همتك نعدل الكفة
958   مشاهدة  

“أنا أفضل قبطية تلّبس الحجاب”.. سهير لطفي من ربة منزل إلى سيدة أعمال

سهير لطفي


  • سهير لطفي  لـ الميزان
    ـ أنا أفضل قبطية تقوم بتلبيس الحجاب

    ـ حاربني التجار بضربات متلاحقة وإغلاق السوق عليّ وكل من حاربني أغلق متجره وأفلس

كل ما فعلته سهير لطفي انها استطاعت صنع نجاح من لا شيء هي “سهير لطفي فؤاد” القبطية التي تعد من أفضل المروجين إلى بيع أغطية الشعر للمحجبات في مول الهدى بأسيوط، يعد أحد أدوتها إلى النجاح في رأيي أنها تعد بمثابة مصممة وصديقة إلى الزبونة، أكثر من كونها تهدف إلى تدفق حركة البيع، تجربة ملهمة ننقلها، من خلال هذا اللقاء :ـ

 من معروضات مول الهدى
من معروضات مول الهدى

كم عمرك؟ وما هو المستوى التعليمي الذي وصلتي له؟

حصلت على دبلوم تجارة، والتحقت بكلية تجارة وفي السنة الأولى لم أكمل دراستي وتزوجت، أما عمري فهو 46 سنة.

كيف حدث هذا التحول الكبير في خبرتك العملية، وشخصيتك؟

أنا أرملة منذ حوالي 9 سنوات كان عمرى عندما توفي زوجي 31 سنة مدللة أسرتي؛ فأنا ابنة وحيدة بين الذكور  وأكمل تدليلي زوجي حيث تزوجت عن عمر 18سنة، لا أجيد أي شيء أي شيء في حياتي سوى أن أتزين وأجلس في المنزل ولا حتى التسوق، ولكن عندما وضعت في ظروف معينة كان لا بد أعمل.

عندما توفي زوجي ترك لي ثلاثة أبناء، بنتين إحداهما في ثانوية عامة والأخرى في الإعدادية وولد في رابعة ابتدائي، وهو كان مشرف تنفيذي في مديرية الإسكان، وعمله الإضافي في ورشة كاوتش، وكان مجمل الدخل من 7 آلاف إلى 8 آلاف في ذلك الوقت، وتم إغلاق محل الكاوتش بعد وفاته، ووقف معه كل شيء فالمعاش لا يقارن بالمرتب، فهو رقم لم ولن أنساه في حياتي حيث يبلغ 446 جنيه، ولا أعرف كيف اتصرف؟! ورشة الكاوتش تحديدًا لا يصلح  للعمل بها إلا لصاحبها.

اقرأ أيضًا
فرح .. حارس مرمى منتخب مصر التي أحبها

أعيد تشغيل الورشة من خلال شخص وسيط ليديرها وتقاسمنا الأرباح،  ولكنه كان لا يكفي أيضًا ؛ فالمعاش فقط لا يكفي ابنتي دروس خصوصية، على الرغم من أني شربت الحرفة لكنها لا تمثلني؛  لأنها عمل لا يليق بامرأة.

وبعت الحُلِي الخاص بي وببناتي، وساعدتني والدتي بالباقي وشاركت أخي على تاكسي وكان يقوده، كان إيراد التاكسي ألف جنيه تقريبًا وبدأت أبحث عن عمل، ولكني لا أعرف الخضوع  لأمر مرؤوس، إلى أن تعرفت على عائلة راقية بها شاب رائع وأعجب هذا الشاب بابنتي نيرمين؛ وافقت على خطبتها له وهي في الصف الثالث الثانوي؛ حتى تكسب عائلتنا  رجل، ونأمن كلام الناس، وهما حاليًا زوجين سعيدين، ثم جاءت أمامنا فرصة شراء متجر ببضاعته، اقترحت عليه أن يشترى المتجر؛ فعلل عدم قدرته بسبب وظيفته فعرضت عليه شرائه وأن أديره نظير راتب شهري وتم شرائه بالفعل، ووعدني البائع أنه سيعلمني كل شيء خاص بالمتجر،  ولكن هذا لم يحدث.

بدأت العمل في المتجر، بدون خبرة، لم اجيد التحدث مع العميلات، ولا أعرف ماذا تعني بطانة التي يسالون عنها؟، عشت فترة سوداء، أبكي في المتجر؛ لأنني  أبغض الفشل والفاشلين وبدأ أصحاب المتاجر المجاورة يتعاطفون معي إنسانيًا، ويبيعون نيابة عني كل منهم مرة للتفاوض مع العميلات، ومرة تلو الأخرى تعلمت منهم.

ما الذي دعمك في المشوار ؟

دعمني برنامج تدريبي مجاني لشركة ناشئة جديدة، لمدة ثلاثة أشهر؛ لإجادة التسويق والإدارة ومهارات أخرى كثيرة، واستفادت من هذا التدريب جيدًا، وتعلمت إجراء عمليات البيع والشراء، والتعامل بشكل عام مع الناس، على خلاف الماضي،  كنت أخشى الحديث مع الناس، حتى أصبحت أفضل من تلبس حجاب للمسلمات في المول بالكامل وأنا قبطية، ثم  أصبحت أملك متجرين ومصنع، وأبحث عن الثالث، لنشاط مختلف.

لماذا لم تتزوجي إذا كنتي تريدين أن يدخل عائلتك رجل، بدلاً من تزويج ابنتك في سن صغير ؟

لأني أرفض مبدأ الزواج، كنوع من الوفاء إلى زوجي، على الرغم من عروض الزواج المغرية جدًا، أحدهم  متعدد الملايين، وعرض وضع مليون جنيه وديعة في حساب ابني، ويعطيني فيلا، ولكني رفضت

حرمان وتفاوض

اسردي لي ماذا حدث بعد ذلك ليتحول المتجر إلى اثنان ثم ثلاثة ثم مصنع لأغطية الشعر؟

المول
المول

جاء لي إيهاب زوج ابنتي ذات يوم  وعرض عليّ أن نبيع المتجر؛ حيث أنه لا يحقق مكاسب وأمامه فرصة مشروع أفضل،  أعربت له عن حبي إلى المكان ورغبتي في المواصلة، كنت أتقاضى منه راتب يتراوح من ألف إلى ألف ونصف وقت ذاك؛  ظللت أفكر بجدية ماذا أفعل لأحافظ على عملي الذي أحببته؟!.

قررت أن أشترى منه المحل ولكني لا أملك ثمنه، فعرضت على التجار أن يمدوني ببضاعة تملئ المحل بالكامل، بشرط عدم سداد قيمتها إلا بعد انتهاء الموسم، رحبت جميع المكاتب بلا استثناء بهذا العرض وساندوني، وكان كل ما عليه سوى اني أعمل وأكسب، ولا أنفق من المكسب شيء،  حرمت نفسي وابنائي من كل شيء؛  حتى أسدد باقي أموال إيهاب زوج ابنتي وأحصل على المتجر بالكامل.

ثم وجدت متجر مجاور إلى متجري في المول سيأخذه شاب صغير، وسينافسني في نشاطي، أدركت أن وجوده  سيدمرني؛ فهو شاب صغير يستطيع السفر المتواصل حتي يجلب البضاعة، وبعض البنات تشترى من الأولاد، وأنا امرأة أتقدم في السن فقررت على الفور شراء المحل الآخر،  على الرغم أن صاحب المول قال لي أنه متجر فاشل، لكني أكدت له أني سأنجحه ونجح الاثنان بالفعل.

من أين استحضرت تلك العزيمة؟

لأني شخصية قوية أملك هدف وتطلعات منذ أن كنت صغيرة، حتى عندما كنت فتاة صغيرة،  كنت متطلعة ومدققة في  اختياراتي للعريس المتقدم، راعيت أن يرقي من مستواي، ودائمًا أضع هدف الصعود بنفسي ومن معي وأحب الخير للجميع،  لا أحب أن أكون أعلى واحدة.

لماذا اخترتي أغطية الشعر للمحجبات كنشاط تجاري على الرغم من كونك قبطية؟

لم أختار هذا النشاط التجاري؛ جاء أمامي بالصدفة، وبالنسبة لي كانت جميع الأنشطة التجارية بأنواعها على مسافة متساوية؛ فليس لديه معرفه بهم؛ لأني كنت في الأساس ربة منزل، وتزوجت في سن صغير، وكان أول شيء عرفته هو زوجي.

هل التدريب منحك اختصار سنوات من الخبرة لم تمري بها؟

المول
المول

تعلمت دروس جميلة جدًا من تجربتي القاسية، أكثرهم  تأثيرًا في حياتي جدًا تجاوز الرهاب الاجتماعي؛ حيث كنت بالماضي عندما يأتي شخص ليحدثني أخاف، بينما لم أستفاد كثيرًا من التدريب في أعمال المحاسبة والإدارة؛ لأني ذكية جدًا فوظفت هذا الذكاء إلى جانب ما اكتسبته.

ما المردود الذي عاد على حياتك الشخصية من عملك ونجاحك؟

بعد وفاة زوجي كنت يائسة من حياتي، وأصبحت امرأة مهملة في نفسها، بينما بعد الخروج للعمل شعرت بأني أعود لحيويتي؛ حدثت من مظهري، وحافظت على نفسي، وبدأت أهتم بصحتي؛ من أجل عملي.

قد يسبب ملبسي الأسود الكآبة إلى بعض العميلات ويجعلهن يتساءلن، هل ستستطيع هذه المرأة القاتمة أن تلبسنا؟!؛ فلذلك حدثت مظهري، إذ استمريت في المنزل وسيكون حالي مثل حال والدتي كل يوم تبكي على فراق زوجي وخالي المتوفيان، أما أنا فأعود من العمل منهكة وأنام؛ لا مجال ولا وقت للتفكير.

لماذا لم تختاري دعم حاضنة أو الغرفة التجارية أو جمعية المستثمرين أو سيدات الأعمال إلخ؟

 لم أفكر في ذلك الوقت في ذلك لان أهلي مليونيرات، كان أولى أن أطلب منهم،  وكان المسيطر على تفكيري ذلك الوقت أن أعتمد على ذاتي، ولم أخذ جنيها واحدًا من أحدً وأخذت قرض بالفعل لتجهيز ابنتي؛ لأني كنت فعليًا وقت ذاك بدأت المشروع.

ما هو الدافع كي تتغير حياتك 180 درجة؟

كل ما فعلته  من أجل أبنائي؛ حتى أوفر لهم نفس المستوى المعيشي السابق، ولا أحوجهم إلى أحد؛ فبعد وفاة زوجي منعت الهدايا وأي شيء من أي شخص،  لدرجة أن ابنتي لا ترى سبب لزواجها فهي تعيش في مستوى أرقى من السابق،  قائلة: “ماذا سأجني من الزواج إذا كنت أعيش في مستوى أرقى من السابق؟!”

 ما العقبات التي واجهتك؟

مول
مول

في بدايتي نظر إليّ التجار في المول كوني امرأة جاهلة في المهنة؛  فبدأوا يحاربوني بمجرد ما بدأت أدخل بضاعة بآخر أموال أملكها، اتفقوا مع بعضهم البعض أن يغلقوا السوق عليّ؛ وحرضوا الموزعين أن يحرموني من البضاعة، وبعض التجار سحبوا بضاعتهم المباعة لي بتحريض منهم، ويشترطون على البعض الآخر إذ باعوا لي لن يشتروا منهم بضاعة.

كان من يحاربني من التجار أقوياء بتكاتفهم وخبرتهم، وتسببوا لي في خسارة ضخمة؛ لأن أول موسم أخذته كان بالقرب من شهر رمضان وهذا الشهر مصدر رزق لجميع الناس ويجعلني أظل أبيع السنة كلها، كنت أظن أن حصاد الارباح في شهر رمضان 600 جنيه كافي، لم أعرف أن شهر رمضان يُدْخِل ربح يتراوح من 5000 إلى 6000 وأكثر.

كل هذا فعلوه حتى يغلقوا عليّ السوق ويحصلوا على المتجر بأي طريقة؛ لأنه موقعه متميز ومطمع أيضًا؛ ولأني قبطية ودخلت في وسط مجتمع لا يوجد به أقباط، ويوجد ناس نفوسها ضعيفة لا تحب الأقباط؛ فاستمرت الضربات المتلاحقة عليه، وتدور الأيام وأصير الأقوى، وجميع من ضربني في قوة يومي يفلسون ويغلقون متاجرهم بدون استثناء، ومالك المول كان يرد عليهم في غيبتي باني محل ثقة واحترام، وبمرور الوقت أصحاب المتاجر المجاورة يحبوني ويحترموني، وأكلنا مع بعض عيش وملح، وكلمتي مسموعة عليهم بالأمر؛ لأني في سن والدتهم وأكبر منهم سنًا، وموقفهم تغير معي بعد ذلك 180 درجة.

ماذا فعلتي بعد محاربة التجار لكِ ؟

سافرت إلى القاهرة وبحثت عن أماكن شراء الجملة وتعاملت معهم؛ ونظرًا لأني لا أقدر على السفر كل شهر تعرفت على تاجر موزع في أسيوط خدمني سنين كثيرة، أتعامل معه منذ 5 سنوات أخذ منه بضاعة بمبالغ كبيرة، وأقسط مبالغ كبيرة ويقبل التقسيط بأرقام لم يقبلها إلى احد في السوق،  وكان لا يهتم بالمنافسين لأنه كان أقوى ولكن محاربتهم لي كانت وقت قصير، بعد ذلك كل من تمنى لي أن أفشل قمت بتوزيع  عليهم بضاعة.

من الجهات أو أشخاص التي قامت بدعمك؟

تخيلي أني لم أجد شخص يدعمني نهائيًا سوى أمي،  وعلى قدر المستطاع إخوتي؛  فقد لجأت إلى كنيسة لم تساعدني وإلى ناس لها علاقة بالمشروعات، وإلى أهلي وأهل زوجي، ولم يقف بجواري أحد.

ما القوانين أو المشروعات أو التسهيلات التي ساعدتك وكانت مؤثرة؟

عندما قدمت لعدة جهات قبل أن افتتح مشروعي قالوا لي إذا هناك مشروع قائم سنمولك، لكن إذا لم يكن هناك مشروع قائم لن نمول؛ فلذلك ولا قوانين أو تسهيلات أو مشروعات ساعدتني.

سهير لطفي: مسلسل حفزني وأخطاء السابقين علمتني

ما الشخصيات التي ألهمتك خوض التجربة؟

المول
المول

تعلمت درس كبير من أخطاء الآخرين؛ حيث أن أخ زوجي توفي قبل زوجي، وزوجته موظفة ومرت سابقًا بنفس ظروفي ومعانتي، وتخبطت كثير فكانت كل خطأ ترتكبه لا أكرره، وإلى الآن ما حققته في سنة أو اثنان لم تستطيع تحقيق عشره  هي بعد 15 سنة؛ تلك هي الشخصية التي كنت أعايش تجربتها وإخفاقاتها لحظة بلحظة.

أقول لكِ الشخصية الملهمة ولن تضحكي عليّ، أن أكثر شخصية حفزتني وألهمتني هي شخصية عبد الغفور البرعي، في  مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، حيث شاهدته في اليوم 20 مرة لن أمل منه، وأبحث عنه على اليوتيوب، وعندما أشعر اني في ضائقة استحضر حلقات الاحباطات التي مر بها وأتعايش مع ما فعله؛ لدرجة أنه صار هدفي أن أحقق ما حققه.

هل من قلب المحنة توجد المنحة؟

نعم شعرت بذلك، وفرقت معي جدًا.

رسالة نابعة من التجربة تودين توجيهها إلى امرأة تنتظر عمل حكومي أو فرصة سهلة أو منحة؟

دائمًا أقول لأي امرأة تقع في مثل ظروفي لا تيأسي ولا تجعلي شخص يكسر عينك لحظة، يجب على المرأة أن تثق في نفسها انها إذ أردت فعل شيء ستنجح فيه، وإذا معها أطفال فمشوارها طويل؛  لا بد أن توصلهم إلى بر الأمان، حتى لو على حساب أشياء كثيرة، لأنها أمانة.

كيف ستوفقين بين إدارة المحلات والمصنع؟

موجودة في المول منذ الساعة الحادية عشر صباحًا، وحياتي كلها للعمل أبنائي كبروا وأمي وابنتي يديرون منزلي.

ما سبب استمرارك في الأسود رغم مرور 9 سنوات على وفاة زوجك؟ ألم يتعارض ذلك مع عملك؟

المول
المول

استمراري على ارتداء الأسود نابع من الوفاء لزوجي الذي لن أعوضه، وكنت لفترة قريبة أرتدي السواد في المنزل أيضًا، ربما إذا كنت صغيرة كنت فكرت؛ ولكني كبيرة عائلتي وأجدد من مظهري، وأشترى ملابس سوداء راقية جدًا؛ حتى أكون محل ثقة لاختيارات أذواق العميلات.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان