همتك نعدل الكفة
307   مشاهدة  

أم كلثوم أرجل من عبد الوهاب

أم كلثوم


في مطلع الاربعينيات احتدمت المعركة على مقعد نقيب الموسيقيين بين ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب  ، وصل التراشق بين الخصمين اللدودين للذروة ، كل منهما يرفض أن يحتل الأخر مقعد النقيب ، حيث أنهما اعتقدا أن  هذا  اللقب يمنح   من يحصل ميزة الأفضل ، بينما عبد الوهاب في داخله  يعتقد أنه صاحب الصوت الأجمل ،وأم كلثوم نرى أنها تفوقت جماهيريا  بمراحل على عبد الوهاب .

 لم تنجح وساطة صديق الطرفين مصطفي أمين في ان اقناع عبد الوهاب أن يصبح نائبا لأم كلثوم ،كما أنه لم ينجح في الوصول إلى  العكس ،وتمسك كل من العملاقين  بموقفه ، ولم يعد هناك مفرا من ان يحتكم قطبا الغناء في مصر والعالم العربي ، إلى صندوق الانتخابات ، الذي أسفر في نهاية الامر  عن فوز أم كلثوم بثقة الأغلبية ،بالطبع وقف مع ام كلثوم ملحنيها الكبار في ذلك الوقت محمد القصبجي والشيخ زكريا أحمد  ورياض السنباطي ، كل منهم كان لديه معركة شخصية مع عبد الوهاب ، وكان أجراءهم  في العداء زكريا أحمد ، وعندما سألوه، لماذا منحت صوتك لأم كلثوم  فلم يذكر أي أسباب عملية، بل  قال بأسلوب تهكمي ( أم كلثوم أرجل من عبد الوهاب ).

هناك صورة ذهنية طرحتها أم كلثوم لدي الناس وهى السيدة الجدعة الشهمة  ،  ولهذا منحها القسط الأكبر من أعضاء النقابة أصواتهم بينما ضنوا بها على عبد الوهاب ، فهو  في الذاكرة الجماعية له صورة  ذهنية مغايرة ،  تضعه في قائمة الشخصيات الارستقراطية البعيدة  عن الناس ، رغم ان عبد الوهاب والذي التقيت به كثيرا ، على العكس تماما ،أقرب لشخصية ابن البلد  بطبعه يميل لروح الدعابة،  والنكتة والقفشة دائما حاضرة ، وبالطبع لم يلحق عبد الوهاب زمن التليفون المحمول، رحل عام 1991 ، إلا أنه كان حريصا على أن يرد بنفسه على كل المكالمات التي تأتي له  في منزله .

هناك فنانون  الصورة المتداولة عنهم  وكأنهم محاطون  بغطاء من أوراق السوليفان  مرفوعة أمامهم يافطة (ممنوع الاقتراب ) مثل عبد الوهاب،  بينما أم كلثوم ظلت وحتى لحظاتها الأخيرة هي بنت البلد الفلاحة ،كانت تقول عندما يسألونها عن ندرة رحلاتها لقريتها (طماي الزهايرة ) بمحافظة الدقهلية ،  أهلي أكرم مني   يأتون لزيارتي  ، بينما قد تضاءلت  رحلاتها إليهم ، معللة ذلك بأنهم  يصرون في كل بيت  بالقرية ،على دعوتها للغداء ، ولأنها لا تستطيع  تلبية كل الدعوات فقررت حتى لا يغضب أحد ألا تأتي إلا زيارات خاطفة وغير معلنة  للقرية.

مواقف أم كلثوم  التي تُثبت شعبيتها وأنها حاضرة النكتة والقفشة ليست كلها في الحقيقة لأم كلثوم ، قرأت الكثير منها وتشككت فيها لأنها تضعها  في مصاف حمادة سلطان المونولجيست الراحل الشهير الذي كانوا يطلقون عليه ( صاروخ النكتة) .

 الناس عندما ترتاح لفنان تضع الكثير مما تريد سماعه علي لسانه ،وهذا هو بالضبط ما فعلوه مع أم كلثوم  ، رغم ان عددا من تلك المواقف  لا تتفق ابدا مع شخصيتها الريفية المتحفظة  .

وأحيانا يذكرون مواقف سياسية  تتجاوز منطق الأمور ، مثلا يقولون  أنه بعد القاء القبض  على مصطفي امين عام 64 بتهمة  التجسس على مصر، ان الرئيس التقي بالفنانين  في  حفل عيد الثورة كما كان متعودا في كل عام ، وذلك أثناء الاستراحة الغنائية ،وجاءت سيرة مصطفي امين فقال عبد الوهاب (المذنب ينال جزاؤه يا ريس)  بينما قالت ام كلثوم (مصطفي امين وطني ولا يمكن ان يخون) بل قالوا انها قررت غناء  الاطلال عام 66 لكي تردد  هذا المقطع  في حضور عبد الناصر ( أعطني حريتي اطلق يديا /أنني أعطيت ما استبقيت شيئا )  وكأنها  تتحدث بلسان حال  مصطفي امين  .

بالتأكيد محض خيال،  فمن هو الفنان الذي يجرؤ  على ان يعترض على الرئيس  في حضرة الرئيس.

إقرأ أيضا
مسلسل صلة رحم

 يبقي أن أذكر لكم ، أن الشيخ زكريا أحمد في نهاية الأربعينيات أقام دعوي ضد كوكب الشرق  يطالبها بأن تمنحه بضعة مئات من الجنيهات  ( تساوي الآن ملايين ) حقوقه المادية مقابل أغانيه  التي لحنها لها ، متهما إياها بالنصب عليه ، و قرر انتقاما منها أن يغنيها بصوته  ، وبالطبع لم تعد أم كلثوم بالنسبة له (أرجل من عبد الوهاب)!!






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان