للعمرة مع مبلغٍ من المال، لكن تبقى قصة أبو عمر طريفة إذ سافر إلى باكستان ومنها إلى أوروبا في رحلة سياحية ويكمل تعليمه هناك ليستقر في باكستان دون أن يحارب وتم اعتقاله بعدها بسنوات ليتم الإفراج عنه وسعى لرفع قضية على مصر بهدف تعويضه ماليًا عن سجنه لكنه لم يكسبها.