همتك نعدل الكفة
887   مشاهدة  

أنور منسي .. العبقري الذي علم “الكمنجة” اللغة العربية

أنور منسي
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الأصل في الفن هو العشق، والفنان عاشق بطبعه، ربما هذا ما دفع العواد الأزهري المعروف عبد الوهاب منسي صاحب الكورال إلى السفر إلى العديد من الدول العربية، بحثاً عن لقمة العيش متنقلاً من قلب لقلب في كل مدينة صدح فيها عوده وغنت فرقته، حتى وصل إلى القدس في نهاية عام 1919 ليلتقي بـ«الماظ» تلك الفتاة اليهودية ابنة أحد الحاخامات الذين يسكنون المدينة المقدسة، يستقر القلب الرحال وتجبره الظروف على الهروب بحبيبته التي رفض والدها زواجها من رجل يعمل فناناً ومسلماً في الوقت ذاته.

وفي بغداد عام 1920 أنجبا طفلهما الأول عبدالفتاح، وفي دمشق عام 1922 أنجبا طفلها الثاني أنور، وفي القاهرة وقبل أن يتعلم أنور نطق الكلام بطريقة سليمة كان على موعد يومي مع والده ليعزف في غرفته قبل النوم، حيث كان الأب عبد الوهاب منسي حريصاً على أداء بروفاته الفردية داخل غرفة نوم ولديه الصغيرين، اللذين ورثا القلب العاشق من والدهما والروح المغامرة من والدتهما والحرية وعشق الموسيقى من الاثنين.

وعندما لاحظ الأب نبوغ الإبن في الموسيقى جعله يدرس الموسيقى العالمية عبر الدراسة الأكاديمية لآلة الكمان وهو في سن السادسة على يد العديد من الخبراء في مجال لموسيقى العالمية، فتعلم أنور على يد مدرس فرنسي يدعى «موسيو ارمناك»، وظهرت علامات نبوغه مبكراً، واستقطبه القصر الملكي لأداء العزف المنفرد وهو في العاشرة من عمره، وأطلقت عليه صحف القاهرة آنذاك «موزارت مصر»، تشبيهاً له بموهبة موزارت المبكّرة، كان الطفل الصغير يعود بعد كل حفلة في القصر الملكي في سيارة ملكية، حاملاً مظروفا فيه 100 جنيه عام 1932.

وبعد 6 أعوام وعند بلوغه السادسة عشرة كان أنور منسي أصغر عازف في فرقة أم كلثوم التي أسسها محمد القصبجي، لكن موهبته الفذة وروحه العاشقة للحرية ولتلك الآلة الموسيقية الصغيرة التي استقرت ظاهرياً على كتفه وفعلياً في قلبه، واعتداده الشديد بكرامته، جعله يترك الفرقة غاضباً بعدما ذاب في «صولو» مع كمانه أثناء أداء الست لإحدى أغنياتها فما كان منها إلا أن نهرته أمام الجمهور والعازفين قائلة:   (إيدك معايا يامنسي).

وفي منزله وعلى أنغام مقطوعات «باجانيني» التي عشقها، فضّل الشاب عدم العمل على أن يعتبره أي مطرب أياً كان حجمه مجرد عازف في فرقته، لكنه كان على موعد جديد مع محمد عبد الوهاب، الذي أدرك بذكائه المعتاد موهبة ذلك الفتى، واعتداده بنفسه، فأقنعه على العمل معه، وأسند إليه تلحين مقدمة أغنية «النهر الخالد»

YouTube player

 

كما أسند له مقدمة أغنية «أنشودة الفن»

YouTube player

وفي أغنية «ماليش أمل» التي غنتها ليلى مراد في فيلم «غزل البنات»، اتفق عبد الوهاب تقديراً لعازفه المفضل مع أنور وجدي مخرج الفيلم أن تبدأ الأغنية بعزف أنور منسي، وأن يكون العازف الفنان خلال الأغنية ظاهراً خلف ليلى مراد في الشاشة.

إقرأ أيضا
رأس الحسين في دار خزائن السلاح
YouTube player

بعدها أصبح أنور منسي «صولويست» لكل الفنانين الكبار وصديقاً لهم مثل أم كلثوم التي تصالح معها ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش، وخلال 12 عاماً صار العازف الشاب أهم عازف كمان مصري، ونجح رغم اتهامه بحكم آلته وتعليمه بالانتماء للموسيقى الغربية في دمجها بالموسيقى العربية، وصبغ تلك الآلة الغربية الكلاسيكية بالموسيقى الشرقية وتقاسيمها ومقاماتها.

تزوج من المطربة صباح لمدة 4 سنوات، وأنجب ابنته هويدا عام 1952، لكنه سقط من فوق حصانه في سفح الهرم وتوفي على الفور وهو في سن التاسعة والثلاثين، قبل أن يكمل مشواره الفني، كأحد أبناء الموت الذين تركوا بصمتهم في هذا العالم رغم عمرهم القصير.

الكاتب

  • أنور منسي أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان