أنجلينا جولي .. ذات الوجه الملائكي والقبح الأمريكي

تطل علينا الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي بوجه ملائكي يحبه العالم،  حيث تتوج الأمريكية أنجلينا جولي كملكة للإنسانية بسبب مواقفها السياسية الإنسانية الداعمة للضعفاء، فأنجلينا ليست فقط ممثلة عالمية تحتل مكان كبير في قلوب محبي السينما الأمريكية، ولكنها تمثل وجهة حضاري مهم لأمريكا، فهي تعتبر رائدة في النشاط الإنساني في ظل الحروب والصراعات السياسية، حيث تعبر في الغالب أنجلينا عن نفسها في كل صراع وحرب جديدة تقع، بأنها تقف في صف الضحية وتكره الجلاد،  وقد أصبحت منذ فترة سفيرة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وأصبحت أعمالها الإنسانية تقع تحت دائرة الأضواء الإنسانية والسياسية على حد سواء، ولكن من الواضح أن هذا الكلام لم يكن سوى كلام دبلوماسي متوافق مع أجندة بلادها دون  معارضة سياسية أمريكا الخارجية.

فبعد يوم واحد فقط من الحرب على أوكرانيا، أبدت أنجلينا رأيها في الحرب بكل حاسم على مواقع التواصل الإجتماعي أنها قلبها مع أوكرانيا وتدين الاجتياح الروسي لها وتدعو لكل الأبرياء أن ينجوا من تلك الحرب، بل إنها سفرت في وسط الحرب والنيران لأوكرانيا باعتبارها سفيرة الأمم المتحدة  لشئون اللاجئين والأطفال، لتظهر في الفيديو المسجل  أثناء الزيارة وهي تصافح الأطفال الأوكرانيين  الذين أصيبوا أثناء الحرب، وفي مشهد سينمائي مؤثر ظهرت السيدة أنجلينا  وهي تحاول الهروب من غارة روسية قد بدأت فوق رؤوسهم، هي والمرافقين لها.

وفي نفس الوقت منذ حوالي عامين قد انتبهت السيدة أنجلينا عن وجود حرب في اليمن الشقيق، تلك الحرب التي اندلعت منذ سنوات طويلة، لكن يبدو أن الممثلة الأمريكية لم تنتبه لها إلا عندما تغيرت لهجة وسياسة الحكومة الأمريكية بخصوص تلك الحرب وانقلبت على المملكة العربية السعودية وهي الطرف الآخر في الحرب، لتنتبه عندها الوجه الملائكي الأمريكي عن وجود أطفال قد قتلوا وشردوا وفقاً لأجندة بلادها في ذلك الوقت، وتناست كل هذا الوقت قبل تغير تلك الأجندة ، لنتفاجىء خلال الأمس و بعد أسابيع من بداية الحرب وليس يوم واحد فقط كما حدث مع أوكرانيا ، ببيان خاص من الوجه الملائكي الأمريكي يدين وبشدة الهجمات التي شنتها المقاومة الفلسطينية على دولة الإحتلال خلال السابع من أكتوبر هذا العام، وقالت في حديثها بالنص ،”مثل الملايين حول العالم، قضيت الأسابيع الماضية مريضة وغاضبة بسبب الهجوم الإرهابي في إسرائيل، ومقتل العديد من المدنيين الأبرياء، وأتساءل عن أفضل السبل للمساعدة”.

: “أنا أيضا أصلي من أجل العودة الفورية والآمنة لكل رهينة، ومن أجل العائلات التي تتحمل الألم الذي لا يمكن تصوره لمقتل أحد أحبائها”، مضيفة أن “ما حدث في إسرائيل هو عمل إرهابي.

يبدو أن الوجه الملائكي الأمريكي لم يرى سوى ما حدث لجانب واحد فقط من الطرفين، و لكن لحفظ ماء الوجه قد قالت بعض الكلمات في النهاية عن غزة، ” لكنه لا يبرر الخسائر في الأرواح البريئة جراء قصف السكان المدنيين في غزة ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولا يمكنهم الحصول على الطعام أو الماء، ولا إمكانية للإخلاء، ولا حتى حق الإنسان الأساسي في عبور الحدود بحثًا عن ملجأ”.

إقرأ أيضا

سيباستيان هالر.. لو بقِيت لي لحظة واحدة فسوف أحياها لأقصاها

ليأتي هذا الكلام في وقت جيد لنعرف أن الوجه الملائكي الأمريكي هو فقط أداة لقول ما تريد أن تقوله الخارجية الأمريكية للعالم لكن بصوت نسائي يقول إنه يدعم حقوق الإنسان ، ويهتم بالأطفال والنساء، السيدة أنجلينا تريد لهم عبور الحدود بحثاً عن ملجأ كي يتم تهجير الفلسطينيين من غزة وتصبح ملك لدولة الاحتلال وليس خوفاً على حياتهم و لأ على حياة الآلاف من الأطفال والنساء في غزة، فقط تريد ما تريدها الخارجية الأمريكية من تنفيذ لخطة اسرائيل في تهجير الفلسطينيين لسيناء من خلال الحدود المصرية الفلسطينية لينتهي بذلك تواجد الفلسطينين في غزة وتكون بداية التهجير كل فلسطيني على أرضه وتصفية القضية الفلسطينية من أساسها وليس في هذا دعم أو إنسانية، إذا كنت تريد أن تساوم فرد على حياته مقابل وطنه وأرضه إلا إذا كان ذلك يتوافق مع سياسات الخارجية الأمريكية سيصبح عندها قمة الإنسانية،    إذا كنت تريد أن تقدم المساعدة لهم فلتفعل كما فعلت مع أوكرانيا وتنزل لساحة الحرب في غزة، لكن ذلك معارض مع سياسات الخارجية الأمريكية، ولو نزلت ستكون في تل أبيب تروي فظائع وأن كنت قد حدثت فقد حدث مقابلها الآلاف من الفظائع للفلسطينيين، لتبدو في النهاية أن الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي ممثلة عظيمة تجيد التمثيل داخل البلاتوه وأمام الكاميرات في ساحات الحروب والصراعات لتخرج السفاح ضحية والضحية إرهابي، لتظهر الوجه القبيح للإعلام الأمريكي ونعرف بأن الغرب ليس جميل أو مهتم بالشأن الإنساني هو فقط متجمل ويظهر لنا أنه مهتم ..