أكثر العربيات انتشارًا في مصر
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لقب “الأكثر انتشارًا في مصر” يصعب الحصول عليه في أي مجال، وبالنسبة لسوق العربيات الموضوع كبير قوي، مش بس لأننا كتير جدًا، لكن كمان لأن عندنا مدينة زي القاهرة العربيات فيها أكتر من البني آدمين، عشان كده المنافسة هنا بين 5 أنواع من العربيات، نقدر نقول عليهم “الأكثر انتشارًا في مصر”.
الأوتومبيل التويوتا:
إمبراطور الميكروباص في مصر، ولمن لا يعلم أو مش واخد باله، فلا توجد مواصلات عامة حدانا إلا في القاهرة والأسكندرية الشقيقة، أما باقي البلد فكله ماشي بالحب.. بالحب.. بالحب..، وأي حد عايز يروح أي حتة فعليه بقى وعلى الميكروباصات أو المشاريع كما يطلق عليها سُكان مدينة الثغر.
الميكروباص هو شبكة المواصلات الأكثر انتشارًا في أرجاء المحروسة، وحتى في المدينتين اللي عندهم مواصلات عامة يستمر الاعتماد ع الميكروباص بشكل أساسي يستحيل الاستغناء عنه، فالمناطق العشوائية كتيرة.. يمكن أكتر من المناطق سابقة التخطيط، فعلى ما يتعرف إن المنطقة الجديدة دي موجودة وأن اللي فيها بشر.. وأنهم بيمشوا، فيبدأ يتعمل لها شوارع، ثم خط أتوبيس، على ما كل الإجراءات دي تتم بيكون عالم الميكروباص تمدد وأخترع موقف جديد للعشوائية الجديدة، وفي ضوء هيمنة الميكروباص على عالم المواصلات، وسيطرة “الأوتومبيل التويوتا” على هذا العالم، تكون التويوتا الـ14 راكب مرشحة بقوة للمنافسة على اللقب.
الدبّابة:
أو التويوتا النُص نقل، وهي تعمل بكفاءة منقطعة النظير في السوق المصرية، إن كان في مجال نقل البضايع أو حتى نقل مستهلكيها، فحين تظهر منطقة عشوائية جديدة، وتسيطر التويوتا الميكروباص على عملية ربطها بالعالم الخارجي، أقرب موقف رسمي، فورًا تظهر الدبابة لتتولى مهمة نقل الناس من حدود المنطقة العشوائية إلى داخل دهاليزها أعتباطية التصميم.
أتعودت الدبابة على وجود منافسة مش هينة في هذا المجال من العربيات الميكروباص الخُردة، اللي يصعب تحديد نوعها بالضبط، بس خلال العشر سنين الأخيرة بقت تواجه منافسة شرسة جدًا من الوافد الجديد للعب هذا الدور تحديدًا، “التوك توك”، اللي حجمه الصغير وتكوينه التافه مكنه من التوغل داخل أدق شقوق عشوائياتنا عديمة الطرقات.
ورغم هذه المنافسة، فإن الدبابة تحافظ على انتشارها خصوصًا في المحافظات، حيث تشارك بقوة في عالم الميكروباص، زيها زي بنت عمها الـ14 راكب، وأبن مين فيكي يا أسوان اللي ماقالش الجملة التاريخية” اديله جرس”.
التُمناية:
بلاش تفهموني غلط، أنا باتكلم عن السوزوكي الـ7 راكب، العربية اللي خدمت سنين طويلة في بلد الغريب تحت اسم “العربية الفطوطة”.. حيث كانت مهيمنة على خط الأربعين-الملاحة، انتشرت التُمناية خلال السنوات الأخيرة في مختلف المحافظات، وقدرت تنتزع لنفسها تخصصين من بين أنياب الدبابة والتوك توك تعلب فيهم بكفاءة عالية.
الأولاني المسافات المتوسطة.. اللي هي قصيرة ع الميكروباص وفي نفس الوقت كتيرة ع المشي، وهي مشاوير كانت من نصيب الدبابة لكن نجحت التمناية في انتزاعها بفضل تصميمها المخصص للبشر واللي أكسبها شرعية العمل في المجال ده وخلى الزبون يفضلها عن الدبابة أو كما تعرف في أسوان “العربية الكبوت”.
التاني التوغل في قلب العشوائيات، دي زي ما قولنا كانت مهمة الدبابة والميكروباصات الخُردة وظهر لهم التوك توك كمنافس شرس، التمناية جمعت عدة مزايا مكنتها من دخول السوق ده بقوة؛ حجمها الصغير سمح لها بالتوغل في أصغر حواري العشوائيات.. وكونها بتشيل 7 ركاب حافظ لها على أمكانية العمل في مجال النقل الجماعي على عكس التوك توك اللي حمولته الصغيرة خلته أقرب لمنطق التاكسي منه للميكروباص. وعشان كده قدرت التمناية وخلال فترة مش كبيرة تحجز لنفسها مكان بين المنافسين على اللقب.
عربيات الفول:
صحيح هي خشب في خشب.. ومالهاش موتور ولا بتحرق بنزين ولا حتى بتنقل ركاب، لكن تستطيع عربيات الفول المنافسة بقوة على اللقب، ففي القاهرة فقط لا يكاد يخلو شارع من واحدة، ومستحيل مدرسة ولا محكمة ولا مستشفى ولا أي مصلحة حكومية مايكونش جنبها عربية فول. تمتلك عربات الفول ثقة المستهلك المصري الصميم، ما دفع العديد من محلات الفول والفلافل إلى شراء واحدة ووضعها داخل المحل والبيع من خلالها.
كفاح عربية الفول في مصر يستحق مجلدات لا فقرة في مقال، فهي قديمة قدَم العَجَلة، ولسه بتمشي وتنافس، حتى حين هجم صغار المستثمرين على سوق الطعام كسوق مضمون استمراره، ونجحت محلات الكشري في القضاء بشكل شبه تام على عربيات الكشري، بقيت عربية الفول صامدة في وجه أموال العائدون من العراق والكويت وليبيا.. والتوجهات العولمية ذات نفسها، حتى أني بقليل من المبالغة أقدر أقول أن عربية الفول صمدت في وش فضة المعداوي ونجحت فيما فشلت فيه فيلا د. أبو الغار.
عربيات الأطفال:
ومن أكثر العربيات انتشارًا عربيات الأطفال، منافس قوي على اللقب، فحسب تصريح محمد عبد الجليل، مستشار رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء سنة 2014، فإحنا بنتكاثر بمعدل فرد كل 15 ثانية، يعني بالصلاة ع الحبيب بننتج في الساعة الواحدة 240 زبون، لو واحد بس اشترى، تبقى النتيجة بيع 24 عربية يوميًا، وهو رقم أعتقده الأكبر في عالم العربيات. والرقم ده قابل للزيادة مش للنقصان.
خصوصا مع فترة العزل الشنيعة اللي عايشينها هتخلي إنتاجنا من البشر يوصل لمعدلات غير مسبوقة، وأظن أننا نستحق الترشح لجايزة نوبل في هذا المجال، لأن إنتاجنا للأطفال هدفه فقط انتشار النوع، فلا هدف ديموجرافي زي فلسطينيو 48، ولا للحفاظ على البقاء زي أهالي غزة والضفة المحتلة، ولا طمعًا في أمتيازات مادية زي اللاجئين في أوروبا، ولا تأثرًا بتوجيهات الدولة زي كندا، فقط بغرض التكاثر كفكرة.. وهي رسالة ما يعلم بيها إلا ربنا وتستحق في حد ذاتها موضوع مستقل.
اقرأ أيضًا: ربنا عرفوه .. بالوحي
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال