همتك نعدل الكفة
106   مشاهدة  

أنا من غيرك هل تكون بداية جديدة لـ بهاء سلطان؟

بهاء سلطان
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لا يمكن إنكار امتلاك المطرب بهاء سلطان صوتًا فريدًا من نوعه، واستمرار رهان الجمهور عليه وتطلعاتهم في كل جديد يقدمه وأحيانا الافتعال والمبالغة في ما يقدم حتى أصبح التعامل مع انتاجه الفني فيما يشبه المقدسات  حيث غفرت له كل اخطائه وأغنياته الضعيفه مع عدم تحميله وزر تعطيل مسيرته التي لو نظرنا إليها بشكل موضوعي سنجدها لا تليق بفرادة صوته وكان من الممكن أن يكون في مكانة فنية أهم وأعلى مما وصل إليه.

منذ صدور أغنية “أنا من غيرك” في فيلم “الهوى سلطان” وأتابع ردود أفعال إيجابية تجاه الأغنية أغلبها يصب ناحية بهاء سلطان نفسه ومجاملة صناع الفيلم له واعتباره أحد أفراد الأسرة وأحد من عبروا عن مشاعرنا في مراحل عمرية متعددة، لكن هل الأغنية تستحق كل تلك الضجة وبفرض أنها تستحق الضجة هل توقف عندها بهاء سلطان نفسه ليراجع مسيرته الفنية التي عبث بها منتجه الأول “نصر محروس” واختار له أغنيات لا تليق بأهمية صوته ثم مواصلته هو نفسه العبث بتلك المسيرة بعد تحرره منه وارتباطه بشركة روتانا التي تتعامل معه وكأنه مطرب “مهرجانات” وكأن بهاء لا يعرف طرق أخرى لإختيار أغانيه غير تلك التي تعلمها من محروس.

بهاء سلطان
اهداء صناع فيلم الهوى سلطان لـ بهاء سلطان

لا يهم من أختار أغنية “أنا من غيرك” وأن كان مرجح بشكل كبير أنها من اختيار صناع الفيلم حيث تداخل بهاء سلطان في مشاهد حوارية داخل الفيلم وأصبح وجوده حتمى في أغنية تعبر عن مضمونه، وهنا مربط الفرس في القصة كلها، بهاء لا يعرف الأغنية الجيدة من الأغنية الرديئة ولو لخصت مسيرته الطويلة التي تخطت العشرون عامًا لن تجد له عشر أغنيات جيدة على الأكثر.

YouTube player

لا جديد تحت الشمس

اختيار منة عدلي القيعي لكتابة الأغنية لا سبب محدد له؛ سوى نشاطها المكثف في الفترة الأخيرة رغم عدم امتلاكها مشروعًا شعريًا مهمًا يجعلها تنتشر هذا الانتشار المبالغ فيه، وأن كانت حققت نجاحات كبيرة سواء في سوق البوب أو في الحملات الإعلانية التي تتولى كتابتها.

وهو الشئ الذي تبرع فيه أكثر من كتابة الأغنية، التي تقتات فيها على مفردات غيرها كثيرًا وتعرف كيف تعيد توليفها من جديد وهي تعلم جيدًا أن تلك هي أصول النحت الفني في إعادة إنتاج ما سبق حتى لو لم تأتي بأي جديد؛ بل وأحيانًا تتعامل مع الأغنية على أنها منتج تجاري بحت، حيث استخدام الإيفيهات الدارجة الـ Catchy التي تجر أذن المستمع، ولا يهم أن بقيت فيها أقل من ساعة.

المضحك في الأمر أن سابقًا كان من لا يجد لنفسه متسعًا في سوق الأغنية كان يبحث عن لقمة عيشه في وكالات الإعلانات والأن أصبح العكس حيث دخلت جوقة كتاب الإعلانات سوق الأغنية لتحتله بالكامل وهي من أوصلتنا إلى العبث الذي نسمعه حاليًا.

كلمات الأغنية لم تأتي بجديد لا على صعيد الفكرة ولا على صعيد المفردات مع الوضع في الاعتبار أن الأغنية مكتوبة لأغراض تخدم دراما الفيلم نفسه، لو تركنا الكلمات على جنب ورحلنا صوب اللحن سنجد أن ثلاث أرباع شهرة الأغنية في الجمل اللحنية لعزيز الشافعي الذي يضعك في حيرة من أمره، مادام لديك كل تلك الإمكانيات وكل تلك القدرات الفنية المدهشة في ابتكار جمل لحنية صادقة ورصينة، لماذا تصر على بناء مسيرة موازية في الطقاطيق الخفيفة مع إدراكك أنها لن تعيش في ذاكرة المستمع أكثر من أسبوع على العكس من الأغنيات الأخرى لكن يبدو أن الفنان في هذا الزمن لا بد له أن يعيش أولًا ثم بعد ذلك يفكر في صناعة فن يعيش.

مقاييس السوق

لحن الأغنية على مقام النهاوند وهو من المقامات التي يبرع في استخدامها عزيز الشافعي ومن القلائل القادرين على إخراج أحلى ما في صوت بهاء سلطان وظهر ذلك بوضوح شديد في أغنية “أنا غلطان” التي تعتبر أهم أغنية غناها سلطان في أخر عشر سنين من مسيرته الفنية، توزيع ناعم جدًا من نادر حمدي اعطى مساحة جيدة لصوت بهاء سلطان بالأخص في المقدمة والتلاعب بطبقات الصوت وأحساس رائع من بهاء سلطان مع قانون وعود في الخلفية يصاحبان الغناء، ثم لزمة موسيقية من اّلة القانون منحت الأغنية روحًا مختلفة بلمحة شجن، حتى مع دخول الإيقاع في المقطع الأخير لم يكن مزعجًا مع صوت بهاء في الخلفية وكأنه يناجي نفسه ويصبر روحه على الفراق والتوهة من غير الحبيب.

إقرأ أيضا
الجدات

الأغنية على المستوى الفني جيدة بمقاييس سوق الغناء حاليًا حيث ندرة الأغنيات الجيدة و في ظل ازدواجية معايير سوق الغناء وأن الأغنية المنتشرة بالضرورة قد لا تكون أغنية جيدة المستوى، لكن تلك الأغنية قد تكون البداية الجديدة لـ بهاء سلطان كي يحدد معايير اختياراته الفترة القادمة وأن يدرك أن تعاطف الجمهور مع صوته قد لا يدوم طوال الوقت.

YouTube player

سكان مولوتوف الاصليين ما هكذا تورد الأبل

الكاتب

  • بهاء سلطان محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان